ترامب وهاريس يدعمان زيادة ائتمان الضريبة للأطفال، لكن أي الأسر تستحق ذلك؟

لم يحدث من قبل في أي دورة انتخابية رئاسية أن كان هناك الكثير من النقاش حول الائتمان الضريبي للأطفال - وهي أداة أيدها العديد من الديمقراطيين والجمهوريين كوسيلة لانتشال الأطفال والأسر الشابة من الفقر.

فقبل ثلاث سنوات فقط، انخفضت معدلات فقر الأطفال بشكل كبير عندما رفعت إدارة الرئيس جو بايدن الائتمان الضريبي للأطفال وجعلت حتى أفقر العائلات مؤهلة للحصول عليه. لكن هذا التوسع استمر لمدة عام واحد فقط. ورفض الكونغرس تجديده.

هناك أمل في زيادة أخرى في الائتمان الضريبي، بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية يوم الثلاثاء، ولكن لا يزال هناك توتر حول من يجب أن يكون مؤهلاً.

يسعى الديمقراطيون إلى توسيع هائل - ومكلف - لشبكة الأمان الاجتماعي. وقد طرحت نائبة الرئيس كامالا هاريس زيادة كبيرة في الائتمان الضريبي للأطفال كجزء من حملتها الرئاسية. فبدلاً من تقديم الإعانة من خلال استرداد الضرائب، تريد إرسال مدفوعات شهرية للآباء، حتى أولئك الذين لا يعملون ولا يدفعون ضريبة دخل. وقد أعرب الجمهوريون عن دعمهم لزيادة الائتمان الضريبي، لكنهم أعربوا أيضًا عن قلقهم من أن يصبح حافزًا لبعض الآباء والأمهات لعدم العمل.

على الرغم من كل الازدهار الاقتصادي، لا يزال فقر الأطفال منتشرًا في الولايات المتحدة. فالأطفال دون سن الخامسة هم الفئة العمرية الأكثر عرضة للفقر والطرد، ويعيش أكثر من واحد من كل ستة شباب دون سن 18 عامًا تحت خط الفقر الفيدرالي. وفي الوقت نفسه، تزداد تكلفة تربية الطفل، حيث ترتفع تكلفة البقالة ورعاية الأطفال والسكن.

قالت كريستي غليسون من منظمة "أنقذوا الأطفال"، وهي منظمة إنسانية عالمية تركز على رفاهية الأطفال: "إن توسيع نطاق الائتمان الضريبي للأطفال هو الخيار الوحيد الأكثر فعالية على الطاولة للحد من فقر الأطفال في أمريكا". "العائلات تطالب بذلك. والناخبون يطالبون بذلك."

حاليًا، يمنح الائتمان الضريبي للأطفال العائلات خصمًا بقيمة 2,000 دولار على فاتورة الضرائب عن كل طفل تحت سن 17 عامًا تحت رعايتهم. تحصل العائلات التي تدفع أقل من 2,000 دولار من ضريبة الدخل على إعانة أقل، ولا يحصل الآباء الذين هم خارج القوى العاملة على أي إعانة.

وقد جعلت هاريس من توسيع الائتمان الضريبي أمرًا محوريًا في رسائل حملتها الانتخابية بشأن الاقتصاد. ولدى منافسها في الانتخابات، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز سيرة ذاتية تتضمن تمرير الائتمان الضريبي للأطفال في الولاية.

ضاعف الرئيس السابق دونالد ترامب مبلغ الائتمان الضريبي للأطفال خلال فترة إدارته. ورفضت حملته الرئاسية تقديم تفاصيل عن خططه بشأن الائتمان الضريبي للأطفال باستثناء القول بأنه سيزيده بشكل كبير.

وقد أثار السيناتور عن ولاية أوهايو، جيه دي فانس، نائب ترامب في الانتخابات الرئاسية إمكانية زيادة الائتمان الضريبي للأطفال إلى 5,000 دولار حتى يتمكن المزيد من الآباء من البقاء في المنزل مع أطفالهم في مقابلة مع برنامج "واجه الأمة" على شبكة سي بي إس. لكن بعض الجمهوريين كانوا حذرين بشأن توسيع نطاقه ليشمل الآباء الذين لا يعملون خارج المنزل.

بعد التصويت برفض مشروع قانون الائتمان الضريبي للأطفال في أغسطس، قال الزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل من ولاية كنتاكي: "إن هذه الميزة بالنسبة للآباء الذين يبقون في المنزل ترقى إلى رعاية اجتماعية نقدية بدلاً من إعانة دافعي الضرائب العاملين".

إن مخاطر هذا النقاش كبيرة بالنسبة للآباء والأمهات غير القادرين على العمل بسبب الإعاقة، أو لأنهم يرعون الأطفال أو الآباء المسنين. تم استبعاد العديد منهم من الإعانة لأنهم لا يكسبون دخلاً.

كانديس بيكفورد، 25 عامًا، من بين هؤلاء. فقد كانت تعمل مساعدة طبية في مستشفى جامعة هوارد في واشنطن العاصمة العام الماضي عندما جعلها حملها مريضة للغاية ولا تستطيع العمل، مما أجبرها على الاستقالة.

كانت بلا مأوى حتى عندما كانت تتقاضى راتباً، وكانت تتنقل بين منازل الأصدقاء والأقارب. عندما غادرت المستشفى بعد الولادة في أبريل، لم يكن لديها مكان دائم للإقامة. لم يكن أمامها الكثير لتفعله سوى التواصل مع وكالات الخدمة الاجتماعية - والصلاة.

قالت بيكفورد: "أنا امرأة متدينة، لذا حاولت حقًا أن أترك معظم ذلك بين يدي الله". "كان الأمر مقلقًا، لكنني حاولت ألا أدع الأمر يسيطر على حياتي وتفكيري".

تسلط قصة بيكفورد الضوء على الهشاشة المالية التي تواجهها العديد من العائلات - والأمهات العازبات على وجه الخصوص - في تربية الأطفال. إذا لم تعد إلى العمل هذا العام، فلن تكون مؤهلة للحصول على أي إعانة.

إن اقتراح هاريس سيجعل كل أسرة مؤهلة بغض النظر عن الدخل، حيث سيوفر 6,000 دولار من المزايا للعائلات التي لديها أطفال حديثي الولادة و3600 دولار لكل طفل بعد ذلك. وهي تريد دفعها على دفعات شهرية حتى لا تضطر العائلات إلى انتظار الإقرار الضريبي. تخطط هاريس لزيادة الضرائب على الشركات والأميركيين الأكثر ثراءً لدفع تكاليف الخطة، وذلك جزئياً من خلال السماح بانتهاء صلاحية الإعفاءات الضريبية التي تم اعتمادها في ظل إدارة ترامب في عام 2017.

وبصفته رئيسًا، ضاعف ترامب الائتمان الضريبي للأطفال من 1,000 دولار إلى 2,000 دولار ورفع سقف الدخل، مما سمح للعائلات التي تكسب ما يصل إلى 400,000 دولار بالحصول على هذه الميزة. ستنتهي صلاحية الائتمان الضريبي للأطفال الذي تم إقراره في ظل إدارته في نهاية العام المقبل. إذا لم يتخذ الكونجرس والرئيس القادم أي إجراء، فسوف يتراجع الائتمان إلى 1,000 دولار للطفل.

في عام 2021، وكجزء من قانون تخفيض التضخم، قام الرئيس جو بايدن بتوسيع الائتمان إلى 3000 دولار لكل طفل - و3600 دولار للأطفال دون سن 6 سنوات - وجعله متاحًا لكل أسرة لديها أطفال مواطنين، بغض النظر عن دخلهم. وخفض فقر الأطفال إلى النصف بمقياس واحد. لكن تلك المكاسب تبددت عندما انتهت صلاحيته.

في سبتمبر، دخلت بيكفورد أخيرًا إلى مأوى للنساء وأطفالهن في ولاية ماريلاند، وتم ربطها بوكالة خدمات اجتماعية ساعدتها في العديد من النفقات التي يجلبها الطفل الجديد، بما في ذلك عربة الأطفال ومقعد السيارة والملابس والألعاب.

عندما سُئلت بيكفورد عن أحلامها لابنتها إيناري، وضعت بيكفورد قائمة بأحلامها: "إنها تريد أن تكون إيناري أكثر ذكاءً منها وأن تحصل على أفضل تعليم يمكن الحصول عليه". لقد تجاوزت إيناري بالفعل مراحل نموها، وبيكفورد تستمتع بنموها.

أما أمنيتها الأخيرة فكانت أمنية تبدو أساسية، ولكن ثبت أنها بعيدة المنال بالنسبة لبيكفورد والعديد من الأمهات الأمريكيات الأخريات.

قالت بيكفورد: "أريدها أن تحظى بحياة مستقرة".