توقف المساعدات الخارجية الأمريكية والمنح المحلية يُربك المموّلين والمنظمات غير الربحية

تجميد المساعدات الخارجية. الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ. منع المنظمات غير الربحية التي تتلقى مساعدات خارجية أمريكية من تقديم عمليات الإجهاض.

ثم يوم الاثنين، أعلنت إدارة ترامب الجديدة عن تجميد جميع القروض والمنح الفيدرالية، على الرغم من أن أحد القضاة قد أوقف ذلك مؤقتًا حتى يوم الاثنين المقبل.

تتصارع المنظمات غير الربحية من جميع الأحجام الآن مع كيفية تأثير هذه التغييرات على مهامها - حتى أن بعضها يتدخل لاستبدال جزء صغير جدًا من التمويل الذي تحجبه الحكومة الأمريكية.

قالت فاطمة لورين دريير، المديرة التنفيذية لمنظمة HAVI، وهي منظمة صحة عامة متخصصة في وقف العنف المسلح: "إن وقف التمويل الفيدرالي يخلق قدرًا هائلاً من الارتباك، وليس لدينا وضوح حول ما سيحدث بعد ذلك". "وهذا الارتباك له تأثيرات مضاعفة على المجتمعات المعرضة بشكل خاص للتحولات."

تُعد الحكومة الأمريكية أكبر ممول عالمي منفرد للمساعدات الإنسانية، حيث تقدم 13.9 مليار دولار أمريكي في عام 2024، وأكبر داعم لوكالات الأمم المتحدة، مما يعني أن أي تغييرات في المساعدات الخارجية لها تأثيرات شاملة في مختلف المناطق الجغرافية والقضايا. إن وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هما الوكالتان الرئيسيتان اللتان تشرفان على المساعدات الخارجية، وقد أوقف ترامب كل المنح والدولارات التي يقدمها لمدة 90 يومًا لمراجعتها إذا ما كانت تتماشى مع سياسته الخارجية.

قال يوري بويتشكو، الذي أسس منظمة الأمل لأوكرانيا غير الربحية ومقرها نيوجيرسي، إنه استيقظ على وابل من الرسائل يوم الأحد من المنظمات الشعبية التي يعمل معها في أوكرانيا. كانوا يخشون مما سيحدث إذا توقفت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن تقديم المنح هناك.

وأشار على وجه التحديد إلى البرامج التي ترسل شاحنات الحطب إلى المناطق الريفية التي لا تصلها الكهرباء. وقال إن الناس الذين يبقون هناك غالبًا ما يكونون من كبار السن والفقراء، ويستخدمون الحطب لتدفئة منازلهم والطهي.

وقال: "لا أعرف حقًا كيف سيجتازون فصل الشتاء".

وقال بويتشكو إن المنظمات التي تقوم بتوصيل الطلبات يديرها في الغالب متطوعون، ولا تملك القدرة على شراء الخشب أو الوقود اللازم لنقله دون تمويل منتظم من مكتب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في كييف. واقترح على أي شخص يشعر بالقلق بشأن تمويل المساعدات الإنسانية في أوكرانيا أن يتصل بممثليه أو بالبيت الأبيض.

"ما جعل أمريكا عظيمة هو الكرم. وهذه ليست خطوة جيدة لأمريكا، وليست خطوة جيدة للبشرية ككل"، مشيرًا إلى أن أوكرانيا اعتمدت حقًا على الولايات المتحدة في دعمها.

وقالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن "جميع البرامج والمنح التي لم يوافق عليها وزير الخارجية" تم إيقافها مؤقتًا، لكنها لم تذكر على وجه التحديد ما إذا كانت المساعدات الإنسانية لأوكرانيا ستتوقف.

في السنة المالية 2023، وهي أحدث البيانات المتاحة، تم الالتزام بمبلغ 68 مليار دولار من المساعدات الخارجية الأمريكية للبرامج التي تتراوح بين الإغاثة في حالات الكوارث والمبادرات الصحية والمبادرات المؤيدة للديمقراطية في 204 دولة ومنطقة.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يتدخل فيها الملياردير المحسن مايك بلومبرغ بعد إعلان ترامب انسحابه من اتفاقية باريس التاريخية للمناخ. فقد تعهد عمدة مدينة نيويورك السابق في 23 يناير بتمويل حصة الحكومة الأمريكية من ميزانية المكاتب الرئيسية للأمم المتحدة لتغير المناخ. كما غطى تكلفة التزام الولايات المتحدة من عام 2016 إلى عام 2019، بمبلغ 10.25 مليون دولار.

وقالت أنثا ويليامز، التي تقود برنامجها البيئي: "إن القدرة على التدخل السريع والفطن، ليس لتحل محل دور الحكومة، ولكن فقط لإظهار ما هو ممكن ومواصلة دفع التقدم إلى الأمام عندما لا تكون الحكومات كذلك، أمر مهم حقًا لمؤسسة بلومبرغ الخيرية."

أُنشئت هيئة الأمم المتحدة للمناخ كجزء من اتفاقية المناخ التاريخية لعام 2015 التي تهدف إلى إبقاء الاحترار تحت 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وهي تنظم المفاوضات المناخية السنوية، حيث تضع الدول أهدافًا لخفض الانبعاثات وتلتزم بتمويل تدابير التكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ، وتتابع التقدم المحرز نحو تحقيق تلك الأهداف.

وقالت ويليامز إن مؤسسة بلومبرغ الخيرية أرادت أن تقدم ضمانات للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ بأن ميزانيتها ستُلبى.

وبالإضافة إلى تمويل أمانة الأمم المتحدة لتغير المناخ، ستواصل بلومبرغ فيلانثروبيز دعم تحالف يحمل الآن اسم "أمريكا كلها معنا". وهو يجمع بين الحكومات المحلية والشركات والجامعات التي تقدم تقارير عن التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف المناخية، وهو ما ستتوقف الحكومة الفيدرالية عن القيام به بعد الانسحاب من الاتفاقية.

ووصفت جوانا ديبليدج، وهي مؤرخة للمفاوضات المناخية الدولية، هذه التقارير بأنها "بالغة الأهمية، لأنها تقدم صورة عن اتجاهات الانبعاثات وبالتالي التقدم المحرز نحو أهداف اتفاقية باريس".

كان التواصل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية مع المستفيدين من المنح والمتعاقدين معهما قليلًا، وفقًا للمحامين والمستشارين الذين يعملون مع متلقي المساعدات الخارجية. عقدت نشرة Devex، التي تقدم تقارير عن التنمية الدولية، ندوة عبر الإنترنت لخبراء في مجال المساعدات الأجنبية يوم الإثنين للإجابة على أسئلة حول كيفية الامتثال لأوامر وقف العمل، وكيفية إدارة التدفقات النقدية، واحتمالية الحصول على إعفاء.

قالت سوزان رايشل، وهي موظفة كبيرة متقاعدة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إن المنظمات بحاجة إلى إثبات أن عملها مهم ليس فقط للوكالة، بل للشعب الأمريكي والكونجرس.

وقالت: "كل يوم يمر لا تقود فيه الولايات المتحدة وتفي بالتزاماتها، سواء كانت التزامات تعاقدية أو اتفاقيات تعاونية أو منح، فإننا في الواقع نضر بأمننا القومي".

تتضرر بعض المنظمات من وقف المساعدات الخارجية والأمر المسمى بقاعدة كم الأفواه العالمية التي تحظر على المنظمات غير الربحية التي تتلقى مساعدات خارجية أمريكية تقديم خدمات الإجهاض أو حتى الحديث عن الإجهاض كخيار محتمل.

لم توقع منظمة MSI Reproductive Choices، وهي منظمة دولية غير ربحية تقدم خدمات الصحة الإنجابية، على هذه القاعدة في ظل إدارة ترامب الأخيرة، مما يعني أنها لم تحصل على الكثير من التمويل الأمريكي في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، يتم تمويل العيادة الصحية المتنقلة التي تديرها في زيمبابوي من خلال السفارة الأمريكية هناك، وقالت بيث شلاشتر، المديرة الأولى للعلاقات الخارجية الأمريكية، إن هذا العمل سيتوقف ما لم يتقدم ممول آخر.

ومع ذلك، قالت إنه لا يمكن لأي قدر من التمويل الخيري أن يعوض خسارة أو توقف التمويل الأمريكي، مما يعني أن كبار المانحين يواجهون خيارات صعبة للغاية.

"نظرًا لاتساع نطاق ما حدث للتو في الأسبوع الماضي، فإن الأمر ليس كما لو أن المانحين الآخرين ينظرون فقط إلى الثغرات في خدمات الصحة الإنجابية الآن. إنهم يبحثون في جميع مجالات اهتماماتهم التنموية".