موظفو السجن في نيويورك يمنعون المسعفين من تقديم العلاج لامرأة تبلغ من العمر 23 عامًا توفيت بعد أسابيع

منع ضباط الإصلاحية في المدينة مرارًا وتكرارًا الطاقم الطبي من تقديم الرعاية لامرأة مريضة بشدة محتجزة في جزيرة ريكرز قبل أسابيع من دخول الفتاة البالغة من العمر 23 عامًا في غيبوبة ووفاتها بسبب فشل واضح في الأعضاء، حسبما وجد مجلس الرقابة على السجن.

كانت تشاريزما جونز تتلقى علاجًا لحالة محتملة من الحمى القرمزية عندما تم نقلها إلى وحدة المستوصف في 4 مايو بسبب تفاقم الأعراض.

ولكن عندما حاول الموظفون الطبيون التحقق من علاماتها الحيوية، تم منعهم من دخول زنزانتها في ست مناسبات منفصلة من قبل ضباط الإصلاحيات الذين أشاروا إلى "سبب أمني" غير محدد، وفقًا لـ تقرير صدر يوم الاثنين عن مجلس الإصلاحيات، وهي وكالة إشراف مستقلة.

بعد يومين من العزل، نُقلت جونز إلى المستشفى وهي تعاني من طفح جلدي وحمى شديدة وعلامات تلف حاد في الكبد. وفي 14 يوليو أُعلنت وفاتها بسبب "فشل متعدد الأعضاء"، وفقًا للفحص الأولي.

أثارت وفاة جونز غضبًا بين المدافعين عن حقوق الإنسان وبعض المسؤولين، بالإضافة إلى التحقيقات الجارية من قبل مكتب المدعي العام للولاية وإدارة التحقيقات في المدينة.

وصف محامي عائلتها، إم كي كيشيان، تصرفات الضباط بأنها "غير قانونية وبغيضة أخلاقياً" واتهمهم بالمساهمة في وفاة "كان من الممكن منعها وموجعة".

تأتي هذه النتائج بعد أسابيع من أمر قاضٍ فيدرالي للمدينة بالبدء في الاستعداد لاحتمال استيلاء فيدرالي على نظام السجن، وهو أحد أكبر السجون في البلاد وأكثرها سوءًا، حيث حكم بأنه وضع نزلاءه المسجونين في "خطر غير دستوري".

يفصل التحقيق في وفاة جونز العديد من القضايا المزمنة في قلب قضية المحكمة الفيدرالية، بما في ذلك مزاعم إهمال الموظفين وعدم كفاية العلاج الطبي.

وصلت جونز، المقيمة في برونكس والتي كانت تعاني من مشاكل في الصحة العقلية ومشاكل تتعلق بالمخدرات، إلى جزيرة ريكرز في سبتمبر 2023 لقضاء عقوبة بتهمة الاعتداء. بعد أن زُعم أنها تشاجرت مع أحد ضباط الإصلاحية في أبريل، وُضعت في وضع مقيد واعتبرت غير مؤهلة للإفراج المبكر.

ووفقًا لفيديو المراقبة الذي شاهدته وكالة الرقابة، بدت مشوشة الذهن وغير قادرة على الوقوف أثناء وجودها في وحدة عامة للسكان في 4 مايو. ولكن بعد أن اتصل أحد الضباط بالعيادة الصحية للإبلاغ عن الحالة الطبية الطارئة، قيل لهم "لم يكن هناك موظفون للاستجابة"، كما يقول التقرير.

وبدلاً من ذلك، حاول زملاؤها المحتجزون مساعدة جونز، حيث قاموا بفرك الثلج على جلدها لتبريدها وأمسكوا رأسها بينما بدت وكأنها تفقد وعيها.

يقول التقرير: "لقد شعروا بالإحباط من عدم استجابة الطاقم الطبي، فأصبحوا مزعجين ورفضوا الامتثال لأوامر الموظفين". وفي النهاية أطلقوا جرس إنذار الطوارئ الذي جلب العناية الطبية لجونز.

وبعد نقلها إلى المستوصف، وُصفت لها مضادات حيوية لاحتمال إصابتها بالحمى القرمزية وعُزلت في زنزانة. ولكن حتى عندما كانت تتقيأ في المرحاض، كما يظهر الفيديو، رفض الضباط مرارًا وتكرارًا السماح للعاملين الطبيين بالوصول إلى زنزانتها، وفي إحدى المرات قالوا إنها كانت تتعاطى "ميدلوك"، كما وجد التحقيق.

ورفضت المتحدثة باسم إدارة الإصلاح، شايلا مولزاك-وارنر، الإجابة على أسئلة محددة حول الرد، مستشهدة بالتحقيقات الجارية، لكنها قالت: "إن صحة وسلامة كل شخص في رعايتنا هي دائماً شاغلنا الأول".

ووفقًا للتقرير، لم تقدم الوكالة السجلات المتعلقة برفض منح حق الوصول الطبي. وقال محامي عائلة جونز إنهم لم يكونوا على علم بتعرض أي موظفين للتأديب.

وقال المحامي في بيان له: "في حين أنه من الضروري أن تتم محاسبة الضباط الأفراد، إلا أنه من الضروري بنفس القدر إن لم يكن أكثر إلحاحًا الاعتراف بحقيقة أن وفاة السيدة جونز كانت بسبب التعفن المنهجي واللامبالاة بالحياة داخل سجون مدينة نيويورك التي نشأت على أعلى مستويات القيادة في المدينة".

وبموجب خطة وافق عليها مجلس المدينة في عام 2019، يتعين على نيويورك قانونًا إغلاق جزيرة ريكرز واستبدالها بأربعة سجون أصغر حجمًا وأكثر حداثة بحلول عام 2027.

لكن العمدة إريك آدامز، وهو ديمقراطي، قاوم الإغلاق وحث المشرعين على التوصل إلى "خطة بديلة".

واعترف مدير ميزانية المدينة هذا العام بأن المسؤولين لن يلتزموا على الأرجح بالموعد النهائي المحدد.