عندما هددت النيران جامعة في كاليفورنيا، أكدت الإدارة أنها كانت تعرف كيف تتصرف

جاء التحذير من حرائق الغابات في منتصف الليل بينما كان بعض طلاب الجامعات في جنوب كاليفورنيا يذاكرون للامتحانات النهائية والبعض الآخر يستيقظون في مساكنهم الجامعية.

ولكن بدلًا من الهروب من الحريق الوشيك، توجه حوالي 3000 طالب في جامعة بيبردين نحو مبنيين في قلب الحرم الجامعي الذي تبلغ مساحته 830 فدانًا (336 هكتارًا) في ماليبو الساحلية بكاليفورنيا للاحتماء في مكانهم.

قد يبدو البروتوكول المتبع في الجامعة المسيحية ذات الإطلالة الخلابة على المحيط الهادئ وكأنه يتحدى المنطق بالنسبة لأولئك الذين اعتادوا على مشاهد في أماكن أخرى في كاليفورنيا المعرضة لحرائق الغابات لآلاف السكان الذين أخلوا مناطق الحرائق في قوافل طويلة من السيارات.

قال مايكل فريل، المتحدث باسم جامعة بيبردين التي تقع في سفوح جبال سانتا مونيكا، إن الجامعة لديها بروتوكول خاص بسبب تضاريسها وتصميمها الفريد من نوعه والذي يدعو إلى نقل الطلاب إلى مكتبة ومركز الحرم الجامعي حيث يمكنهم الحصول على الطعام والماء وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

بدأت المدرسة في إعداد الطلاب وأفراد المجتمع حول ما يجب القيام به في حالة نشوب حريق هائل خلال توجيه الطلاب الجدد في بداية العام الدراسي. عندما اندلع الحريق ليلة الاثنين، بدأ مسؤولو المدرسة بالتواصل مع الطلاب في حوالي الساعة 11 مساءً، وقاموا بتفعيل بروتوكول الإيواء في المكان بعد حوالي ساعتين، ونشروا الكلمة من خلال الرسائل النصية والبريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال الذهاب من باب إلى باب.

قال فريل: "تم إيقاظ الكثير من طلابنا من خلال الطرق على الباب، وتأكدنا من أنهم على دراية بالظروف وتمكنا من إبعادهم عن طريق الأذى".

تحركت نيران فرانكلين بسرعة جنوبًا، حيث قفزت فوق الطريق السريع الشهير على ساحل المحيط الهادئ وامتدت إلى الساحل، حيث تصطف المنازل الكبيرة على الشاطئ. كان الآلاف من سكان جنوب كاليفورنيا تحت أوامر الإجلاء والتحذيرات يوم الثلاثاء مع وجود أكثر من 8,100 منزل ومنشأة أخرى تحت التهديد.

وقدر مسؤولو الحرائق في المقاطعة أن أكثر من 3.5 ميل مربع (9 كيلومترات مربعة) من الأشجار والأحراش الجافة قد احترقت وسط ظروف خطيرة أججتها رياح سانتا آنا الجافة والعاصفة التي كان من المتوقع أن تستمر حتى يوم الأربعاء.

لم يُعرف سبب الحريق على الفور.

قال ريان سونغ، وهو مساعد مقيم في جامعة بيبردين، إنه لاحظ انقطاع التيار الكهربائي في مسكنه في وقت متأخر من يوم الاثنين. وعندما نظر من النافذة، رأى وهجاً وردياً ضخماً.

وقال الشاب البالغ من العمر 20 عاماً: "فكرت: "هذا ساطع للغاية"، ثم ازداد حجمه أكثر فأكثر". "ذهبت على الفور إلى الخارج ورأيت أنه كان حريقاً حقيقياً."

ذهب سونغ والمساعدون الآخرون من باب إلى باب لإخراج الطلاب. وقال إن معظمهم كانوا هادئين واتبعوا التعليمات؛ بينما هرع عدد قليل ممن كانوا خائفين إلى سياراتهم للخروج من الحرم الجامعي.

قال سونغ إنه أمضى الساعات القليلة التالية يتسابق ذهاباً وإياباً في الظلام بين مسكنه والحرم الجامعي الرئيسي لضمان عدم تخلف أحد عن الركب.

قال مسؤولو جامعة بيبردين إن الحرم الجامعي صُمم في الستينيات مع وضع السلامة من الحرائق في الاعتبار بسبب تجربة المنطقة مع حرائق الغابات. قال فيل فيليبس، نائب الرئيس التنفيذي للجامعة، إن المباني كانت مجمّعة مع بعضها البعض ومغطاة بالجص بينما شُيدت الطرقات لتسهيل وصول رجال الإطفاء إليها.

خلال تسعينيات القرن الماضي، عمل مسؤولو الحرم الجامعي مع سلطات مكافحة الحرائق في مقاطعة لوس أنجلوس لوضع خطة سلامة، وقالت السلطات إن الخيار الأكثر أماناً للطلاب هو البقاء في الحرم الجامعي. وقال إن المدرسة حريصة على إزالة الأشجار، ولديها خطة للحد من الدخان في أماكن الإيواء عن طريق إغلاق الأبواب بالشريط اللاصق واستخدام مرشحات الهواء.

وقال فيليبس إن الامتداد القريب من طريق ساحل المحيط الهادئ السريع يمكن أن يصبح مزدحمًا أيضًا أثناء حالات الطوارئ، كما حدث أثناء حريق وولسي المميت في عام 2018.

قال فيليبس، الذي يعمل في الحرم الجامعي منذ ثلاثة عقود - بما في ذلك عندما كان طالباً - وقال إنه مر بسبعة حرائق". "إن حماية طلابنا وتأمين سلامتهم هو التزام أخلاقي بالنسبة لنا، لذلك نحن نأخذ الأمر على محمل الجد."

في يوم الثلاثاء، تصاعد دخان كثيف من حريق فرانكلين المشتعل شمال شرق المدرسة فوق الحرم الجامعي على بعد 29 ميلاً (47 كيلومتراً) غرب لوس أنجلوس، وتم إلغاء الفصول الدراسية وتأجيل الامتحانات النهائية. ولم يتمكن رجال الإطفاء من احتواء أي جزء من الحريق حتى بعد ظهر الثلاثاء.

وقال فريل إن الحرم الجامعي احترق ولكن لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات، وربما تضرر مبنى واحد فقط بأضرار طفيفة بفضل العمل الشاق الذي قام به رجال الإطفاء وتعاون الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وغيرهم في الحرم الجامعي.

قال جيم جاش، رئيس الكلية، إن الحرم الجامعي لم يعد مهددًا بعد ظهر الثلاثاء.

وقال غاش في بيان له: "أنا ممتن أنه من خلال الصلاة والاستعداد والتعاون، تمكن مجتمع بيبردين من تجاوز التحديات التي واجهته خلال ال 12 ساعة الماضية بأمان". "دعواتنا مستمرة إلى مجتمع ماليبو."