ترامب وشي يتفقان على قمة تجارية في كوريا الجنوبية

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيلتقي بالزعيم الصيني شي جين بينغ في قمة إقليمية ستعقد في نهاية أكتوبر/تشرين الأول في كوريا الجنوبية، وسيزور الصين في "أوائل العام المقبل"، وذلك عقب مكالمة هاتفية بينهما يوم الجمعة.

وفي منشور على موقع "تروث سوشيال"، قال ترامب إن شي سيأتي إلى الولايات المتحدة "في الوقت المناسب" وإنهما أحرزا تقدمًا بشأن "الموافقة على صفقة تيك توك" للسماح لتطبيق التواصل الاجتماعي الشهير بمواصلة العمل في الولايات المتحدة، رغم أنه لم يذكر تفاصيل.

ولم يذكر بيان صادر عن الحكومة الصينية هذه الزيارات، كما لم يقدم توضيحًا بشأن ما وافق عليه شي فيما يتعلق ببيع حصة مسيطرة من الشركة الصينية الأم لتيك توك لتجنب الحظر الأمريكي. لكن شي طلب من ترامب تجنب فرض قيود تجارية لمنع تدهور العلاقات التجارية، وفقًا للبيان.

في حين أن المكالمة التي كانت متوقعة للغاية أشارت إلى وجود علاقة ودية بين زعيمي أكبر اقتصادين في العالم، إلا أن تصريحاتهما أظهرت التحديات المستمرة. وكان من العلامات الأساسية على التعاون الرغبة في الاجتماع وجهاً لوجه للحفاظ على العلاقات من التصدع في الوقت الذي تتشابك فيه الدولتان اللتان تتضارب وجهات نظرهما حول العالم اقتصادياً.

"كانت المكالمة جيدة جدًا، وسنتحدث مرة أخرى عبر الهاتف، ونقدر موافقة تيك توك، ونتطلع إلى الاجتماع في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ!" كتب ترامب، مشيرًا إلى مجموعة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ التي تضم 21 اقتصادًا على حافة المحيط الهادئ.

الجهود المبذولة لإتمام صفقة تيك توك

أعربت ByteDance، الشركة الأم لـ TikTok المملوكة للصين، عن اهتمامها بالمفاوضات الجارية لضمان استمرار خدمات التطبيق للمستخدمين الأمريكيين، دون تقديم الكثير من المعلومات حول كيفية حل مسألة الملكية.

وقالت إدارة ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه تم التوصل إلى اتفاق إطاري لملكية التطبيق مع المسؤولين الصينيين خلال المحادثات التجارية في مدريد.

وقد مدد ترامب، الذي أرجع الفضل للتطبيق في مساعدته على الفوز بفترة رئاسية أخرى، عدة مرات الموعد النهائي لفصله عن تطبيق ByteDance. وهو شرط بموجب قانون صدر العام الماضي يسعى إلى معالجة خصوصية البيانات ومخاوف الأمن القومي.

وقد كان المسؤولون الأمريكيون قلقين بشأن جذور ByteDance وملكيتها، مشيرين إلى القوانين في الصين التي تتطلب من الشركات الصينية تسليم البيانات التي تطلبها الحكومة. مصدر قلق آخر هو خوارزمية الملكية التي تملأ ما يراه المستخدمون على TikTok.

وقال مسؤولون صينيون يوم الاثنين إنه تم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن تفويض "استخدام حقوق الملكية الفكرية"، بما في ذلك الخوارزمية، وأن الجانبين اتفقا على تكليف شريك بالتعامل مع بيانات المستخدمين الأمريكيين وأمن المحتوى.

وخلال المكالمة، قال شي لترامب إن بكين "ستكون سعيدة برؤية مفاوضات تجارية مثمرة تتماشى مع قواعد السوق"، الأمر الذي "سيؤدي إلى حل يتوافق مع قوانين الصين ولوائحها ويأخذ في الاعتبار مصالح الجانبين"، وفقًا للبيان الصيني.

وأضاف البيان: "يحتاج الجانب الأمريكي إلى توفير بيئة مفتوحة وعادلة وغير تمييزية للمستثمرين الصينيين".

وقال كريج سينجلتون، الزميل البارز في شؤون الصين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن، إنه لا يبدو أن هناك اتفاقًا منتهيًا بشأن TikTok.

وقال: "تضع بكين إطارًا للمحادثات القائمة على السوق بموجب القانون الصيني، مع الاحتفاظ بحق النقض بحكم الأمر الواقع، بينما يصور ترامب نفسه على أنه صاحب الموافقة النهائية".

ترامب وشي يتحدثان عن قضايا تجارية أوسع نطاقًا

قال ترامب في منشور يوم الجمعة إنهما أحرزا أيضًا تقدمًا في "العديد من القضايا المهمة جدًا بما في ذلك التجارة، والفنتانيل، وضرورة إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا".

وقبل ذلك بيوم واحد، قال ترامب إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا قد تنتهي إذا فرضت الدول الأوروبية رسومًا جمركية أعلى على الصين. لم يقل ترامب ما إذا كان يعتزم زيادة الرسوم الجمركية على بكين بسبب شرائها لنفط موسكو، كما فعل مع الهند.

وقال البيان الصيني إن شي أكد على أهمية العلاقات بين البلدين وحث الجانب الأمريكي على تجنب فرض أي قيود تجارية.

وعقد كبار المسؤولين الأميركيين والصينيين أربع جولات من المحادثات التجارية بين مايو/أيار وسبتمبر/أيلول، ومن المرجح أن تعقد جولة أخرى في الأسابيع المقبلة. وقد أوقف الجانبان التعريفات الجمركية المرتفعة مؤقتًا وتراجعا عن فرض ضوابط صارمة على الصادرات.

ومع ذلك، لم يتوصلا بعد إلى أي اتفاق بشأن القيود المفروضة على الصادرات التكنولوجية أو المشتريات الصينية من المنتجات الزراعية الأمريكية أو الفنتانيل. وقد فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية إضافية بنسبة 20% على السلع الصينية مرتبطة بمزاعم بأن بكين فشلت في وقف تدفق المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة المواد الأفيونية إلى الولايات المتحدة.

وردت الصين بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% إلى 15% على السلع الزراعية الأمريكية.

وقد كلفت حرب ترامب التجارية مع بكين في ولايته الثانية المزارعين الأمريكيين خسارة أحد أهم أسواقهم. فمن يناير حتى يوليو، انخفضت صادرات المزارع الأمريكية إلى الصين بنسبة 53% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وكان الضرر أكبر في بعض السلع: فعلى سبيل المثال، انخفضت مبيعات الذرة البيضاء الأمريكية إلى الصين بنسبة 97%.

وقال شون شتاين، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الصيني، إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق لإلغاء الرسوم الجمركية على الفنتانيل، يمكن لبكين التراجع عن الرسوم الجمركية الانتقامية واستئناف شراء السلع الزراعية الأمريكية وغيرها من المنتجات، على حد قوله.

وقال: "سيكون هناك الكثير من المشاعر الإيجابية في السوق التي ستنتج عن ذلك، وستخفف من التكاليف البشرية للفنتانيل".