وورلد برس عربي logo

حياة الخيام في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة

تعيش عائلات فلسطينية في الخيام منذ عام، في ظل ظروف قاسية من التهجير والفقر. تعكس هذه الحياة معاناة مستمرة وصراعات يومية للحصول على الماء والغذاء. اكتشف كيف تغيرت حياة الناس في غزة تحت وطأة الحرب. وورلد برس عربي.

امرأة تحتضن طفلًا في خيمة، تعكس معاناة العائلات الفلسطينية النازحة في غزة بسبب الحرب والتهجير.
Loading...
أم فلسطينية تعانق ابنها في خيمتهم في خان يونس، غزة، بتاريخ 15 سبتمبر 2024 (بشار طالب/أ ف ب)
شارك الخبر:
FacebookTwitterLinkedInEmail

الخيمة: رمز التهجير الفلسطيني

منذ نكبة عام 1948، أصبحت الخيمة رمزًا مركزيًا للرواية الفلسطينية، حيث تمثل التهجير وحياة البؤس.

حياة الخيام: مأساة مستمرة

من المفترض أن تكون الخيام ملاجئ مؤقتة في أوقات النزاع، حيث ننتظر ونأمل أن تنتهي المأساة قريبًا. إلا أن حياة الخيام التي طال أمدها - كما رأينا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على غزة قبل عام - تشير إلى أن هذا الأمل قد تحطم.

فمنذ بداية هذه الحرب، كان من الواضح أن التهجير الجماعي كان جزءًا أساسيًا من الخطة الإسرائيلية. وسرعان ما حثت الحكومة الإسرائيلية مئات الآلاف من الفلسطينيين على مغادرة منازلهم، وأوعزت إلى أولئك الذين يعيشون في الشمال بالفرار جنوبًا.

شاهد ايضاً: أكثر من 900 عضو في سلاح الجو الإسرائيلي يدعون لإنهاء حرب غزة لإنقاذ الأسرى

ومع اشتداد مجازر الجيش، بما في ذلك تدمير مجمعات سكنية بأكملها وقصف المناطق "الآمنة" مثل المستشفيات والمدارس، اضطر النازحون إلى الفرار مرارًا وتكرارًا. تدفق سكان خان يونس على رفح، ليعودوا مرة أخرى إلى خان يونس المدمرة.

وفي كل مكان دخله الجيش، خلّف وراءه دمارًا واسع النطاق. وقد تضرر أو دُمر حوالي ثلثي المباني في غزة في القصف الإسرائيلي المستمر.

وفقد الكثير من الفلسطينيين كل ما يملكون: المنازل والأراضي والأثاث والأعمال التجارية. لقد وجدوا أنفسهم فجأة لا يملكون شيئًا سوى خيمة وبعض البطانيات والفرش وبعض الأدوات البسيطة التي أنقذوها من تحت أنقاض منازلهم.

شاهد ايضاً: إسرائيل تقصف مستشفى الناصر في غزة مجددًا، مما يؤدي إلى استشهاد مرضى

ولكن حتى الحصول على خيمة يمكن أن يكون مهمة صعبة، نظراً لمحدودية الكميات والأعداد الهائلة من النازحين الفلسطينيين في غزة. وقد لجأ البعض بدلاً من ذلك إلى المدارس، حيث تعطل التعليم للعام الثاني على التوالي، أو إلى قطع صغيرة من الأرض المحددة بشرائط من القماش.

التحديات اليومية للنازحين

تأتي الحياة في خيمة مع سلسلة لا تنتهي من التحديات. فمع انقطاع الكهرباء في غزة منذ بدء الحرب، يسود الظلام الدامس ليلاً، ولا يكسره سوى النيران أو الضوء الذي تولده المصابيح التي تعمل بالطاقة الشمسية.

ويعتبر الحصول على المياه صراعاً يومياً، حيث يصطف الناس في طوابير طويلة لملء الجالونات التي يتوجب عليهم نقلها لمسافات طويلة إلى خيامهم. يتم إنشاء المراحيض عن طريق حفر حُفر في الأرض. لم تعد مياه الصرف الصحي تعالج، وتبقى أكوام القمامة دون جمعها، مما يزيد من انتشار الأمراض.

شاهد ايضاً: الجيش السوداني يستعيد السيطرة على القصر الرئاسي بعد عامين

يضاعف نقص المواد الغذائية في جميع أنحاء غزة من معاناتنا اليومية. فبسبب الحصار الإسرائيلي الصارم، اختفت الآن العديد من المواد التي كانت متوفرة بسهولة في الأسواق قبل الحرب. وعندما تستطيع الحصول على المواد الغذائية، فقد ارتفع سعرها إلى عشرة أضعاف في بعض الأحيان مقارنة بأيام ما قبل الحرب.

ولأن معظم الناس ليس لديهم مصادر دخل هذه الأيام، فإن الكثيرين غير قادرين على شراء الطعام لأسرهم. والخيار الوحيد المتاح أمامهم هو المطابخ الخيرية التي أنشأها نشطاء متطوعون، ولكن حتى هذه المطابخ لا يمكنها تلبية احتياجات جميع الناس، وغالبًا ما يكون الطعام الذي توزعه رديء الجودة.

لقد أصبح العديد من الفلسطينيين في غزة هزيلين بسبب نقص الطعام، لدرجة أن السكان في الشمال يتداولون مقولة طريفة مضحكة: إذا رأيت شخصًا لم يفقد وزنه خلال الحرب، فقد يكون يعمل جاسوسًا لصالح إسرائيل.

شاهد ايضاً: تقرير: الولايات المتحدة وإسرائيل تطلبان من دول شرق إفريقيا إعادة توطين الفلسطينيين

العيش في خيمة، حتى أبسط الأشياء تصبح أحلامًا بعيدة المنال. الأسواق فارغة. إذا أصبحت ملابسك أو حذائك بالية، فعليك الاستمرار في ارتدائها على أي حال، لأنه لا توجد بدائل. حتى أبسط مواد النظافة الأساسية، مثل ألواح الصابون أو زجاجات الشامبو، غير متوفرة أو أسعارها باهظة.

عندما تعيش في خيمة، فإنك تفتقد حتى الراحة الأساسية المتمثلة في وجود حائط تسند ظهرك إليه، فهذا الحرمان قاسٍ للغاية. تتعرف أيضاً على أنواع جديدة وغريبة من الحشرات التي لم ترها من قبل في حياتك. ستكون محظوظاً إذا لم تكن من الحشرات السامة الخطيرة.

الضغط النفسي في ظروف النزوح

في الخيام، لا تتمتع العائلات بأي خصوصية على الإطلاق. تتكدس الخيام مع بعضها البعض بإحكام، ويتعرض الجميع لضغط نفسي هائل بسبب الظروف المهينة التي تسلبهم كرامتهم. من الشائع أن تسمع الأزواج أو الأطفال يتجادلون؛ فأنت مجبر على معرفة كل تفاصيل شجارهم وأنت لا تريد، لأنك لا تستطيع إلا أن تسمعهم.

شاهد ايضاً: من أوسلو إلى ترامب، الولايات المتحدة قد مكنت إسرائيل من التوسع وفلسطين تتلاشى

من الصعب أيضًا أن تجد مكانًا تنصب فيه خيمتك بعد نزوحك من منطقة إلى أخرى. حتى قبل الحرب، كانت غزة من بين أكثر الأماكن اكتظاظًا بالسكان على وجه الأرض. والوضع أسوأ من ذلك الآن، حيث دُمرت أحياء بأكملها وتم حشر سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في مساحة أصغر بكثير.

يتكدس النازحون على طول شاطئ البحر، وفي ساحات المستشفيات، وفي المدارس وحتى على الأرصفة. يستلزم العثور على مكان لنصب خيمة بحثاً مرهقاً.

وليس هناك أي ضمان للسلامة، حيث قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية الخيام مراراً وتكراراً، مما أدى إلى مقتل سكانها على الفور. ويضطر الفلسطينيون إلى تنظيف البقايا ونصب خيام جديدة فوق هذه المآسي.

شاهد ايضاً: كان مارتن لوثر كينغ جونيور ليصفها أيضًا بالإبادة الجماعية

رأيت هذه العملية تتكشف ذات مرة، وصُدمت. كيف يمكن لشخص ما أن يتحمل العيش في مكان وقعت فيه مذبحة قبل ساعات قليلة فقط؛ حيث كانت جثة شخص ما ملقاة أشلاء؟ شاركت دهشتي مع أحد أصدقائي الذي أجابني قائلًا "إذا لم يكن قد نصب خيمته، لكان شخص آخر قد فعل ذلك على الفور".

هذه الحرب تغيرنا جميعًا. متى سيشبع حجم المأساة شهية إسرائيل لمعاقبة الشعب الفلسطيني؟

عام من المعاناة: التأثيرات المستمرة للحرب

لا تتوقف الطائرات الحربية عن التحليق فوق خيامنا. في الليل، عندما تغمض عينيك، تسمع ذلك الأزيز المرعب، وتتساءل عما إذا كنت سترى الصباح التالي.

شاهد ايضاً: نساء فلسطينيات يروين تفاصيل الاعتداءات الجنسية الإسرائيلية خلال اقتحام كمال عدوان

عندما تم تهجير سكان شمال غزة من منازلهم في بداية هذه الحرب قبل عام، اعتقد الكثيرون أنها لن تستمر سوى أيام أو أسابيع. ونتيجة لذلك، تفرقت العديد من العائلات، حيث بقي البعض في الشمال وانتقل البعض الآخر إلى الجنوب. ولكن مع قيام الجيش الإسرائيلي بمنع الناس من العودة إلى ديارهم، استمر هذا الانفصال لفترة أطول بكثير.

لقد مر عام كامل على هذا الوضع المأساوي. يبدو الأمر كما لو أن العالم قد تخلى عنا لنزوات نظام استعماري يقوم بالإبادة الجماعية - ولا توجد أي بادرة أمل في أن ينتهي هذا الأمر في أي وقت قريب.

أخبار ذات صلة

Loading...
طفلة تنظر إلى أنقاض مدينة غزة بعد القصف، حيث تظهر المباني المدمرة والخرائب، مما يعكس الوضع الإنساني الصعب في المنطقة.

الأمم المتحدة: الوضع في غزة "هو الأسوأ منذ بداية الحرب"

الوضع الإنساني في غزة بلغ ذروته المروعة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية، وسط تصعيد الهجمات التي تستهدف المستشفيات. هل ستستمر المعاناة في ظل الحصار؟ تابعوا التفاصيل المروعة في هذا التقرير.
الشرق الأوسط
Loading...
طائرة حربية إسرائيلية من طراز F-15 تحلق في السماء، تعكس تصعيد الغارات الإسرائيلية على سوريا وتأثيرها على الوضع الأمني الإقليمي.

سوريا تنتقد "عدم المساءلة" الإسرائيلية بعد الغارات الجوية على أراضيها

في خضم تصاعد التوترات، تندد الحكومة السورية بالعنف الإسرائيلي المتواصل، حيث تركزت الغارات على أهداف عسكرية، مما يهدد جهود إعادة الإعمار بعد سنوات من الحرب. هل ستتمكن دمشق من استعادة السيطرة وسط هذه التحديات؟ تابعوا معنا لتفاصيل أكثر!
الشرق الأوسط
Loading...
مقاتلون من هيئة تحرير الشام يرفعون أسلحتهم في حلب، تعبيرًا عن انتصاراتهم في الصراع السوري وتأثيرهم على الوضع الإقليمي.

تشعر الولايات المتحدة بوجود دماء روسية وإيرانية في سوريا، لكن الهجوم الثوري يشكل تحديات للحليف الكردي

في خضم الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط، يبرز الهجوم المفاجئ الذي شنته هيئة تحرير الشام كتحول دراماتيكي يغير موازين القوى في سوريا. مع تزايد التوترات بين القوى الكبرى، يصبح من الضروري فهم تداعيات هذا الصراع وكيف يمكن أن يؤثر على مستقبل المنطقة. تابعوا معنا لتكتشفوا المزيد عن هذه الديناميكيات المعقدة!
الشرق الأوسط
Loading...
طفلة تحمل علمًا فلسطينيًا وسط حشود من المتظاهرين الذين يرفعون أعلامًا فلسطينية وتركية، تعبيرًا عن الدعم لحماس.

ما وراء الادعاءات بأن حماس تنتقل إلى تركيا؟

في خضم التوترات المتزايدة، تبرز تركيا كوجهة جديدة لقادة حماس، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الحركة الفلسطينية. هل ستصبح أنقرة القاعدة الرئيسية لعملياتهم، أم أن الضغوط الدولية ستغير المعادلة؟ تابعوا معنا تفاصيل هذه التطورات المثيرة.
الشرق الأوسط
الرئيسيةأخبارسياسةأعمالرياضةالعالمعلومصحةتسلية