اقتحام نابلس يثير مخاوف من تصعيد عسكري جديد
شنت القوات الإسرائيلية أكبر عملية اقتحام في نابلس منذ عامين، مما أسفر عن إصابة العشرات واعتقال العديد من الشبان. الأوضاع تتصاعد والقلق يسود بين السكان. اقرأ المزيد عن التطورات الأخيرة وتأثيرها على المدينة.

شنت القوات الإسرائيلية عملية اقتحام عسكرية واسعة النطاق في قلب مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة يوم الثلاثاء، فيما وصفته مصادر محلية بأنه أكبر توغل من نوعه منذ أكثر من عامين.
وأطلقت القوات الإسرائيلية النار على الفلسطينيين، بما في ذلك مسعف، واستخدمت الغاز المسيل للدموع، واعتقلت العديد من الأفراد، وداهمت المنازل بعنف خلال عملية التوغل المستمرة.
وأظهرت اللقطات التي نشرتها وسائل الإعلام المحلية رجلاً فلسطينيًا رافعًا يديه وهو يقترب من الجنود الإسرائيليين قبل أن تندلع مشاجرة ويُسمع أصوات طلقات نارية في الخلفية.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن فلسطينيين اثنين "قُتلا" بعد أن زُعم أنهما حاولا الاستيلاء على سلاح أحد الجنود. ولم تؤكد السلطات الفلسطينية بعد استشهاد الفلسطينيين.
وقال مجاهد طبنجة، وهو صحفي كان في مكان الحادث، إن الرجلين تعرضا لإطلاق النار أثناء محاولتهما العودة إلى منزليهما في البلدة القديمة. وقد مُنعت سيارات الإسعاف من الوصول إليهما.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أن 65 فلسطينيًا على الأقل أصيبوا بجروح.
وقال فواز البيطار، مسؤول العمليات في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن بعض الجرحى أصيبوا بطلقات نارية في الفخذ، بينما أصيب آخرون نتيجة اعتداء جسدي من قبل الجنود.
كما كانت هناك حالات استنشاق للغاز المسيل للدموع، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع على المنازل في أزقة البلدة القديمة، وهي منطقة مكتظة بالسكان.
وقال البيطار: "لقد تم إعاقة عملنا عدة مرات، ومُنعنا من الوصول إلى الشابين المصابين".
وأضاف: "كما تم إطلاق النار على سيارة إسعاف أثناء تواجدها في وسط المدينة، وتم إطلاق النار على أحد المسعفين".
بدأت المداهمة بعد منتصف الليل بقليل بالتوقيت المحلي، عندما دخل عدد كبير من الآليات العسكرية إلى المدينة من عدة اتجاهات.
ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فإن العملية العسكرية ستستمر 24 ساعة وستتركز في البلدة القديمة.
وفي الوقت نفسه، أعلن الضباط الإسرائيليون حظر التجول عبر مكبرات الصوت، وأمروا السكان بالبقاء في منازلهم حتى صباح الأربعاء، وهو أول إجراء من نوعه يتم فرضه في نابلس منذ الانتفاضة الثانية عام 2000.
وقد انقطع الاتصال بالعديد من العائلات منذ اقتحام الجيش الإسرائيلي لمنازلهم.
وقال طبنجة: "رفع الجنود أسلحتهم في وجوهنا وصرخوا فينا عندما حاولنا دخول البلدة القديمة".
وأضاف: "امتد الاقتحام أيضًا إلى أجزاء أخرى من المدينة، بما في ذلك مخيم بلاطة".
وفي الوقت نفسه، اعتقل الجنود عشرات الشبان خلال مداهمة المنازل وصادروا ممتلكات السكان بشكل تعسفي.
"توغل سياسي"
أثار الاقتحام الواسع النطاق لمدينة نابلس، رغم الإعلان عن أنه لن يستمر سوى يوم واحد فقط، مخاوف السكان.
فهم يخشون من أن يؤدي ذلك إلى هجوم عسكري طويل ومدمر على غرار ما حدث في جنين وطولكرم.
وقد صرح مناضل حنني، عضو لجنة التنسيق الفصائلي في المدينة، أن هناك مؤشرات على أن الاجتياح قد يستمر لفترة طويلة.
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية اقتحمت المدينة من جميع الاتجاهات واستقدمت عشرات الآليات العسكرية.
كما أحضروا صهاريج وقود للمركبات، وهو إجراء لا يتم اتخاذه عادةً خلال عمليات التوغل قصيرة الأمد.
كما قامت القوات بالتناوب وسط التوغل، مما يشير إلى أنها قد تبقى في المدينة لبعض الوقت.
وقال حنني: "من وجهة نظري، التوغل سياسي، وليس أمنيًا".
وتابع: "تدعي إسرائيل أن الهدف هو 'القضاء على الإرهاب'، لكنه مرتبط بالأزمة السياسية الداخلية ومحاولة لإخراج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من ورطته".
في هذه الأثناء، أصيبت الحياة في نابلس بالشلل التام جراء الاقتحام، حيث خلت الأسواق وأغلقت المدارس والجامعات والمؤسسات العامة حتى إشعار آخر.
أخبار ذات صلة

مكون رئيسي في كوكا كولا وبيبسي تحت سيطرة قوات الدعم السريع في السودان

على الرغم من الخسائر والدمار، لم يخسر حزب الله الحرب

هجوم حزب الله على تل أبيب يُسفر عن إصابة خمسة أشخاص وأضرار واسعة النطاق
