معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية
تعاني حالة الدكتور حسام أبو صفية الصحية من تدهور خطير بسبب التعذيب والإهمال الطبي في المعتقلات الإسرائيلية. المحامية تكشف عن ظروف قاسية، حيث يُعطى السجناء ملعقتين من الأرز يومياً ويعانون من سوء المعاملة.

أعربت المحامية التي تمثل الدكتور الفلسطيني حسام أبو صفية عن مخاوفها بشأن تدهور حالته الصحية والتعذيب الروتيني في المعتقلات الإسرائيلية، حيث يتم إعطاء السجناء ملعقتين فقط من الأرز يومياً.
وقالت المحامية غيد قاسم في مقابلة مع موقع عرب 48، نشرت الخميس، إن مدير مستشفى كمال عدوان، الواقع شمال قطاع غزة، تعرض لاعتداء جسدي شديد أدى إلى إصابته برضوض في رأسه ورقبته وقفصه الصدري وظهره.
وعندما طلب الدكتور أبو صفية المساعدة الطبية بسبب المضاعفات الناجمة عن الضرب، بما في ذلك عدم انتظام ضربات القلب، رُفض طلبه.
لقد تم توثيق الإهمال الطبي وسوء المعاملة في السجون التي تديرها إسرائيل، حيث تفيد التقارير أن هذه الممارسات قد تصاعدت منذ أحداث 7 أكتوبر 2023.
وفي مطلع مايو/أيار الماضي، قالت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين إن المعتقلين الفلسطينيين المرضى يواجهون "إهمالًا طبيًا متعمدًا وممنهجًا"، إلى جانب الجوع والتعذيب الذي يؤثر سلبًا على أوضاعهم الصحية.
جاء هذا البيان بعد ارتقاء الأسير محيي الدين فهمي نجم البالغ من العمر 60 عامًا، والذي عانى من أمراض مزمنة وحُرم من العلاج الطبي المناسب أثناء احتجازه.
أبو صفية الذي لا يزال محتجزًا في الحبس الانفرادي في سجن عوفر العسكري، الذي يضم 450 معتقلًا من قطاع غزة، لا يزيد وزنه عن 60 كيلوغرامًا، وفقًا لمحاميته.
وقالت إنه منذ اعتقاله في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، فقد كبير أطباء الأطفال وحديثي الولادة 40 كيلوغراماً من وزنه، واصفةً جسده بأنه "هزيل".
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الدكتور أبو صفية محتجز في زنزانة تحت الأرض معزولة تماماً ولا يدخلها الضوء الطبيعي.
وأوضحت قاسم أنه "لا يعرف شيئًا عن العالم الخارجي، ولا يزال يرتدي ملابس شتوية".
وأضافت: "يعاني السجناء داخل سجن عوفر من ظروف قاسية وكارثية للغاية".
ووصفت المحامية كيف يُسمح للفلسطينيين المسجونين هناك بتناول ملعقتين فقط من الأرز يوميًا، بينما يُمنع السكر والملح تمامًا "لمنع أي ارتفاع في هرمون السعادة ولو كان بسيطًا نتيجة تناول السكر".
وأضافت: "هذا بالإضافة إلى الاقتحامات المتكررة للزنزانات والتعذيب والتفتيش المستمر الذي يتعرض له السجناء".
آخر حالة تعذيب وإهمال طبي في المعتقلات الإسرائيلية هي ارتقاء سمير الرفاعي البالغ من العمر 53 عامًا من جنين.
ووفقًا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، ارتقى الرفاعي بعد سبعة أيام من اعتقاله، مما يرفع عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ارتقوا في المعتقلات الإسرائيلية منذ بداية الحرب على غزة إلى 74 أسيرًا.
وتفيد التقارير أن الرفاعي الأب لخمسة أطفال كان يعاني من مشاكل في القلب وكان بحاجة إلى رعاية طبية مكثفة. وتشير المصادر إلى أن وفاته نتجت عن سوء المعاملة والظروف القاسية في السجن، على الرغم من عدم صدور أي تقارير رسمية.
نقص الحقوق
صنّفت السلطات الإسرائيلية أبو صفية على أنه "مقاتل غير شرعي"، على الرغم من كونه طبيباً مدنياً. ويعني هذا التصنيف عدم وجود لائحة اتهام رسمية ضده.
وقالت قاسم: "إن تصنيفه كمقاتل غير شرعي يجعل السجين بلا حقوق".
وأضافت: "القانون الإسرائيلي يجرد أصحاب هذا التصنيف من حقوقهم الإنسانية الطبيعية داخل السجون".
وأضافت قاسم أن سلطات السجون تخلق أيضًا "عقبات متتالية أمام المحامين"، حيث يجب تحديد موعد كل زيارة قبل أربعة أشهر. وحتى بعد ذلك، يمكن أن يتم إلغاؤها.
بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يُترك الممثلون القانونيون ينتظرون لفترات طويلة من الوقت، وعندما يتم إحضار موكليهم أخيرًا للزيارة، غالبًا ما يتم الاعتداء عليهم في الطريق وهم يزحفون على الأرض مكبلين بالأصفاد.
وقالت: "تجرى المقابلة تحت المجهر، تحت أعين وآذان السجانين. وإذا ما شعر السجانون أن الزيارة قد رفعت من معنويات السجين، فإنهم يعتدون عليه انتقامًا منه".
وتضيف قاسم أن المعتقلين يتعرضون أيضًا للتعذيب النفسي المستمر، بما في ذلك تعريضهم لصور مؤلمة وأخبار محبطة، بالإضافة إلى إخبارهم بمعلومات كاذبة عن وفاة أحبائهم.
وقالت: "أول سؤال يطرحه علي كل سجين هو عن عائلاتهم وما إذا كانوا لا يزالون على قيد الحياة".
أخبار ذات صلة

الجمهور التركي يسأل: بعد هجوم إسرائيل على إيران، هل نحن الهدف التالي؟

لقد جعلنا الغرب ندفع ثمن ذنبنا والآن يراقب إسرائيل وهي ترتكب النكبة الأخيرة

الرئيس أحمد الشرع في سوريا يتعهد بالمساءلة عن أعمال العنف في المنطقة الساحلية
