الشرع يعد بتحقيق العدالة في سوريا بعد العنف
تعهد الرئيس السوري أحمد الشرع بمحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف في الساحل، مشيراً إلى ضرورة تحقيق العدالة. كما أكد على أهمية العلاقات مع روسيا ورفع العقوبات الأمريكية لتحقيق الأمن والازدهار. تفاصيل مثيرة في المقابلة.

الرئيس أحمد الشرع في سوريا يتعهد بالمساءلة عن أعمال العنف في المنطقة الساحلية
تعهد الرئيس السوري أحمد الشرع بمحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف الدامية التي شهدتها المنطقة الساحلية خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد مقتل مئات المدنيين.
وفي مقابلة واسعة النطاق مع رويترز نشرت يوم الاثنين، وصف الشرع سوريا بأنها "دولة قانون"، مشيراً إلى أن الحكومة ستضمن تحقيق العدالة.
وأكد أن القانون سيأخذ مجراه، قائلاً: "لقد قاتلنا دفاعاً عن المظلومين، ولن نقبل أن تراق أي دماء دون وجه حق، ولن نسمح بأن تمر أي حادثة دون عقاب حتى بين أقرب الناس إلينا".
وألقى الشرع باللوم على وحدة عسكرية سابقة موالية لشقيق الديكتاتور بشار الأسد، ماهر الأسد، وقوة أجنبية لم يحددها، في اندلاع أعمال العنف الأخيرة.
ومع ذلك، فقد اعترف بأن جماعات متعددة دخلت إلى المناطق الساحلية السورية وسط الاشتباكات مع الموالين للأسد، مما أدى إلى وقوع انتهاكات.
ووفقاً للشرع، فإن الاضطرابات أصبحت "فرصة للانتقام" نابعة من سنوات من المظالم المكبوتة.
واعترف بأن العنف يشكل تحدياً خطيراً لجهوده الرامية إلى توحيد سوريا.
وكانت أعمال العنف قد بدأت يوم الخميس عندما شن مسلحون موالون للأسد هجمات على قوات الأمن في المنطقة الساحلية التي يقطنها أفراد من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد المخلوع ومعظم الموالين له.
وقالت وزارة الدفاع التابعة للإدارة السورية الجديدة إنها استكملت عملياتها ضد "فلول النظام" في المنطقة.
وفي حين لم يحدد الشرع الجهة الخارجية المتورطة في الهجمات الموالية للأسد، إلا أنه ألمح إلى طرف "خاسر من الواقع الجديد في سوريا"، وهو ما فسره الكثيرون على أنه إشارة إلى إيران الحليف القديم. وقد نفت طهران أي تورط لها في الاضطرابات.
وأعلن الشرع يوم الأحد عن تشكيل لجنة مستقلة مكلفة بالتحقيق في أعمال العنف.
وقالت وزارة الداخلية يوم الثلاثاء إنها ألقت القبض على أربعة أشخاص متهمين بارتكاب "انتهاكات غير قانونية وعنيفة ضد المدنيين في إحدى القرى الساحلية"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا
وفيما يتعلق بعلاقة سوريا مع الولايات المتحدة الأمريكية، أكد الشرع على أن الأمن والازدهار الاقتصادي مرهون برفع العقوبات الأمريكية.
وقال لرويترز: "لا يمكننا إرساء الأمن في البلاد مع استمرار العقوبات المفروضة علينا".
وأشار أيضًا إلى أنه لم يكن هناك أي اتصال مباشر مع إدارة ترامب منذ توليها منصبها، مضيفًا: "باب سوريا مفتوح".
كما تحدث الشرع عن علاقة سوريا مع روسيا، واصفًا العلاقات بين البلدين بأنها "أساسية" لاستقرار البلاد.
وأوضح: "لا نريد أن يكون هناك خلاف بين سوريا وروسيا، ونريد الحفاظ على هذه العلاقات الاستراتيجية العميقة".
وأضاف أن قواته قد "تسامحت" مع القصف الروسي خلال هجوم الثوار الذي أطاح بالأسد في ديسمبر لإتاحة المجال للحوار بعد "التحرير".
شاهد ايضاً: زعيم الدروز السوري البارز يدين الغزو الإسرائيلي
وتأتي هذه التصريحات وسط تبادل متوتر للاتهامات مع إسرائيل، بعد أن وصف وزير دفاعها إسرائيل كاتس الشرع بأنه "إرهابي جهادي من القاعدة".
وقد رفض الشرع هذه التصريحات ووصفها بأنها "هراء"، وأشار إلى أن إسرائيل مسؤولة عن استشهاد عشرات الآلاف في غزة ولبنان خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية.
وقال الشرع: "هم آخر من يستطيع التحدث عن الإرهاب".
أخبار ذات صلة

تاريخ من القمع: مجتمع الكنابي في السودان مستهدف من الجانبين في الحرب

أكثر النزاعات عدم توازنًا: لماذا تكون معركة فلسطين معركتنا

السلطة الفلسطينية تواجه تحديات للبقاء ذات صلة في ظل حملتها ضد مقاتلي جنين
