زعيم فنلندا يدعو أوروبا لتعزيز موقف أوكرانيا في المحادثات المطلوبة من الولايات المتحدة مع روسيا لإنهاء الحرب

حث الرئيس الفنلندي يوم الأحد على إعادة تسليح أوكرانيا وممارسة "أقصى قدر من الضغط على روسيا" من خلال العقوبات وتجميد الأصول في الفترة التي تسبق المفاوضات المحتملة التي تسعى إليها الولايات المتحدة بشأن إنهاء الحرب.

سعى ألكسندر ستوب وقادة أوروبيون آخرون في اليوم الأخير من مؤتمر ميونيخ للأمن يوم الأحد إلى تحديد كيفية انتقال الاتحاد الأوروبي من الكلام إلى المزيد من الأفعال والبقاء على صلة بالموضوع في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لوقف القتال. وقد حدد ثلاث مراحل: "ما قبل التفاوض" ووقف إطلاق النار ومفاوضات السلام طويلة الأمد.

وقال: "المرحلة الأولى هي مرحلة ما قبل التفاوض، وهذه هي اللحظة التي نحتاج فيها إلى إعادة تسليح أوكرانيا وممارسة أقصى قدر من الضغط على روسيا، وهو ما يعني فرض عقوبات، وهو ما يعني تجميد الأصول، حتى تبدأ أوكرانيا هذه المفاوضات من موقع قوة".

كانت هناك بوادر مبكرة لجهود من أجل رد فعل سريع من قادة الاتحاد الأوروبي. وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو يوم الأحد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيدعو الدول الأوروبية الرائدة إلى عقد "اجتماع عمل" طارئ يوم الاثنين في باريس لمناقشة الخطوات التالية لأوكرانيا بعد الإعلانات الأمريكية الأسبوع الماضي. وتحدث بارو عبر قناة فرانس-إنفو العامة.

وذكرت تقارير إخبارية أن رؤساء وزراء بريطانيا كير ستارمر، والدنمارك ميتي فريدريكسن، وبولندا دونالد توسك من بين من سيحضرون الاجتماع.

وقد أثارت مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيجاد مخرج سريع للحرب الأوكرانية القلق والغموض في ميونيخ. فبعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، قال ترامب إنه من المحتمل أن يجتمع هو وبوتين قريبًا للتفاوض على اتفاق سلام بشأن أوكرانيا. وأكد ترامب لاحقًا لزيلينسكي أنه سيكون له أيضًا مقعد على الطاولة. غير أن مسؤولين أمريكيين أشاروا إلى أن الدول الأوروبية لن تشارك في ذلك.

وقال ستوب: "لا تستخف بترامب كمفاوض، أعتقد حقًا أن بوتين مرتبك وخائف مما قد يأتي من هناك". "في الوقت الحالي، الكرة الآن في ملعبنا هنا في أوروبا. علينا أن نقنع الأمريكيين أين هي القيمة المضافة، ومن ثم نعود إلى طاولة المفاوضات".

وأضاف في وقت لاحق: "أعتقد أننا في أوروبا بحاجة إلى أن نتحدث أقل ونفعل أكثر".

واتفق الرئيس إدغارس رينكيفيس رئيس لاتفيا، التي تقع مثل فنلندا على الحدود مع روسيا، على أنه "إذا كنا أقوياء، وإذا كان لدينا ما نقدمه... فسنكون مثيرين للاهتمام بالنسبة إلى الولايات المتحدة. أما إذا واصلنا عقد تلك المؤتمرات اللطيفة والكلام والنحيب، فلن نكون مثيرين للاهتمام بالنسبة إلى شعوبنا في القريب العاجل".

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للتلفزيون الروسي الرسمي يوم الأحد إن مكالمة بوتين وترامب كانت إشارة إلى أن واشنطن وموسكو "ستحاولان الآن حل المشاكل من خلال الحوار والحديث عن السلام وليس الحرب".

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور على تطبيق تلغرام يوم الأحد إن روسيا "تؤكد رغبتها في مواصلة القتال بضرب أوكرانيا يومياً"، مضيفاً أن هذا الأسبوع "أطلق الروس ما يقرب من 1200 قنبلة جوية وأكثر من 850 طائرة بدون طيار وأكثر من 40 صاروخاً من مختلف الأنواع ضد شعبنا".

كان مؤتمر ميونيخ الذي استمر ثلاثة أيام مركزًا للدبلوماسية المتقاطعة حول قضايا السياسة والاقتصاد والدفاع والأمن، حيث حضره مبعوثون كبار من أماكن متنوعة مثل سوريا والمملكة العربية السعودية، واليابان وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى العديد من القادة الأوروبيين.

يوم السبت الماضي، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إنشاء "قوات مسلحة لأوروبا" للوقوف بشكل أفضل في وجه روسيا التوسعية التي يمكن أن تهدد الاتحاد الأوروبي أيضًا.

وقال أيضًا إنه وجه وزراءه بعدم التوقيع على اتفاقية مقترحة لمنح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا لأن الوثيقة كانت تركز بشكل كبير على المصالح الأمريكية.

كان الاقتراح جزءًا رئيسيًا من محادثاته مع نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس على هامش مؤتمر ميونيخ، وفقًا لمسؤول أوكراني حالي وآخر سابق رفيع المستوى مطلع على المحادثات. وقد وصف مسؤول كبير في البيت الأبيض قرار زيلينسكي بعدم التوقيع على اتفاق، على الأقل في الوقت الراهن، بأنه "قصير النظر".

يوم السبت أيضًا، قال وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا للصحفيين في ميونيخ إنه طلب من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو استثناء اليابان من الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم وكذلك من إجراءات الرسوم الجمركية المتبادلة.

وقال إيوايا، الذي أجرى محادثة قصيرة مع كبير الدبلوماسيين الأمريكيين على هامش المؤتمر، إنه "أثار أيضًا مسألة" التعريفات الجمركية على السيارات، على الرغم من أنه لم يقدم مزيدًا من التفاصيل. ويقول الخبراء إنه إذا تم فرض رسوم جمركية على السيارات، فإن تأثير الرسوم الجمركية على صناعة السيارات اليابانية سيكون هائلاً.