أوكرانيا تستعد لمحادثات سلام جديدة مع روسيا

قال أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا مستعدة لاستئناف محادثات السلام المباشرة مع روسيا في إسطنبول يوم الاثنين، وذلك بعد أيام من عدم اليقين بشأن ما إذا كانت كييف ستحضر اجتماعًا آخر اقترحته موسكو.

لكن المسؤولين الأوكرانيين أصروا على أن يقدم الكرملين مذكرة موعودة تحدد موقفه بشأن إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، قبل أن يجلس الوفدان للتفاوض.

وقال أندري ييرماك في بيان على الموقع الإلكتروني للمكتب الرئاسي الأوكراني في وقت متأخر من يوم الخميس: "أوكرانيا مستعدة لحضور الاجتماع المقبل، لكننا نريد الدخول في مناقشة بناءة".

وأضاف: "هذا يعني أنه من المهم تلقي مسودة روسيا. هناك ما يكفي من الوقت - أربعة أيام كافية لإعداد وإرسال الوثائق".

وقد اتهمت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون الكرملين مرارًا وتكرارًا بالمماطلة في جهود السلام، بينما يحاول الكرملين الضغط على جيشه الأكبر في ساحة المعركة والاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية.

يحث شركاء كييف الغربيون، بما في ذلك الولايات المتحدة، موسكو على الموافقة على وقف إطلاق النار غير المشروط، وهو أمر تبنته كييف بينما تمسك الكرملين بشروط أكثر ملاءمة له.

كما قال كبير الدبلوماسيين الأوكرانيين، أندري سيبيها، للصحفيين يوم الجمعة إن كييف تنتظر من روسيا توضيح مقترحاتها قبل جولة المحادثات المقبلة.

"نريد إنهاء هذه الحرب هذا العام. نحن مهتمون بوقف إطلاق النار، سواء كان ذلك لمدة 30 أو 50 أو 100 يوم. وأوكرانيا منفتحة على مناقشة هذا الأمر مباشرة مع روسيا"، قال سيبيها في مؤتمر صحفي مشترك في كييف مع نظيره التركي هاكان فيدان.

كما أبقى سيبيها وفيدان الباب مفتوحًا أمام عقد اجتماع مستقبلي بين الرئيسين زيلينسكي وفلاديمير بوتين رئيس روسيا، وربما يشمل أيضًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال فيدان إن مساعي السلام الجارية في إسطنبول يمكن "تتويجها" بمثل هذا الاجتماع.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين يوم الجمعة إن وفدًا روسيًا سيتوجه إلى إسطنبول وهو على استعداد للمشاركة في الجولة الثانية من المحادثات في 2 يونيو.

ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الأربعاء علنًا أوكرانيا إلى إجراء مفاوضات مباشرة مع موسكو في ذلك التاريخ. وفي بيان مصور بالفيديو، قال لافروف إن روسيا ستستغل اجتماع يوم الاثنين لتقديم الخطوط العريضة لموقف موسكو بشأن "التغلب بشكل موثوق" على ما تسميه الأسباب الجذرية للحرب. وقد قال المسؤولون الروس منذ أسابيع إن مثل هذه الوثيقة وشيكة الحدوث.

قال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف يوم الأربعاء إن أوكرانيا لا تعارض إجراء المزيد من المحادثات المباشرة مع روسيا، لكنها ستكون "فارغة" إذا فشلت موسكو في توضيح شروطها. وقال أوميروف إنه سلم شخصيًا وثيقة تحدد موقف أوكرانيا إلى الجانب الروسي.

عقد وفدان على مستوى منخفض من روسيا وأوكرانيا أول محادثات سلام مباشرة بينهما منذ ثلاث سنوات في إسطنبول في 16 مايو. لم تسفر المحادثات، التي استمرت ساعتين، عن أي انفراجة مهمة، على الرغم من أن الجانبين اتفقا على أكبر عملية تبادل للأسرى في الحرب. وقد تم تنفيذها في نهاية الأسبوع الماضي وتم تحرير 1000 أسير من كل جانب.

وقد أعرب فيدان يوم الجمعة عن اعتقاده بأن عملية التبادل الناجحة "أثبتت أن المفاوضات يمكن أن تسفر عن نتائج ملموسة".

"هناك طريقان أمامنا. فإما أن نغض الطرف عن استمرار الحرب، أو أن نتوصل إلى سلام دائم خلال نهاية العام"، كما قال للصحفيين في كييف.