أزمات غزة تتفاقم وسط حصار إنساني قاتل
قوات الاحتلال الإسرائيلي تطلق النار على فلسطينيين خلال توزيع مساعدات في غزة، بينما تعاني المنطقة من أزمة إنسانية خانقة. الأمم المتحدة تدعو لتدفق المساعدات دون قيود، وسط تصعيد عسكري وأوامر تهجير جديدة. تفاصيل مؤلمة في تقريرنا.

أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار بشكل مباشر على أكثر من 20 فلسطينيًا يوم الجمعة أثناء محاولتهم استلام مساعدات غذائية في نقطة توزيع تديرها الولايات المتحدة وسط مدينة غزة، في مشهد دموي جديد يعكس تفاقم الأزمة الإنسانية بفعل الحصار المفروض على القطاع.
ووصفت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" الأوضاع في المكان بأنها "فوضوية وغير منسقة"، نتيجة غياب أي آلية إنسانية فعالة تحمي المدنيين وتضمن وصول الإغاثة.
ويكافح السكان في غزة من أجل البقاء، وسط انعدام شبه كامل للغذاء والمياه والدواء، إذ لم تدخل أي مساعدات إنسانية منذ أن فرضت إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع في 2 مارس/آذار.
وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، استشهد ما لا يقل عن 58 فلسطينيًا، بينهم 53 طفلًا، جراء سياسة التجويع الممنهجة التي تنتهجها قوات الاحتلال، في حين تُوفي 242 آخرون، معظمهم من الأطفال وكبار السن، نتيجة نقص الغذاء والدواء.
وفي منشور لها، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن مستودعها في عمّان، والذي يبعد ثلاث ساعات فقط عن غزة، يحتوي على مساعدات تكفي أكثر من 200 ألف شخص لمدة شهر، تشمل الطحين، والطرود الغذائية، ومستلزمات النظافة، والبطانيات، والمعدات الطبية. (https://x.com/UNRWA/status/1928330535572525520)
وأكدت الوكالة أن "غزة بحاجة إلى مساعدات واسعة النطاق – ويجب السماح بتدفقها دون عوائق أو شروط سياسية".
شاهد ايضاً: تركيا: اسطنبول تتعرض لزلزال بقوة 6.2 درجة
رغم ذلك، اقتصر توزيع المساعدات هذا الأسبوع على كميات محدودة قدمتها ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" – وهي مبادرة أمريكية إسرائيلية مثيرة للشكوك، تهدف إلى تجاوز البنية الإنسانية الدولية وفرض وصاية جديدة على عملية توزيع الإغاثة.
وقد أدانت منظمات إنسانية ومسؤولون كبار في قطاع الإغاثة هذه المبادرة، معتبرين أن الآلية الجديدة غير شرعية وتهدف لتقويض دور الأمم المتحدة، في وقتٍ لا تزال فيه قوات الاحتلال تواصل استهداف المدنيين عند نقاط توزيع المساعدات.
أوامر تهجير قسري شمال غزة
في اليوم الـ602 من العدوان، وسّعت قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في القطاع، وأصدرت أوامر تهجير جديدة بحق المدنيين.
ودعا المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، السكان في مناطق العطاطرة، وجباليا البلد، والشجاعية، والدرج، والزيتون إلى النزوح نحو الغرب، قائلاً إن "المناطق المذكورة ستُعتبر من هذه اللحظة مناطق قتال خطرة".
وفي ظل هذا التصعيد، استشهد 28 فلسطينيًا على الأقل صباح الجمعة في غارات متفرقة، مع توقعات بارتفاع الحصيلة نتيجة الهجمات المتواصلة.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن نحو 180 ألف فلسطيني نزحوا قسرًا من منازلهم خلال الأيام الماضية، بسبب اتساع رقعة العمليات الإسرائيلية.
وأدانت مجموعة تنسيق وإدارة المخيمات التابعة للأمم المتحدة الهجمات المباشرة على مراكز الإيواء، مشيرة إلى أن هذه الانتهاكات أصبحت "شائعة"، وتشكل خطرًا على حياة النازحين.
تعثّر مفاوضات وقف إطلاق النار
في غضون ذلك، لا تزال محادثات وقف إطلاق النار تراوح مكانها، رغم إعلان الولايات المتحدة عن مقترح جديد، وُصف بأنه يفتقر إلى أي ضمانات حقيقية لإنهاء العدوان وضمان الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
وقال البيت الأبيض إن الاحتلال وافق على المقترح، فيما أكدت حركة حماس أنها تخضعه لمراجعة دقيقة، معربة عن تحفظها على غياب أي التزام صريح بوقف إطلاق النار أو الانسحاب من القطاع.
وقال سامي أبو زهري، القيادي في الحركة، إن حماس "فوجئت" برد إسرائيل الذي اعتبره "تناقضًا صريحًا مع ما تم الاتفاق عليه عمليًا" ونُقل عبر وسطاء إلى المبعوث الأميركي.
وأضاف: "الرد الإسرائيلي لا يتضمن أي التزام بوقف إطلاق النار، ولا انسحابًا من قطاع غزة، ويُبقي سيطرة الاحتلال على آلية إدخال المساعدات"، معتبرًا أن "ما يعرضه نتنياهو هو اقتراح سيء يهدف إلى إخضاع شعبنا".
من جانبه، قال باسم نعيم، مسؤول العلاقات الدولية في الحركة، إن الرد الإسرائيلي "يُكرّس الاحتلال ويُواصل سياسات القتل والتجويع، حتى في ظل ما يُفترض أن تكون فترة تهدئة إنسانية مؤقتة".
وأكد أن قيادة حماس تجري "مراجعة شاملة ومسؤولة" للعرض، انطلاقًا من التزامها بحقوق الشعب الفلسطيني وثوابته.
أخبار ذات صلة

مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون قلقون من إمكانية دفع ترامب لبيع طائرات F-35 إلى السعودية

بكل أسف، المملكة المتحدة رفضت علاج الأطفال المصابين في غزة في بريطانيا

وقف إطلاق النار في غزة: صمود الفلسطينيين يتغلب على الحرب الإسرائيلية الإبادية
