تصاعد التوترات بين الجزائر وجيرانها بعد إسقاط الطائرة
تصاعد التوتر بين الجزائر وجيرانها بعد اتهامات بإسقاط طائرة بدون طيار. الجزائر تنفي وتستدعي سفراءها، فيما ترد مالي بإجراءات مماثلة. اكتشف تفاصيل هذا النزاع الدبلوماسي وتأثيراته على الأمن الإقليمي.

قام عدد من جيران الجزائر الجنوبيين بسحب سفرائهم من الجزائر بعد اتهامها بإسقاط طائرة بدون طيار مالية فوق الأراضي المالية.
وأعربت الجزائر عن "استيائها" من مالي والنيجر وبوركينا فاسو بسبب هذه الخطوة، نافية أن تكون الطائرة بدون طيار قد أسقطت فوق الأراضي المالية، واستدعت سفراءها من هذه الدول.
ورفضت الجزائر "الاتهامات الخطيرة" التي وجهتها مالي، واستشهدت الجزائر ببيانات الرادار الصادرة عن وزارة دفاعها التي قالت إنها "تثبت بوضوح انتهاك طائرة استطلاع بدون طيار من مالي للمجال الجوي الجزائري" على مسافة 1.6 كم.
كما أعلنت وزارة الدفاع عن الإغلاق الفوري للمجال الجوي الجزائري أمام جميع الطائرات أو الطائرات "القادمة من مالي أو المتجهة إليها". وردت باماكو بالمثل بتطبيق الإجراء نفسه على الجزائر.
بدأ هذا الخلاف الدبلوماسي الجديد في 1 أبريل/نيسان، عندما أسقط الجيش الجزائري طائرة بدون طيار تابعة للجيش المالي فوق منطقة تين زاواتين الحدودية.
وبعد ساعات قليلة من العملية، أوضح بيان صادر عن وزارة الدفاع الجزائرية أن الطائرة اخترقت مجالها الجوي.
وقالت الوزارة: "هذا ليس أول انتهاك للمجال الجوي الجزائري من قبل طائرة مالية بدون طيار، بل هو الثالث في غضون بضعة أشهر".
ووفقًا لحكومة مالي، التي يقودها الجيش منذ انقلاب مزدوج في عام 2020 و2021، فإن حطام الطائرة بدون طيار كان على بعد 9.5 كم جنوب حدودها الشمالية مع الجزائر.
وبعد التحقيق الذي أجرته باماكو، "خلصت باماكو إلى "يقين مطلق بأن الطائرة بدون طيار قد دُمرت بعد عمل عدائي متعمد من قبل النظام الجزائري".
توترات متأججة
كما أعلنت الحكومة المالية عن انسحابها الفوري من لجنة الأركان العسكرية المشتركة (CEMOC) التي تتخذ من الجزائر مقرا لها - وهي تحالف لمكافحة الإرهاب يضم القوات المسلحة لدول الساحل - وتقديم شكوى إلى الهيئات الدولية "بسبب أعمال العدوان".
واعتبرت الجزائر في بيانها أن "الادعاءات الكاذبة" القادمة من باماكو "لا تخفي سوى البحث عن منافذ وعمليات تحويل الأنظار عن الفشل الواضح لمشروع انقلابي أوقع مالي في دوامة من انعدام الأمن وعدم الاستقرار والخراب والعوز".
وقد اشتعلت التوترات بين الجزائر وجيرانها في السنوات الأخيرة، حيث اتُهمت الحكومة الجزائرية بغض الطرف عن الجماعات المسلحة التي تنشط في منطقة الساحل.
وقد واجهت مالي نشاطاً متكرراً لجماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة وكذلك العصابات الإجرامية على أراضيها.
وقالت الجزائر "لا تزال على مقربة من الجماعات الإرهابية"، خاصة في المنطقة الحدودية، حيث تكبد الجيش المالي، مدعومًا بقوات روسية، خسائر فادحة في يوليو الماضي ضد تمرد الطوارق الذي كان أغلبه من الطوارق.
وكانت مالي قد أعلنت في يناير 2024 "إنهاء، بأثر فوري" اتفاقية الجزائر للسلام، الموقعة في عام 2015، والتي أنهت الحرب التي استمرت لفترة طويلة في مالي.
وعزت ذلك إلى عداء الجزائر وعدم التزام الفصائل الأخرى ببنود الاتفاق.
ومنذ توليه السلطة في عام 2020، قطع المجلس العسكري أيضًا تحالفه السابق مع فرنسا وأوروبا ليتجه نحو روسيا، وطرد بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما).
أخبار ذات صلة

تصاعد الخلاف الدبلوماسي بعد أن أمرت الجزائر موظفي السفارة الفرنسية بالمغادرة

ترامب يستعد للقاء نتنياهو في وقت تحذر فيه الحلفاء الولايات المتحدة من الحرب مع إيران

فرنسا والجزائر تعيشان أسوأ أزمة دبلوماسية منذ انتهاء الاستعمار
