العالم يتفاعل مع خطط ترامب لـ "السيطرة" على غزة

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة "ستستولي" على غزة ردود فعل مرتبكة وغاضبة في جميع أنحاء العالم.

وقال ترامب يوم الثلاثاء، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الولايات المتحدة تبحث في إدارة غزة في المستقبل المنظور وتهجير الفلسطينيين من وطنهم.

وقال ترامب للصحفيين بعد اجتماع استمر ثلاث ساعات مع نتنياهو: "كل من تحدثت إليه يحب فكرة امتلاك الولايات المتحدة لتلك القطعة من الأرض وتطويرها وخلق آلاف الوظائف فيها بشيء سيكون رائعًا".

وفي وقت سابق من اليوم، أصر على أنه لا بديل أمام الفلسطينيين سوى مغادرة غزة والذهاب إلى مكان "جيد وجديد وجميل" دون احتمال العودة، ودعا مرة أخرى الأردن ومصر إلى استقبال الفلسطينيين المطرودين قسراً (البيت الأبيض يتجاهل مناشدات وزارة الخارجية الأمريكية ويدعو الفلسطينيين إلى الذهاب إلى مصر)، إلى جانب دول أخرى لم يسمها.

وقد رفضت حركة حماس خطط ترامب المفاجئة بشأن غزة ووصفتها بـ"العنصرية" التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع في بيان له: "الموقف العنصري الأمريكي يتماشى مع موقف اليمين الإسرائيلي المتطرف في تهجير شعبنا وتصفية قضيتنا".

وهنا يستعرض موقع ميدل إيست آي بعض ردود الفعل من منظمات ودول أخرى:

السلطة الفلسطينية

رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية بشدة الاقتراحات الأمريكية بالسيطرة على غزة وطرد الفلسطينيين هناك بالقوة.

وردًا على المقترحات الأمريكية، قال عباس: "لن نسمح بأي مساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها لعقود ودفعنا ثمناً باهظاً لتحقيقها.

وأضاف: "هذه الدعوات هي انتهاك خطير للقانون الدولي، ولن يكون هناك سلام أو استقرار دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف ضمن حدود عام 1967، على أساس حل الدولتين".

وأكد أن غزة، إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، جزء لا يتجزأ من فلسطين منذ عام 1967.

كما شكر عباس الدول العربية، وخاصة مصر والأردن والمملكة العربية السعودية، على معارضتها لخطة التهجير الأمريكية.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن على اتخاذ إجراءات سريعة لحماية القانون الدولي وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

مصر

دعا وزير الخارجية بدر عبد العاطي يوم الأربعاء السلطة الفلسطينية إلى تولي حكم قطاع غزة، وذلك في أعقاب اقتراح ترامب باستيلاء الولايات المتحدة على القطاع.

وقال الوزير المصري خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، إن بلاده حريصة على أن "تتولى السلطة الفلسطينية مهامها في قطاع غزة باعتبارها جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة"، بحسب بيان لوزارة الخارجية.

المملكة العربية #السعودية

أكدت وزارة الخارجية السعودية يوم الأربعاء أن موقف المملكة العربية السعودية من إقامة دولة فلسطينية "ثابت لا يتزعزع".

وقال مسؤولون إن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون وجود دولة فلسطينية.

كما تؤكد المملكة العربية السعودية على رفضها القاطع لأي مساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني "سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلية أو ضم الأراضي أو محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".

واختتم بيان الوزارة بالتأكيد على أن موقفها "غير قابل للتفاوض ولا يخضع للمساومة"، مضيفاً أن موقف الرياض من تحقيق الحقوق للفلسطينيين تم توضيحه للرئيسين الأمريكي السابق والحالي.

إيران

قال مسؤول إيراني لرويترز إن الجمهورية الإسلامية مستعدة لإعطاء الولايات المتحدة فرصة لحل الخلافات.

ومع ذلك، قال المسؤول إن طهران لا توافق على "أي تهجير لسكان غزة، لكن المحادثات الإيرانية الأمريكية مسألة منفصلة".

"إيران لا توافق على أي تهجير للفلسطينيين وقد أبلغت ذلك عبر قنوات مختلفة. ومع ذلك، فإن هذه القضية ومسار الاتفاق النووي الإيراني هما مسألتان منفصلتان وينبغي متابعتهما بشكل منفصل".

تركيا

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان للصحفيين يوم الأربعاء إن خطط الرئيس الأمريكي لتهجير الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة "غير مقبولة".

وقال لوكالة الأناضول خلال بث مباشر: "إن مسألة الترحيل فيما يتعلق بغزة وضع لا يمكن أن تقبله المنطقة ولا نحن، حتى التفكير فيه مضيعة للوقت، حتى طرحه للنقاش أمر خاطئ".

وحذّر الوزير كذلك من أن العالم يتجه نحو "شريعة الغاب"، حيث لا توجد اعتبارات لاحتياجات الآخرين.

الصين

قالت الصين إنها تعارض خطط الرئيس في غزة، مضيفةً أنها ضد التهجير القسري للفلسطينيين إلى الدول المجاورة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان للصحفيين إن بكين لطالما آمنت بأن "الفلسطينيين يحكمون فلسطين" هو المبدأ الأساسي للحكم في غزة بعد الحرب.

وأضاف لين: "نحن نعارض التهجير القسري ونقل السكان في غزة".

المملكة المتحدة

قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إنه يجب أن يكون هناك ضمانات بأن الفلسطينيين لديهم مستقبل في وطنهم.

"لطالما كنا واضحين في اعتقادنا بأننا يجب أن نرى دولتين. يجب أن نرى الفلسطينيين يعيشون ويزدهرون في وطنهم في غزة والضفة الغربية"، وذلك في تصريح للصحفيين خلال زيارة إلى كييف.

فرنسا

انضمت فرنسا أيضًا إلى المنتقدين لسيطرة الولايات المتحدة على غزة، قائلة إن مستقبل غزة يجب ألا يتضمن "سيطرة دولة ثالثة".

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية: "ستواصل فرنسا حملتها من أجل تطبيق حل الدولتين، وهو الحل الوحيد الذي يمكن أن يضمن السلام والأمن على المدى الطويل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

ألمانيا

أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك أن قطاع غزة "ملك للفلسطينيين".

وقالت بايربوك في بيان لها: "يجب عدم طرد السكان المدنيين في غزة وعدم احتلال غزة بشكل دائم أو إعادة توطينهم".

"من الواضح أن غزة، مثلها مثل الضفة الغربية والقدس الشرقية، هي ملك للفلسطينيين. وهي تشكل الأساس لدولة فلسطينية مستقبلية."

روسيا

أكد الكرملين أن الاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا على أساس حل الدولتين.

وكرر المتحدث الرسمي الروسي ديمتري بيسكوف موقف موسكو بأن السبيل الوحيد لحل الصراع في الشرق الأوسط هو إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.

"هذه هي الأطروحة المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي ذي الصلة، وهذه هي الأطروحة التي تتقاسمها الأغلبية الساحقة من الدول المعنية بهذه المشكلة. ونحن ننطلق منها ونؤيدها ونعتقد أن هذا هو الخيار الوحيد الممكن".

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن "هناك خططاً إسرائيلية للسيطرة الكاملة على الضفة الغربية المحتلة ومحاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة"، مضيفاً أن "ممارسة سياسة العقاب الجماعي أسلوب ترفضه روسيا".

أستراليا

قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إن بلاده ستواصل دعم حل الدولتين "حيث يمكن لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين العيش في سلام وأمن".

"لم يتغير موقف أستراليا - اليوم وفي العام الماضي وقبل عقد من الزمان.

"لقد دعمنا وقف إطلاق النار، ودعمنا إطلاق سراح الرهائن ودعمنا دخول المساعدات إلى غزة". ورفض ألبانيز التعليق بشكل صريح على تصريحات الرئيس الأمريكي.