وورلد برس عربي logo

تحليل يكشف حقيقة سرقة المساعدات في غزة

مراجعة حكومية أمريكية تكشف عدم وجود دليل على سرقة حماس للمساعدات الإنسانية، مع اتهامات للجيش الإسرائيلي بالتسبب في فقدان الإمدادات. تعرّف على التفاصيل التي تثير الشكوك حول مزاعم إسرائيل وتداعيات الحصار على غزة.

رجل مسن يحمل صندوق مساعدات على كتفه، بينما يتواجد عدد من الأشخاص في الخلفية في منطقة تضررت من النزاع، مما يعكس أزمة إنسانية في غزة.
رجل يحمل صندوق مساعدات على شارع الرشيد في غرب جباليا بتاريخ 22 يونيو 2025 (أ ف ب/عمر القطا)
شارك الخبر:
FacebookTwitterLinkedInEmail

لم تجد مراجعة داخلية أجرتها الحكومة الأمريكية أي دليل على سرقة منهجية للمساعدات الإنسانية الممولة من الولايات المتحدة من قبل حماس، وهو ما يتناقض مع الادعاء الذي كثيرًا ما تردده إسرائيل وحلفاؤها في واشنطن.

وأجرى التحليل، الذي كُشف عنه يوم الجمعة، مكتب داخل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).

وفحصت الدراسة 156 حادثة سرقة أو فقدان إمدادات ممولة من الولايات المتحدة أبلغت عنها منظمات شريكة في الفترة ما بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأيار/مايو 2025، ولم تجد "أي تقارير تزعم استفادة حماس" من المساعدات.

شاهد ايضاً: ما هي حدود الشراكة بين الإمارات وإسرائيل؟

وبدلاً من ذلك، وُجد أن 44 من حوادث سرقة المساعدات أو فقدانها كان الجيش الإسرائيلي سببها إما بشكل مباشر أو غير مباشر.

وشمل ذلك 11 حادثة تُعزى إلى أعمال إسرائيلية مباشرة، مثل الغارات الجوية، وحوادث أخرى مرتبطة بإجبار الجيش الإسرائيلي منظمات الإغاثة على استخدام طرق التسليم المعروفة بأنها تنطوي على مخاطر عالية للسرقة أو النهب.

ونُسب 63 من هذه الحوادث إلى جناة مجهولين، و 35 إلى جهات مسلحة، و 25 إلى أفراد غير مسلحين، و 11 إلى متعاقدين من الباطن فاسدين، وخمسة إلى موظفين فاسدين في منظمات الإغاثة، وستة إلى "آخرين" في ظروف غير واضحة.

شاهد ايضاً: إسرائيل تطالب بإزالة وكالة الأمم المتحدة للفلسطينيين قبل إنهاء هجومها على جنين

وجاء في إحدى شرائح التحليل أن الجهات الفاعلة المسلحة "شملت عصابات وأفراداً آخرين متنوعين ربما كان بحوزتهم أسلحة".

وقد اتهم الفلسطينيون عصابة أبو الشباب المتحالفة مع إسرائيل بالتورط في سرقة المساعدات.

وجاء في شريحة أخرى أن "مراجعة جميع الحوادث الـ 156 لم تجد أي انتماءات مع" الجماعات التي تصنفها الولايات المتحدة كمنظمات إرهابية أجنبية، بما في ذلك حماس.

شاهد ايضاً: إلقاء اللوم على اليمين الإسرائيلي المتطرف يتيح لمجتمع يرتكب الإبادة الإفلات من العقاب

وقد تم تقديم التقارير الـ 156 من قبل وكالات الأمم المتحدة وغيرها من الجماعات العاملة في غزة، كشرط لتلقي أموال المساعدات الأمريكية.

وقد أجرى الدراسة مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وقد اعترض متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية على النتائج، وادعى إن هناك أدلة مصورة على نهب حماس للمساعدات. ولم تقدم الوزارة اللقطات المصورة.

'فساد المساعدات'

شاهد ايضاً: غزة: فتاة صغيرة تحاول العيش مع إصابات مدمرة

كما اتهم المتحدث منظمات الإغاثة الدولية بالتستر على "فساد المساعدات".

وقالت مصادر إنه تمت مشاركة التحليل مع مكتب المفتش العام للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية المعنيين بالسياسة في الشرق الأوسط.

وقال مصدر مطلع على الدراسة إن عدم وجود سرقة ممنهجة من قبل حماس للمساعدات "لا يعني عدم حدوث تحويل للمساعدات".

شاهد ايضاً: سوريا: مقتل العشرات في اشتباكات بين ميليشيات الدروز ومجموعات بدوية

وتسيطر إسرائيل على جميع عمليات دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتفرض حصاراً شبه كامل على القطاع منذ مارس/آذار الماضي.

ويدعي المسؤولون في إسرائيل منذ فترة طويلة أن حماس تسرق الإمدادات الغذائية من الأمم المتحدة ومنظمات أخرى لتعزيز خزائنها وتعيد بيع السلع للمدنيين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مزاعمه تستند إلى معلومات استخباراتية تفيد بأن حماس تستولي على شحنات المساعدات من خلال وضع نفسها "سراً وعلناً" على الشاحنات. ولم تعلن إسرائيل عن أي تقرير استخباراتي من هذا القبيل.

شاهد ايضاً: إسرائيل تقتل طالبي المساعدة في غزة وتصدر أوامر جديدة بالترحيل

ويلقي تقرير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمزيد من الشكوك حول الادعاءات التي لم يتم التحقق منها والتي استخدمت كجزء من الأساس المنطقي لإنشاء مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل والمدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 1000 فلسطيني استشهدوا على يد القوات الإسرائيلية أثناء سعيهم للحصول على إمدادات المساعدات، ومعظمهم بالقرب من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية ذات الطابع العسكري الشديد.

وقد رفضت الأمم المتحدة وغيرها من منظمات الإغاثة الدولية الرئيسية الدعوات الأمريكية والإسرائيلية للتعاون مع مؤسسة غزة الإنسانية، مشيرة إلى أن المنظمة تنتهك المبادئ الإنسانية الدولية للحياد.

شاهد ايضاً: الخبز أم الدم: كيف ننجو من الانهيار الاجتماعي المخطط له في غزة

وقد أدى الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ 2 مارس/آذار إلى منع دخول الإمدادات الإنسانية من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة لها إلى القطاع، مما جعل سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة على حافة المجاعة.

وقد توفي ما لا يقل عن 115 فلسطينياً من بينهم 80 طفلاً بسبب الجوع منذ شهر مارس/آذار، من بينهم 15 شخصاً توفوا بسبب سوء التغذية يوم الاثنين، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.

وقد استشهد أكثر من 59,000 فلسطيني في غزة على يد القوات الإسرائيلية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأصيب أكثر من 142,000 آخرين.

أخبار ذات صلة

Loading...
امرأة فلسطينية ترتدي زيًا تقليديًا يحمل ألوان العلم الفلسطيني، تتوسط مجموعة من السيارات في منطقة مدمرة، تعبر عن الأمل والمقاومة.

الفلسطينيون يتحدون خطة ترامب للتطهير العرقي ويعودون إلى ديارهم

في ظل تصاعد الأزمات، يبرز التحدي الفلسطيني كرمز للصمود والمقاومة، رغم محاولات التهجير والضغط الدولي. يرفض الفلسطينيون اقتراحات ترامب لنقلهم من غزة، مؤكدين حقهم في الأرض والعيش بكرامة. تابعوا تفاصيل هذه القصة المثيرة!
الشرق الأوسط
Loading...
أفراد من عائلة فلسطينية يجلسون في حزن بعد مقتل أحد أقاربهم جراء غارة جوية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

مقتل عدة أشخاص في غارة جوية إسرائيلية بالقرب من طوباس في إطار هجوم واسع النطاق

تستمر غارات الطائرات الإسرائيلية في إحداث مأساة جديدة في الضفة الغربية، حيث قُتل 10 فلسطينيين وجرح آخرون، ما يكشف عن تصعيد خطير في أحداث العنف. هل ستزداد معاناة الشعب الفلسطيني مع استمرار الاعتداءات؟ تابعوا التفاصيل الكاملة لتتعرّفوا على ما يحدث على الأرض.
الشرق الأوسط
Loading...
تعكس الصورة مشهدًا من جنين يظهر مركبات إسعاف تابعة لمراكز طبية المختلفة في ظل وجود عسكري مكثف، مع توتر الوضع هُناك.

الجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية يحاصران ويقتحمان مستشفيات جنين

تعيش مدينة جنين تحت وطأة حصار عسكري قاسٍ، حيث تتعرض المستشفيات لإطلاق نار مباشر، مما يهدد حياة الطواقم الطبية والمرضى. في ظل هذه الظروف المأساوية، تتصاعد الأزمات الإنسانية، فهل ستتمكن الفرق الطبية من إنقاذ الأرواح؟ تابعوا التفاصيل المؤلمة.
الشرق الأوسط
Loading...
الدكتور حسام أبو صفية يتعامل مع حالة طبية حرجة في مستشفى كمال عدوان، وسط حضور عدد من الأطباء والمساعدين في ظروف صعبة.

قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل مدير مستشفى في غزة بعد اتهامه بـ"إحراق الأطباء والمرضى أحياء"

في خضم الأزمات الإنسانية المتفاقمة، تعرض مستشفى كمال عدوان لهجوم ضارٍ من القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى احتجاز الدكتور حسام أبو صفية وتهديد حياة المرضى. هل ستستمر هذه الانتهاكات ضد الإنسانية؟ تابعوا التفاصيل الصادمة في مقالنا.
الشرق الأوسط
الرئيسيةأخبارسياسةأعمالرياضةالعالمعلومصحةتسلية