نسبة المولودين خارج الولايات المتحدة تصل إلى أعلى مستوياتها خلال أكثر من مئة عام، وفقاً لاستطلاع رأي

ارتفعت نسبة المقيمين في الولايات المتحدة من المولودين في الخارج العام الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من قرن، وفقًا للأرقام الصادرة يوم الخميس من أشمل مسح للحياة الأمريكية.

ارتفعت نسبة الأشخاص المولودين خارج الولايات المتحدة في عام 2023 إلى 14.3٪ من 13.9٪ في عام 2022، وفقًا لتقديرات مكتب الإحصاء الأمريكي السنوية لمسح المجتمع الأمريكي الذي يتتبع أوقات التنقل والوصول إلى الإنترنت والحياة الأسرية والدخل ومستويات التعليم والإعاقات والخدمة العسكرية والتوظيف، من بين مواضيع أخرى.

أصبح المهاجرون الأجانب محركاً رئيسياً للنمو السكاني في هذا العقد، حيث زادت حصتهم من إجمالي عدد السكان مع انخفاض عدد الأطفال الذين يولدون في الولايات المتحدة مقارنة بالسنوات الماضية. لم يكن معدل السكان المولودين في الخارج في الولايات المتحدة بهذا الارتفاع منذ عام 1910، عندما كان 14.7%، مدفوعًا بموجات من المهاجرين بحثًا عن حياة أفضل.

"كنا نعلم أنه هنا يمكنك الحصول على مدخرات والعيش بشكل جيد. هنا يمكنك الحصول على خدمات عادية مثل المياه والكهرباء"، قالت لوسيانا براتشو، التي انتقلت بشكل قانوني إلى ميامي من فنزويلا في إطار برنامج إفراج إنساني مشروط مع صديقها ووالديها وشقيقها في أبريل 2023. "أنا أحب ميامي والفرص التي أتيحت لي."

في عام 2023، شكّل المهاجرون الدوليون أكثر من ثلثي النمو السكاني في الولايات المتحدة، وحتى الآن في هذا العقد، شكّلوا ما يقرب من ثلاثة أرباع النمو السكاني في الولايات المتحدة.

يبدو أن هذا النمو كان مدفوعًا بالأشخاص القادمين من أمريكا اللاتينية، الذين ارتفعت حصتهم من السكان المولودين في الخارج على أساس سنوي إلى 51.2% من 50.3%، وفقًا للتقديرات. كانت أمريكا اللاتينية هي المنطقة الوحيدة في العالم التي شهدت زيادة بين المقيمين في الولايات المتحدة المولودين في بلد آخر، حيث انخفضت حصة السكان المولودين في الخارج من أوروبا وآسيا بشكل طفيف.

غادرت نيكول دياز، وهي ناشطة فنزويلية معارضة، بعد تلقيها تهديدات لحياتها وعاشت في بيرو والإكوادور قبل أن تنتقل إلى منطقة ميامي بشكل قانوني في فبراير 2023 مع زوجها وابنتها البالغة من العمر 9 سنوات. ووصفت دياز نفسها بأنها "سعيدة بنسبة 100%" بالعيش في جنوب فلوريدا، حيث يدفعون 2300 دولار شهريًا مقابل شقة من غرفتي نوم.

وقالت دياز: "بعد أن كنت في بلدان مختلفة، فإن العمل هنا مريح، على الرغم من اللغة". "لكن السكن مكلف للغاية، وكنا نقيّم الانتقال إلى ولاية أخرى لأن كل الراتب هنا يذهب للإيجار."

ومن بين الولايات التي شهدت أكبر زيادة سنوية في عدد السكان المولودين في الخارج كانت ولاية ديلاوير، حيث ارتفعت إلى 11.2% من 9.9%وجورجيا إلى 11.6% من 10.7% ونيو مكسيكو إلى 10.2% من 9.3% انخفضت نسبة السكان المولودين في الخارج بشكل طفيف في واشنطن العاصمة وأيداهو وأيوا ومينيسوتا ومونتانا وداكوتا الشمالية وأوريغون.

لا تميز أرقام مكتب الإحصاء ما إذا كان الأشخاص في الولايات المتحدة بشكل قانوني أو غير قانوني. لقد أصبحت الهجرة غير الشرعية قضية رئيسية في السباق الرئاسي لعام 2024، حتى مع انخفاض عمليات عبور الحدود غير الشرعية من المكسيك هذا الصيف بعد أن وصلت إلى رقم قياسي في ديسمبر الماضي.

قفز معدل المقيمين في الولايات المتحدة الذين يُعرّفون أنفسهم بأنهم من أصل لاتيني، بغض النظر عن العرق، في العام الماضي إلى 19.4% من 19.1% في العام السابق، وفقًا للمسح. في الوقت نفسه، انخفضت نسبة من يُعرّفون أنفسهم بأنهم بيض من غير اللاتينيين وحدهم من 57.7% إلى 57.1%. انخفضت نسبة المقيمين في الولايات المتحدة الذين يعرّفون أنفسهم بأنهم من السود وحدهم بشكل طفيف، من 12.2% إلى 12.1%، وارتفعت بشكل طفيف بالنسبة لأولئك الذين يعرّفون أنفسهم بأنهم آسيويون وحدهم من 5.9% إلى 6%.

استمر السكان في الولايات المتحدة في التقدم في السن، حيث ارتفع متوسط العمر من 39 عامًا في عام 2022 إلى 39.2 عامًا في عام 2023. تتزايد الشيخوخة في البلاد حيث أصبح غالبية جيل طفرة المواليد من كبار السن، ويدخل جيل الألفية في منتصف العمر. في حين أن نسبة الأطفال دون سن 18 عامًا ظلت ثابتة عند 21.7% على أساس سنوي، ارتفعت نسبة كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر إلى 17.7% من 17.3%.

وفي الوقت نفسه، واصلت نسبة الموظفين الذين يعملون من المنزل في فترة ما بعد الجائحة انحدارها إلى ما كانت عليه قبل جائحة كوفيد-19، حيث انخفضت حصة الموظفين الذين يعملون من المنزل العام الماضي إلى 13.8% من 15.2% في العام السابق.

في عام 2021، وهو أول عام كامل بعد بدء الجائحة، كان ما يقرب من 18% من الموظفين يعملون من المنزل، مقارنة بـ 5.7% في عام 2019. لكن تفويضات العودة إلى المكتب في العامين الماضيين عكست هذا الاتجاه وتسببت في ارتفاع أوقات التنقل من المنزل بشكل طفيف العام الماضي، حيث ارتفع متوسطها إلى 26.8 دقيقة من 26.4 دقيقة.

أظهر الاستطلاع أيضًا أن متوسط تكلفة الإيجار، بالإضافة إلى المرافق والنفقات ذات الصلة، نما بوتيرة أسرع من متوسط قيم المنازل في عام 2023 للمرة الأولى منذ عقد من الزمان. كانت القفزة بنسبة 3.8% في تكاليف الإيجار أكبر زيادة سنوية منذ عام 2011 على الأقل. على الرغم من الارتفاع الكبير في تكاليف الإيجار، ظلت حصة دخل المستأجرين التي تم إنفاقها على الإيجار والمرافق دون تغيير عند 31% في عام 2023، مما يشير إلى أن الدخل واكب ارتفاع الإيجار، حسبما ذكر مكتب الإحصاء.