مهاجم قتل 23 شخصًا في هجوم عنصري على وول مارت في تكساس عرض صفقة إقرار بالذنب لتجنب عقوبة الإعدام

قال المدعي العام في ولاية تكساس يوم الثلاثاء إن المسلح الذي قتل 23 شخصًا في هجوم عنصري في إل باسو وول مارت في عام 2019 في واحدة من أكثر عمليات إطلاق النار الجماعي دموية في تاريخ الولايات المتحدة قد عُرض عليه صفقة لتجنب عقوبة الإعدام.

ويُعد إعلان المدعي العام لمقاطعة إل باسو جيمس مونتويا منعطفًا مهمًا في القضية الجنائية لباتريك كروسيوس، 26 عامًا، الذي حُكم عليه بالفعل بـ 90 حكمًا متتاليًا بالسجن مدى الحياة بعد إقراره بالذنب في عام 2023 بتهم جرائم الكراهية الفيدرالية.

في ظل إدارة بايدن، أزال المدعون الفيدراليون أيضًا عقوبة الإعدام من على الطاولة لكنهم لم يوضحوا السبب.

وبالإضافة إلى القضية الفيدرالية، اتُهم كروسيوس أيضًا في محكمة الولاية بجريمة قتل يعاقب عليها بالإعدام.

قال مونتويا إنه يؤيد عقوبة الإعدام ويعتقد أن كروسيوس يستحقها. لكنه قال إنه التقى بعائلات الضحايا وكانت هناك رغبة عارمة في إنهاء العملية، على الرغم من أن بعض الأقارب كانوا على استعداد للانتظار مهما طال الوقت حتى صدور حكم الإعدام.

وقال: "الغالبية العظمى منهم يريدون إنهاء هذه القضية بأسرع وقت ممكن".

وقال مونتويا أيضًا إن السعي وراء عقوبة الإعدام يعني معركة قانونية طويلة ومطولة مع العديد من جلسات الاستماع والاستئناف.

وقال: "يمكنني أن أرى أسوأ السيناريوهات حيث لن تصل هذه القضية إلى المحاكمة حتى عام 2028 إذا واصلنا السعي إلى عقوبة الإعدام".

وتولى مونتويا، وهو ديمقراطي، منصبه في يناير بعد أن هزم شاغل المنصب الجمهوري الذي عينه الحاكم الجمهوري جريج أبوت. وقد دعم أسلاف مونتويا إرسال كروسيوس إلى حكم الإعدام.

"لقد سمعت عن ذلك. أعتقد أن الرجل يستحق عقوبة الإعدام، لأكون صادقًا"، قال أبوت يوم الثلاثاء عن القرار. "إن أي إطلاق نار من هذا القبيل هو ما يستحق عقوبة الإعدام."

كان كروسيوس، وهو أبيض، يبلغ من العمر 21 عامًا وترك كلية المجتمع عندما قالت الشرطة إنه قاد سيارته لمسافة تزيد عن 700 ميل (1100 كيلومتر) من منزله بالقرب من دالاس لاستهداف ذوي الأصول الإسبانية في إل باسو.

وبعد لحظات من نشر مقال عنصري على الإنترنت حذر فيه من "غزو" ذوي الأصول الإسبانية للولاية، فتح النار ببندقية من طراز AK داخل المتجر وخارجه.

قبل إطلاق النار، يبدو أن كروسيوس كان مشغولاً بالجدل الدائر حول الهجرة، حيث نشر على الإنترنت دعماً لبناء الجدار الحدودي ورسائل أخرى تشيد بالسياسات الحدودية المتشددة للرئيس دونالد ترامب، الذي كان في ولايته الأولى في ذلك الوقت. وقد ذهب إلى أبعد من ذلك في العبارات التي نشرها قبل الهجوم، حيث قال إن ذوي الأصول الإسبانية سوف يسيطرون على الحكومة والاقتصاد.

في السنوات التي تلت إطلاق النار، وصف الجمهوريون المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية بـ"الغزو" ورفضوا الانتقادات التي تقول إن مثل هذا الخطاب يغذي الآراء المعادية للمهاجرين والعنف.

في قضية الحكومة الأمريكية، حُكم على كروسيوس بالسجن مدى الحياة لكل من التهم التسعين الموجهة إليه، والتي صُنّف نصفها كجرائم كراهية. وقال المدعي العام آنذاك ميريك غارلاند بعد النطق بالحكم إنه "لا ينبغي أن يضطر أي شخص في هذا البلد إلى العيش في خوف من العنف الذي تغذيه الكراهية".

وقال أحد محاميه للقاضي قبل النطق بالحكم إن موكله يعاني من "عقل معطوب" وأن تفكيره "يتعارض مع الواقع".

لم يشرح المدعون الفيدراليون رسميًا قرارهم بعدم المطالبة بعقوبة الإعدام، لكنهم أقروا بأن كروسيوس كان يعاني من اضطراب الفصام العاطفي، والذي يمكن أن يتسم بالهلوسة والأوهام وتقلب المزاج.

وتراوحت أعمار الأشخاص الذين قُتلوا ما بين رياضي في المدرسة الثانوية يبلغ من العمر 15 عاماً إلى عدة أجداد. وكان من بينهم مهاجرون، وسائق حافلة مدينة متقاعد، ومعلمون، وحرفيون من بينهم عامل حديد سابق، والعديد من المواطنين المكسيكيين الذين عبروا الحدود الأمريكية في رحلات تسوق روتينية.

في عام 2023، وافق كروسيوس على دفع أكثر من 5 ملايين دولار لضحاياه. أظهرت سجلات المحكمة أن محاميه ووزارة العدل توصلوا إلى اتفاق بشأن مبلغ التعويض، والذي وافق عليه بعد ذلك قاضي المقاطعة الأمريكية. لم يكن هناك ما يشير إلى أن لديه أصولاً كبيرة.