هجوم بطائرة مسيرة على سفينة مساعدات لغزة
أصابت طائرة بدون طيار سفينة "فاميلي بوت" في تونس، بينما كانت في طريقها إلى غزة. رغم الأضرار، لم يُصب أحد. الهجوم يثير تساؤلات حول سلامة البعثات الإنسانية. تابعوا تفاصيل الحادث وتأثيره على جهود الإغاثة.

قال المنظمون إن طائرة بدون طيار أصابت في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء السفينة الرئيسية لأسطول الصمود العالمي المتجهة إلى قطاع غزة في ميناء سيدي بوسعيد قبالة سواحل تونس.
أظهرت لقطات من كاميرات المراقبة من قارب مجاور صاروخًا يصيب السطح الأمامي لسفينة "فاميلي بوت"، المسجلة في البرتغال وترفع العلم البرتغالي.
لم يصب الركاب الستة وأفراد الطاقم على متن القارب بأذى، ولا تزال السفينة سليمة من الناحية الهيكلية على الرغم من الأضرار الناجمة عن الحريق. نفت السلطات التونسية رصد أي طائرات بدون طيار بالقرب من الأسطول.
وقال ميغيل دوارتي، الذي كان على متن القارب وشاهد الهجوم، إنه رأى طائرة بدون طيار تحوم فوق السفينة قبل أن تلقي عبوة ناسفة.
وأضاف: "رأيت طائرة بدون طيار بوضوح على ارتفاع أربعة أمتار فوق رأسي. اتصلت بأحدهم. كنا ننظر إلى الطائرة المسيرة، فوق رؤوسنا مباشرة".
قال دوارتي إن الطائرة بدون طيار توقفت بالقرب من اثنين من أفراد الطاقم قبل أن تتحرك ببطء نحو السطح الأمامي للسفينة، حيث أسقطت ما كان "من الواضح أنها قنبلة".
وأضاف: "كان هناك انفجار هائل، والكثير من النيران... كان من الممكن أن نقتل".
وأسطول الصمود العالمي هو حركة مدنية دولية تسعى إلى نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل سلمي عبر المياه الدولية. وقد فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على القطاع مما جعل سكانه البالغ عددهم مليوني نسمة يواجهون المجاعة.
هذه ليست المحاولة الأولى لخرق الحصار الإسرائيلي على غزة عن طريق البحر. ففي يونيو 2025، اعترضت القوات البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية سفينة "مدلين"، وهي سفينة ترفع علم المملكة المتحدة ويديرها تحالف أسطول الحرية، بينما كانت في طريقها إلى غزة.
تم احتجاز طاقم السفينة المكون من 12 شخصًا، بمن فيهم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرغ، وتم اقتيادهم إلى إسرائيل.
وفي مايو/أيار، تعرضت سفينة مساعدات إنسانية أخرى هي سفينة "الضمير" التي نظمها تحالف أسطول الحرية لهجوم بطائرات بدون طيار قبالة سواحل مالطا. وكانت سفينة الضمير تحمل على متنها نشطاء حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة، وكان من المقرر أن تصعد على متنها ثونبرغ.
وكانت ثونبرغ قد سافرت على متن قارب فاميلي بوت قبل أن يرسو في تونس خلال عطلة نهاية الأسبوع، وكان من المقرر أن تبحر على متنه مرة أخرى بعد بضعة أيام.
وقالت ثونبرغ: "هذه محاولة أخرى لتخويف وإسكات التضامن الفلسطيني لكنهم لن ينجحوا في ذلك".
'أبقوا أعينكم على غزة'
لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم، في حين نفت السلطات التونسية روايات الشهود الذين كانوا على متن القارب. وقال الحرس الوطني في منشور على فيسبوك إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق بدأ في سترة نجاة "نتيجة ولاعة أو عقب سيجارة".
وقالت وزارة الداخلية التونسية إن التقارير التي تحدثت عن قصف طائرة بدون طيار على قارب قبالة ميناء سيدي بوسعيد "لا أساس لها من الصحة"، مضيفة أن الحريق اندلع على متن السفينة نفسها.
وقال ألكسندر هوغ، وهو محامٍ بريطاني في مجال حقوق الإنسان يرافق الأسطول على متن قارب دعم قانوني مستقل: "تقع على عاتق الحكومة التونسية مسؤولية التحقيق في هذا الأمر على أكمل وجه".
وأضاف: "بما أن البرتغال هي الدولة التي ترفع السفينة علمها، فإنها تتحمل أيضاً مسؤولية بموجب القانون الدولي في هذا الشأن. وعليها العمل مع الحكومة التونسية فيما يتعلق بالتحقيق الذي تجريه".
بموجب القانون البحري، تقع على عاتق دولة العلم مسؤولية اتخاذ التدابير اللازمة لضمان السلامة في البحر.
وقال هوغ: "إذا اتضح أن هذا هجوم على السفينة، فسيكون هذا انتهاكًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة".
من جانبه، قال تياغو أفيلا، أحد منظمي أسطول الصمود العالمي: "لا يزال من السابق لأوانه تحديد هوية مالك هذه الطائرات بدون طيار... لكنك لست بحاجة إلى أن تكون ساحرًا لتعرف من الذي يهاجم البعثات الإنسانية في غزة منذ فترة طويلة، ومن الذي يغتال عمال الإغاثة والعاملين في المجال الطبي وعمال الدفاع المدني والصحفيين".
وأضاف: "لكن أبقوا أعينكم على غزة لأنهم عندما يهاجمون بعثة إنسانية كهذه فذلك لأنهم لا يريدون أن ينظر الناس إلى ما يفعلونه في غزة".
وقال حسين دورماز، وهو طبيب تركي مرافق للأسطول، إن أحد الركاب أصيب في يده بينما عانى آخر من صعوبات في التنفس. وأضاف أن حالتهما قد تحسنت، رغم أنهما لا يزالان تحت المراقبة.
واستشهدت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، بالهجوم لتحذير مئات المتطوعين المسافرين مع الأسطول من خطر التصعيد العنيف.
وقالت مخاطبةً جميع المشاركين في مؤتمر صحفي: "من فضلكم، أرجو أن تتحلوا بضبط النفس، واعلموا أن كل خطوة خاطئة ستتحول ضد الآخرين من حولكم، وفي نهاية المطاف ضد الفلسطينيين. أتمنى فقط أن لا يؤخر هذا الأمر مهمتكم، ولا يغير من تصميمكم على الذهاب".
أخبار ذات صلة

تركيا تبني ملاجئ قنابل في جميع أنحاء البلاد

تركيا تقول إن الاحتلال الإسرائيلي في سوريا هو "توسعي"

الجيش الإسرائيلي يستعد لوجود طويل الأمد في غزة
