تصاعد القتال والكوليرا يهددان السودان

قال مسؤولون إن قتالًا جديدًا هز العاصمة السودانية يوم الخميس بضربات جوية وهجمات بطائرات بدون طيار في الخرطوم ومحيطها وسط تفاقم تفشي وباء الكوليرا.

وأطلق الجيش السوداني عملية عسكرية في الساعات الأولى من يوم الخميس بهدف السيطرة على مناطق في العاصمة كانت في قبضة قوات الدعم السريع شبه العسكرية. وأفادت وسائل الإعلام السودانية بتزايد التحركات العسكرية والغارات الجوية في منطقتي الخرطوم وأم درمان، وهي الأعنف في منطقة العاصمة منذ أشهر.

وقال محمد إبراهيم، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في الخرطوم، في بيان له إن أربعة مدنيين قُتلوا وأصيب 14 آخرون في القتال الأخير في منطقة كراري في أم درمان، وهي مدينة مجاورة للعاصمة السودانية الخرطوم.

وأكد متحدث عسكري أن العملية جارية، لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التعليقات. أكد متحدث عسكري أن العملية جارية، لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التعليقات. وكان قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح برهان، قد خاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قائلاً: "لقد بذلنا كل ما في وسعنا لوضع حد لهذه الحرب وتجنيب بلادنا الدمار الذي تشنه" الميليشيا.

وقال جيريمي لورنس، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، في تصريح لوكالة أسوشيتد برس يوم الخميس إن 78 مدنيًا على الأقل قتلوا بسبب القصف المدفعي والغارات الجوية منذ بداية سبتمبر في منطقة الخرطوم.

وأضاف: "قلقنا المباشر هو على سلامة المدنيين، واحتمال حدوث المزيد من النزوح والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية".

على مدار أشهر، كان بعض من أسوأ المعارك في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث تدور بعض أسوأ المعارك في مدينة الفاشر. وتحاصر قوات الدعم السريع المدينة منذ مايو/أيار. وقال فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، يوم الخميس، إن القصف المدفعي على سوق هناك أسفر عن مقتل 20 مدنيًا على الأقل في 20 و21 سبتمبر/أيلول.

وفي الوقت نفسه، قفزت حصيلة الوفيات الناجمة عن تفشي وباء الكوليرا في السودان بنحو 100 شخص أو ما يقرب من 20% خلال يومين فقط، حسبما أعلنت وزارة الصحة السودانية يوم الأربعاء، في مؤشر مقلق على أن المرض ينتشر بسرعة أكبر. وقال مسؤولو الصحة إن ما مجموعه 473 شخصًا توفوا بسبب الكوليرا منذ بدء موسم الأمطار في البلاد قبل شهرين.

وأفادت وزارة الصحة الاتحادية في السودان في تحديث نشرته يوم الأربعاء على فيسبوك عن 14,944 حالة إصابة بالكوليرا في 10 ولايات، مع 386 حالة جديدة. وقالت إن ستة أشخاص توفوا يوم الثلاثاء وحده في ست ولايات.

وقد تم الإبلاغ عن معظم الحالات في كسلا، حيث تتعاون اليونيسف مع الوزارة ومنظمة الصحة العالمية لتنفيذ الجولة الثانية من حملة التطعيم الفموي ضد الكوليرا التي بدأت الأسبوع الماضي.

سلمت اليونيسف 404,000 جرعة من اللقاح إلى السودان في 9 سبتمبر. ومن المتوقع إطلاق المزيد من حملات التطعيم في الولايات المتضررة الأخرى.

وقد أعلنت وزارة الصحة عن تفشي الكوليرا رسميًا في 12 أغسطس/آب من قبل وزارة الصحة بعد الإبلاغ عن موجة جديدة من الحالات ابتداءً من 22 يوليو/تموز. ينتشر المرض في المناطق التي دمرتها الأمطار الغزيرة والفيضانات الأخيرة، خاصة في شرق السودان التي آوت ملايين النازحين بسبب النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

والكوليرا مرض شديد العدوى يسبب الإسهال الذي يؤدي إلى جفاف شديد وقد يكون مميتاً إذا لم يتم علاجه فوراً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. ينتقل المرض عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث.

وقالت منظمة اليونيسف في بيان لها الأسبوع الماضي إن ما يقدر بنحو 3.4 مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بالأمراض الوبائية.

خلقت الحرب في السودان بيئات معرضة لتفشي الأمراض، مما أثر على ملايين الأشخاص الذين يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي والنزوح. وقد غرقت البلاد في الحرب في أبريل/نيسان 2023 بعد تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع.