قطع التمويل عن أحزاب صربسكا يهدد الاستقرار البوسني

قطع أكبر مسؤول دولي في البوسنة يوم الخميس كل تمويل الميزانية للأحزاب السياسية الحاكمة في الجزء الذي يديره الصرب من البلاد، مما يزيد من الضغط على رئيس الكيان الموالي لروسيا والمطلوب بسبب سياساته الانفصالية.

واتهم كريستيان شميدت، وهو دبلوماسي ألماني مكلف بالإشراف على السلام في البوسنة، قيادة كيان ريبوبليكا صربسكا الذي يديره الصرب بتقويض اتفاقات دايتون التي أنهت حرب 1992-1995 في البلاد.

أعلن شميدت عن خطوته بعد يوم واحد من محاولة ضباط شرطة الدولة البوسنية اعتقال ميلوراد دوديك، رئيس جمهورية صربسكا، ولكن تم منعهم من قبل شرطة صرب البوسنة المسلحة.

يتمتع مكتب الممثل السامي الذي يرأسه شميدت بسلطة تغيير وفرض القوانين في البوسنة.

دوديك مطلوب بتهمة تقويض دستور البوسنة بسلسلة من القوانين التي تعزز استقلال النصف الذي يديره الصرب من البلاد. وكانت المحاكم البوسنية قد أصدرت مذكرة اعتقال بحق دوديك في مارس الماضي بعد أن تخلف عن المثول للاستجواب.

وقال شميدت إن قراره يوم الخميس "يدعم الجهود التي تبذلها مؤسسات البوسنة والهرسك لمواجهة الهجمات الصارخة المستمرة... ضد المبادئ الأساسية لاتفاق دايتون للسلام والنظام الدستوري والقانوني".

وقد دعا دوديك مرارًا وتكرارًا إلى فصل الإقليم الذي يهيمن عليه الصرب عن بقية البوسنة، مما أثار المخاوف من عدم الاستقرار. وقد واجه عقوبات أمريكية وبريطانية بسبب نزعته الانفصالية، لكنه حظي بدعم موسكو.

وقال شميدت إن تعليق تمويل الميزانية لتحالف الديمقراطيين الاجتماعيين المستقلين بزعامة دوديك وأحزاب صربسكا المتحدة المتحالفة معه ينطبق على جميع مستويات الحكومة في البوسنة. وأضاف أن أولئك الذين يفشلون في تطبيقه سيخضعون للمساءلة.

وقد رفض دوديك يوم الخميس تحركات شميدت ووصفها بأنها غير قانونية، وهدد باعتقال المسؤول الألماني إذا جاء إلى جمهورية صربسكا. "من المستحيل قبول ذلك. لن تقبله جمهورية صربسكا." قال دوديك.

تعكس المحاولة الفاشلة لاعتقال دوديك يوم الأربعاء التوترات المستمرة في البوسنة بعد سنوات من الحرب التي أودت بحياة أكثر من 100,000 شخص وشردت الملايين. وتسعى البلاد رسميًا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ولكن التقدم في هذا الشأن متوقف.

وقالت وكالة الدولة البوسنية للتحقيق والأمن (SIPA) إن ضباطها تخلوا عن محاولتهم لاحتجاز دوديك في مبنى حكومي تابع لجمهورية صربسكا شرق العاصمة سراييفو يوم الأربعاء لتجنب أي حوادث مع الشرطة الصربية المسلحة.

وغادر دوديك المبنى يوم الخميس تحت حراسة أمنية مشددة.

اندلعت الحرب البوسنية في عام 1992 بعد أن قام الصرب بتمرد مسلح ضد استقلال البلاد عن يوغوسلافيا السابقة وتحركوا للاتحاد مع صربيا المجاورة.