تشكيل حكومة جديدة في فرنسا يثير ردود فعل متباينة
كشف القصر الرئاسي الفرنسي عن حكومة جديدة بقيادة المحافظ ميشيل بارنييه، وسط انقسامات سياسية عميقة وتحديات مالية. تعرف على التشكيلة الوزارية الجديدة وتأثيرها على مستقبل فرنسا في ظل البرلمان المعلق. تابعوا التفاصيل على وورلد برس عربي.

تشكيل حكومة جديدة في فرنسا بعد الانتخابات المثيرة
كشف القصر الرئاسي الفرنسي النقاب عن حكومة جديدة طال انتظارها يوم السبت يهيمن عليها المحافظون والوسط. جاء ذلك بعد أكثر من شهرين من الانتخابات التي أفرزت برلمانًا معلقًا وعمقت الانقسامات السياسية في الوقت الذي تواجه فيه فرنسا تحديات مالية ودبلوماسية متزايدة.
النتائج الانتخابية وتأثيرها على الحكومة الجديدة
وقد حصل ائتلاف يساري على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي جرت في يونيو ويوليو، لكنه فشل في الفوز بالأغلبية. ونظمت مجموعات طلابية ونشطاء من حزب "فرنسا غير الخاضعة" اليساري المتشدد احتجاجات في جميع أنحاء البلاد يوم السبت ضد الحكومة التي يقولون إنها ترفض إرادة الناخبين.
تعيين ميشيل بارنييه رئيسًا للوزراء
وكان الرئيس إيمانويل ماكرون قد عين المحافظ ميشيل بارنييه رئيسًا للوزراء في وقت سابق من هذا الشهر على الرغم من أن حزب الجمهوريين الذي ينتمي إليه بارنييه حقق نتائج ضعيفة في الانتخابات، وقد شكل بارنييه الحكومة بعد مفاوضات صعبة. وافق ماكرون، وتم الإعلان عنها في القصر الرئاسي.
دور حزب التجمع الوطني في الحكومة الجديدة
لا يملك حزب مارين لوبان اليميني المتطرف المناهض للهجرة "التجمع الوطني" أي مقاعد في حكومة بارنييه، ولكنه يملك ما يكفي من الأصوات في البرلمان لإسقاطها. وقد حقق الحزب فوزًا غير مباشر بتعيين المحافظ القوي برونو ريتيللو وزيرًا جديدًا للداخلية، وتشمل اختصاصاته قضايا داخلية حساسة مثل الأمن القومي والهجرة وإنفاذ القانون.
تركيبة الحكومة الفرنسية الجديدة
إن تركيبة الحكومة الفرنسية وتوجهها مهمان لأن فرنسا هي صوت رائد في سياسة الاتحاد الأوروبي، وهي من بين أكبر اقتصادات العالم وعضو في مجلس الأمن الدولي الذي يمتلك السلاح النووي ويملك حق النقض (الفيتو).
الوزراء الرئيسيون في الحكومة
تضم الحكومة المكونة من 39 عضوًا في المقام الأول وزراء من تحالف ماكرون الوسطي والجمهوريين المحافظين.
جان نويل بارو وزير الخارجية الجديد
شاهد ايضاً: فلورنسا وبيزا في إيطاليا في حالة تأهب مع هطول أمطار غزيرة تؤدي إلى فيضانات في منطقتي توسكانا وإميليا-رومانيا
جان نويل بارو هو وزير الخارجية الجديد، وهو سياسي وسطي معروف بعمله في مجال التحول الرقمي والشؤون الأوروبية. وهو يتمتع بخبرة واسعة في التعامل مع القضايا الدولية المعقدة، لا سيما داخل الاتحاد الأوروبي.
أنطوان أرماند وزير المالية
أما وزير المالية الجديد فهو أنطوان أرماند، وهو شخصية ناشئة في السياسة الفرنسية مكلف الآن بتوجيه السياسات المالية الفرنسية وإدارة ميزانية فرنسا القادمة لعام 2025، وسط ضغوط من بروكسل لمعالجة ديون فرنسا المتزايدة.
سيباستيان ليكورنو وزير الدفاع
احتفظ سيباستيان ليكورنو بمنصبه كوزير للدفاع. وقد كان له دور فعال في تعزيز القدرات العسكرية الفرنسية، بما في ذلك تحديث أنظمة الدفاع وإدارة المساعدات العسكرية لأوكرانيا. ستكون قيادته في مجال الدفاع حاسمة في الوقت الذي تتولى فيه فرنسا دورها داخل حلف الناتو وتتعامل مع التوترات الجيوسياسية المتزايدة بسبب الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط.
التحديات السياسية أمام الحكومة الجديدة
وتخضع قدرة بارنييه على الحكم بفعالية للتدقيق بالفعل، حيث تعهد خصومه السياسيون في اليسار بتحديه في كل منعطف، بينما يقول اليمين المتطرف إنه سيراقب الحكومة عن كثب.
ردود الفعل على تشكيل الحكومة
وقد فاجأ تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري الكثيرين بفوزه بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات المبكرة المحفوفة بالمخاطر التي دعا إليها ماكرون في أعقاب فوز اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي.
لكن الجبهة الشعبية الجديدة لم تُمنح فرصة تشكيل حكومة أقلية، ورفضت تقديم تنازلات والانضمام إلى تحالف حكومي أكثر ميلاً إلى اليسار.
اختبار بارنييه الأول في الجمعية الوطنية
إن بارنييه، وهو سياسي مخضرم يبلغ من العمر 73 عامًا ومعروف بدوره كمفاوض الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ليس غريبًا عن المهام السياسية المعقدة. ومع ذلك، فإن تشكيل حكومة يمكنها الصمود في مثل هذا البرلمان المنقسم سيختبر خبرته الواسعة وحنكته السياسية.
سيأتي أول اختبار سياسي رئيسي لبارنييه في الأول من أكتوبر، عندما من المقرر أن يلقي خطاب السياسة العامة أمام الجمعية الوطنية.
أخبار ذات صلة

كاميرا الإنقاذ منحت المسؤولين رؤية لمئات من عمال المناجم المحاصرين في عمق المنجم بجنوب أفريقيا

أوربان: الهجرة والاتحاد الأوروبي مسؤولان عن الهجوم القاتل في ألمانيا

نيجيريا تُطلق سراح 29 طفلاً كانوا مهددين بعقوبة الإعدام بسبب مزاعم مشاركتهم في الاحتجاجات
