الاتحاد الأوروبي يَعِد بإقراض أوكرانيا ما يصل إلى 39 مليار دولار لدعم إعادة بناء اقتصادها وشبكة الطاقة لديها

تعهد الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة بإقراض أوكرانيا ما يصل إلى 35 مليار يورو (39 مليار دولار) كجزء من حزمة قروض نظمتها مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، في إطار سعيه لمساعدة البلاد على إعادة بناء اقتصادها وشبكة الكهرباء التي دمرتها الحرب.

اتفق قادة مجموعة السبع في يونيو على هندسة قرض بقيمة 50 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا في معركتها من أجل البقاء. وستُستخدم الفائدة المكتسبة على الأرباح المحققة من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة كضمان، لكن التقدم في توزيع القروض كان بطيئًا.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للصحفيين في مؤتمر صحفي في كييف مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي في كييف: "يجب أن نجعل روسيا تدفع ثمن الدمار الذي تسببت فيه".

وقالت فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي قدم بالفعل لأوكرانيا أكثر من 118 مليار يورو (132 مليار دولار) في شكل مساعدات عسكرية واقتصادية منذ بدء الحرب في فبراير 2022، "لكن هجمات روسيا التي لا هوادة فيها تعني ضرورة تقديم المزيد من الدعم".

"والأهم من ذلك أن هذا القرض سيصب مباشرة في الميزانية الوطنية. سيؤدي ذلك إلى تحسين الاستقرار المالي الكلي لأوكرانيا، وسيوفر لكم حيزًا ماليًا كبيرًا ومطلوبًا بشدة. سوف تقررون أفضل طريقة لاستخدام الأموال، مما يمنحكم أقصى قدر من المرونة لتلبية احتياجاتكم."

سيتم ضمان القروض من خلال الأرباح غير المتوقعة المكتسبة من حوالي 300 مليار دولار أمريكي من الأصول الروسية، والتي تم تجميدها بسبب غزوها الشامل لأوكرانيا. وتوجد الغالبية العظمى من تلك الأموال في دول الاتحاد الأوروبي، ولا سيما بلجيكا.

وقالت فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي "واثق من قدرتنا على تسليم هذا القرض لأوكرانيا بسرعة كبيرة." تأمل الكتلة التي تضم 27 دولة أن تحذو دول مجموعة السبع الأخرى حذوها وتبدأ في تقديم القروض أيضًا.

وقال زيلينسكي إن أولوياته تتمثل في إعادة بناء شبكة الطاقة في أوكرانيا، وإقامة المزيد من الملاجئ، وتحسين المدارس، وشراء المزيد من الأسلحة والذخيرة.

وقد وصلت فون دير لاين إلى أوكرانيا يوم الجمعة مركزة على مساعدة البلاد على استعادة شبكة الكهرباء وإعادة توصيلها وتعزيز قدرتها على التدفئة مع اقتراب فصل الشتاء.

لقد دُمر حوالي نصف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا خلال الحرب مع روسيا، وتسبب انقطاع الكهرباء المتكرر في ترك أجزاء من شرق البلاد في الظلام لمدة أربع ساعات في كل مرة. وقالت فون دير لاين إن هذا الانقطاع يعادل انقطاع الكهرباء عن لاتفيا وليتوانيا وإستونيا بأكملها.

وفي الوقت نفسه، يقترب فصل الشتاء.

وقالت فون دير لاين: "يبدأ موسم التدفئة في غضون أسبوعين، وتهدف هجمات روسيا التي لا هوادة فيها على البنية التحتية المدنية للطاقة في أوكرانيا إلى إلحاق أكبر قدر من الضرر". "سنساعد أوكرانيا في جهودها الشجاعة للتغلب على ذلك."

الهدف الرئيسي هو مساعدة أوكرانيا على تحقيق اللامركزية في شبكتها الكهربائية، وأن تصبح أقل اعتمادًا على محطات الطاقة الكبيرة التي تشكل أهدافًا أسهل للقوات الروسية. وقد سقط نحو 260 صاروخًا في هجوم كبير على البنية التحتية للطاقة أواخر الشهر الماضي.

وقد أرسل الأوروبيون بالفعل أكثر من 10,000 مولد ومحول كهربائي، كما أنهم يزودون توربينات غازية صغيرة ومتنقلة أيضاً. هذه الأنواع من المعدات المزودة للكهرباء أصعب في الإصابة وأسهل في الإصلاح.

ويمتد فصل الشتاء في أوكرانيا من أواخر أكتوبر حتى مارس، حيث يكون شهري يناير وفبراير أصعب الشهور. ويأمل الأوروبيون في المساعدة في توفير حوالي 25% من 17 جيجاوات من الطاقة التي من المرجح أن تحتاجها البلاد هذا الشتاء.

أحد أهداف مساعدات الاتحاد الأوروبي هو توفير حافز للناس للبقاء في أوكرانيا. وقد فرّ حوالي 4 ملايين شخص منذ بدء الحرب في 24 فبراير 2022، وغالبًا ما فروا إلى بولندا وغيرها من الدول المجاورة.

يقدم الاتحاد الأوروبي المساعدة، مثل المساعدة قصيرة الأجل للعثور على مكان للإقامة أو الوظائف أو التعليم. لكن في الآونة الأخيرة ارتفع عدد الأشخاص الذين يغادرون. وتقدر المفوضية الأوروبية، وهي السلطة التنفيذية القوية في الاتحاد الأوروبي، أن 10,000 شخص إضافي يتقدمون بطلبات للحصول على المساعدة كل أسبوع.

وإذا استمر هذا التدفق، فقد يؤدي ذلك إلى تقويض الدعم الأوروبي لأوكرانيا.

يوم الخميس، أعلنت المفوضية أنها ستقدم 160 مليون يورو إضافية (180 مليون دولار) للمساعدة في تقوية شبكة الطاقة الأوكرانية. ومن هذا المبلغ، يأتي 100 مليون يورو (112 مليون دولار) من الأرباح غير المتوقعة المكتسبة من الأصول الروسية المجمدة.

وتقود الدنمارك أيضًا استخدام هذه الأموال في تقديم طلبات شراء الأسلحة والمعدات العسكرية مباشرةً مع صناعة الدفاع الأوكرانية.