تحرر السجين السياسي البيلاروسي المصاب بالسرطان بعد وعد الرئيس الاستبدادي

أُطلق سراح سياسي معارض بارز في بيلاروسيا يعاني من شكل حاد من أشكال السرطان يوم الأربعاء من السجن، حسبما قال صهره بعد ثلاث سنوات من اعتقاله في حملة القمع التي شنها حاكم البلاد الاستبدادي، ألكسندر لوكاشينكو.

جاء إطلاق سراح ريهور كاستوسيو بعد يوم واحد من إعلان الرئيس لوكاشينكو أنه سيطلق سراح السياسيين الذين يعانون من أمراض خطيرة والذين سُجنوا في احتجاجات عام 2020 ضد حكمه، بمن فيهم أولئك الذين "كانوا يعملون على تفتيت البلاد وتمزيقها".

وقد هزت الاحتجاجات بيلاروسيا بعد إعادة انتخاب لوكاشينكو لولاية سادسة في منصبه. ومنذ توليه منصبه لأول مرة في عام 1994، دأب لوكاشينكو على خنق المعارضة باستمرار.

خلال حملة القمع التي أعقبت التصويت، اعتُقل أكثر من 35,000 شخص، وتعرض الآلاف للضرب الوحشي في الحجز، وسُجن الصحفيون وأُغلقت عشرات المنظمات الإخبارية المستقلة وجماعات حقوق الإنسان.

ووفقًا لمركز فياسنا لحقوق الإنسان، يوجد حاليًا 1,409 سجناء سياسيين في بيلاروسيا، بما في ذلك أليس بيالياتسكي، الذي حصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2022. ويقول النشطاء إن ستة منهم على الأقل لقوا حتفهم خلف القضبان.

وكانت الأمم المتحدة قد ناشدت السلطات البيلاروسية بشأن صحة كاستوسيو الذي نافس لوكاشينكو في الانتخابات الرئاسية لعام 2010.

وقال المحلل المستقل فاليري كارباليفيتش إن خطوة لوكاشينكو ربما جاءت مع وضع الانتخابات الرئاسية لعام 2025 في الاعتبار.

وقال كارباليفيتش لوكالة أسوشيتد برس: "من الواضح أن لوكاشينكو يريد تغيير صورته كآكل لحوم البشر". ولكن حتى إذا "أفرجت السلطات عن عشرات السجناء السياسيين وتوقفت عند هذا الحد، فسيكون ذلك إجراءً لمرة واحدة، ولفتة جميلة، وليس اتجاهًا سياسيًا مستدامًا".

ووفقًا لصهر كاستوسيو، ديمتري أنتونتشيك، فقد وصل إلى منزله والتقى بزوجته وقد بدا "متعبًا ولكن سعيدًا".

لم يذكر لوكاشينكو، الذي تحدث عشية عيد استقلال بيلاروسيا، عدد السجناء السياسيين الذين سيتم الإفراج عنهم.

وقال لوكاشينكو يوم الثلاثاء: "هؤلاء أشخاص مصابون بأمراض خطيرة حقًا، معظمهم مصابون بالسرطان". "نحن نتعامل مع الجميع ونعاملهم بإنسانية."

وقال ممثل فياسنا، بافل سابيلكا، لوكالة أسوشيتد برس، إنه حتى بداية شهر مايو، كان هناك ما لا يقل عن 254 سجين سياسي معروفين بخطر صحي معين و91 منهم في حالة خطيرة.

وقال سابيلكا إن السجون البيلاروسية تعذب جميع السجناء السياسيين بحرمانهم من الرعاية الطبية والمعلومات من العالم الخارجي.

وقال: "الشخص السليم في السجن البيلاروسي سرعان ما يصبح مريضًا".

قالت زعيمة المعارضة البيلاروسية المنفية سفياتلانا تسيخانوسكايا، التي حُكم على زوجها سيارهي تسيخانوسكي بالسجن 19 سنة ونصف، لوكالة أسوشييتد برس إن 15 إلى 20 شخصًا يُعتقلون كل يوم في بيلاروسيا لأسباب سياسية و"القمع مستمر".

وقالت تسيخانوسكايا: "إن الإفراج العاجل عن الأشخاص الذين هم في حالة حرجة ليس قضية سياسية، بل قضية إنسانية". "يجب إطلاق سراحهم دون أي شروط."

دعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين في بيلاروسيا.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء في بيان بمناسبة عيد استقلال بيلاروسيا: "نحن نقدر شجاعة 1500 سجين سياسي بيلاروسي محتجزين لمجرد محاولتهم ممارسة الحريات التي يفترض أن يعبّر عنها الاستقلال".