تصعيد الهجمات الروسية على أوكرانيا يثير القلق

قالت القوات الجوية الأوكرانية يوم الاثنين إن روسيا أطلقت ما يقرب من 500 طائرة بدون طيار على أوكرانيا في أكبر قصف ليلي بطائرات بدون طيار في الحرب المستمرة منذ 3 سنوات، في الوقت الذي يواصل فيه الكرملين هجومه الصيفي وسط محادثات سلام مباشرة لم تحقق تقدما بعد في وقف القتال.

وبالإضافة إلى 479 طائرة بدون طيار، تم إطلاق 20 صاروخًا من أنواع مختلفة على أجزاء مختلفة من أوكرانيا، وفقًا للقوات الجوية التي قالت إن القصف استهدف بشكل رئيسي مناطق وسط وغرب أوكرانيا.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن دفاعاتها الجوية دمرت 277 طائرة بدون طيار و 19 صاروخاً في منتصف ليلة الأحد، زاعمة أن 10 طائرات بدون طيار أو صواريخ فقط أصابت أهدافها. وقال مسؤولون إن شخصًا واحدًا أصيب بجروح. لم يكن من الممكن التحقق من هذه الادعاءات بشكل مستقل.

وقد تزامن التصعيد الأخير في الهجمات الجوية مع تجدد الهجوم الروسي على الأجزاء الشرقية والشمالية الشرقية من خط الجبهة الممتد على مسافة 1000 كيلومتر (620 ميل) تقريبًا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت متأخر من يوم الأحد إن الوضع في بعض تلك المناطق "صعب للغاية". ولم يقدم أي تفاصيل.

وتعاني أوكرانيا من نقص في العتاد على خط الجبهة ضد عدوها الأكبر وتحتاج إلى مزيد من الدعم العسكري من شركائها الغربيين، وخاصة الدفاعات الجوية. لكن عدم اليقين بشأن سياسة الولايات المتحدة بشأن الحرب أثار الشكوك حول مدى المساعدة التي يمكن أن تعتمد عليها كييف.

ومع ذلك، فقد وجهت أوكرانيا بعض اللكمات المضادة المذهلة. فقد كان هجومها الأخير بالطائرات بدون طيار على القواعد الجوية الروسية البعيدة غير مسبوق في نطاقه وتطوره.

فقد ادعت هيئة الأركان العامة الأوكرانية يوم الاثنين أن قوات العمليات الخاصة ضربت طائرتين مقاتلتين روسيتين متمركزتين في مطار سافاسليكا في منطقة نيجني نوفغورود الروسية الواقعة على بعد حوالي 650 كيلومترًا شمال شرق الحدود الأوكرانية. لم يذكر البيان كيفية إصابة الطائرتين. لم يكن هناك تعليق فوري على هذا الادعاء من السلطات الروسية. وقال بعض المدونين الحربيين الروس أنه لم تلحق أي أضرار بالطائرات الحربية.

قال مسؤولون روس إن الهجمات المكثفة الأخيرة هي جزء من سلسلة من الهجمات الانتقامية على الضربة الأوكرانية على قواعد جوية كانت تستضيف قاذفات استراتيجية ذات قدرة نووية. وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الاثنين إن الضربة التي استهدفت قاعدة جوية أوكرانية في دوبنو في منطقة ريفني الغربية كانت أحد هذه الردود.

لم تسفر الجولتان الأخيرتان من محادثات السلام المباشرة بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول عن أي تقدم ملموس باستثناء التعهدات بتبادل الأسرى وآلاف القتلى والجرحى من قواتهما المصابين بجروح خطيرة. وقد أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنه سيواصل القتال حتى يتم الوفاء بشروطه.

وكان تبادل مئات الجنود والمدنيين علامة صغيرة على التعاون في الجهود الفاشلة للاتفاق على وقف إطلاق النار. لكن الجانبين اختلفا حول نقل الجنود الذين قتلوا في المعارك. وزعمت وزارة الدفاع الروسية أن أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع فشلت في استلام جثث جنودها الذين سقطوا في المعارك، والتي أتاحتها روسيا لاستلامها.

لكن زيلينسكي ادعى أن موسكو لم ترسل إلى كييف أسماء أكثر من 1000 أوكراني توجد جثثهم حاليًا في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، كما تم الاتفاق عليه. واتهم السلطات الروسية بممارسة ألاعيب "قذرة".

وعلى الرغم من ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يوم الاثنين إنه من المتوقع أن تتم عملية التبادل، على الرغم من أنه قال إنه لا توجد ترتيبات محددة حتى الآن لعملية النقل.

وقال رئيس المخابرات الأوكرانية، كيريلو بودانوف، إن تبادل جثث الجنود سيبدأ هذا الأسبوع.

وقد استهدفت روسيا مرارًا وتكرارًا المناطق المدنية في أوكرانيا بطائرات "شاهد" بدون طيار خلال الحرب، كما حدث ليلة الأحد. وأسفرت الهجمات عن مقتل أكثر من 12 ألف مدني أوكراني، وفقًا للأمم المتحدة. وتقول روسيا إنها تستهدف الأهداف العسكرية فقط.

طورت أوكرانيا طائرات بدون طيار بعيدة المدى تواصل ضربها في العمق الروسي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الاثنين إنها أسقطت 49 طائرة أوكرانية بدون طيار خلال الليل فوق سبع مناطق روسية.

وأصابت طائرتان بدون طيار مصنعًا متخصصًا في معدات الحرب الإلكترونية في منطقة تشوفاشيا، الواقعة على بعد أكثر من 600 كيلومتر شرق موسكو، حسبما أفاد مسؤولون محليون.

وقال ألكسندر غوسيف، رئيس منطقة فورونيج الروسية، إن 25 طائرة بدون طيار أُسقطت هناك خلال الليل، مما ألحق أضرارًا بخط أنابيب غاز وأدى إلى اندلاع حريق صغير.