أوكرانيا تسعى لتطوير المعادن النادرة مع ترامب

• عرضت أوكرانيا إبرام صفقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستمرار المساعدات العسكرية الأمريكية مقابل تطوير صناعة المعادن في أوكرانيا، والتي يمكن أن توفر مصدرًا قيمًا للعناصر الأرضية النادرة الضرورية للعديد من أنواع التكنولوجيا.

وقال ترامب إنه يريد مثل هذه الصفقة في وقت سابق من هذا الشهر، وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد اقترحها في البداية في الخريف الماضي كجزء من خطته لتعزيز يد كييف في المفاوضات المستقبلية مع موسكو.

وقال أندري ييرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، في مقابلة حصرية مع وكالة أسوشيتد برس: "لدينا حقًا هذه الإمكانات الكبيرة في الأراضي التي نسيطر عليها". وأضاف: "نحن مهتمون بالعمل والتطوير مع شركائنا، وفي المقام الأول مع الولايات المتحدة".

فيما يلي نظرة على صناعة التربة النادرة في أوكرانيا وكيف يمكن أن يتم التوصل إلى اتفاق:

ما هي العناصر الأرضية النادرة؟

العناصر الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 عنصراً أساسياً في العديد من أنواع التكنولوجيا الاستهلاكية، بما في ذلك الهواتف المحمولة والأقراص الصلبة والسيارات الكهربائية والهجينة.

ومن غير الواضح ما إذا كان ترامب يسعى للحصول على عناصر محددة في أوكرانيا، التي تمتلك أيضاً معادن أخرى.

"يمكن أن يكون الليثيوم. ويمكن أن يكون التيتانيوم واليورانيوم والعديد من العناصر الأخرى". "إنها كثيرة".

الصين، الخصم الجيوسياسي الرئيسي لترامب، هي أكبر منتج للعناصر الأرضية النادرة في العالم. وقد سعت كل من الولايات المتحدة وأوروبا إلى تقليل اعتمادهما على بكين.

أما بالنسبة لأوكرانيا، فإن مثل هذه الصفقة ستضمن عدم تجميد الدعم العسكري لأكبر حلفائها وأكثرهم أهمية بالنسبة لأوكرانيا، الأمر الذي سيكون مدمراً بالنسبة للبلد الذي سيدخل قريباً عامه الرابع من الحرب ضد الغزو الروسي الشامل.

كما تأتي الفكرة أيضًا في وقت يصعب فيه الحصول على المعادن الهامة بشكل متزايد على الصعيد العالمي.

ما هي حالة صناعة المعادن الأوكرانية؟

العناصر الأرضية النادرة في أوكرانيا غير مستغلة إلى حد كبير بسبب الحرب وبسبب سياسات الدولة التي تنظم صناعة المعادن. كما تفتقر البلاد إلى معلومات جيدة لتوجيه تطوير تعدين العناصر الأرضية النادرة.

البيانات الجيولوجية ضعيفة لأن احتياطيات المعادن متناثرة في جميع أنحاء أوكرانيا، وتعتبر الدراسات الحالية غير كافية إلى حد كبير. ووفقاً لرجال الأعمال والمحللين، فإن الإمكانات الحقيقية لهذه الصناعة مشوشة بسبب عدم كفاية الأبحاث.

وبشكل عام، فإن التوقعات بالنسبة للموارد الطبيعية الأوكرانية واعدة. ويُعتقد أن احتياطيات البلاد من التيتانيوم، وهو مكون رئيسي لصناعات الطيران والصناعات الطبية وصناعة السيارات، من بين أكبر الاحتياطيات في أوروبا. كما تمتلك أوكرانيا أيضاً بعضاً من أكبر الاحتياطيات المعروفة في أوروبا من الليثيوم، وهو ضروري لإنتاج البطاريات والسيراميك والزجاج.

في عام 2021، شكلت صناعة المعادن الأوكرانية 6.1% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد و30% من الصادرات.

ويقدر أن 40% من الموارد المعدنية في أوكرانيا لا يمكن الوصول إليها بسبب الاحتلال الروسي، وفقًا لبيانات مؤسسة We Build Ukraine، وهي مؤسسة بحثية مقرها كييف. وقد جادلت أوكرانيا بأن من مصلحة ترامب تطوير ما تبقى قبل أن يستحوذ الروس على المزيد منها.

وقد حددت المفوضية الأوروبية أوكرانيا كمورد محتمل لأكثر من 20 مادة خام مهمة، وخلصت إلى أن انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي يمكن أن يعزز الاقتصاد الأوروبي.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

من المرجح أن تتطور تفاصيل أي صفقة في اجتماعات بين المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين. ومن المحتمل أن يناقش زيلينسكي وترامب الموضوع عندما يجتمعان.

وقد أعربت الشركات الأمريكية عن اهتمامها، وفقًا لمسؤولين تجاريين أوكرانيين. لكن إبرام صفقة رسمية سيتطلب على الأرجح تشريعات ومسوحات جيولوجية والتفاوض على شروط محددة.

ومن غير الواضح ما هو نوع الضمانات الأمنية التي ستطلبها الشركات للمخاطرة بالعمل في أوكرانيا، حتى في حالة وقف إطلاق النار. ولا أحد يعرف على وجه اليقين نوع اتفاقيات التمويل التي ستدعم العقود بين أوكرانيا والشركات الأمريكية.