ترامب: حماس ستواجه عواقب وخيمة إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن

حذّر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يوم الاثنين حركة حماس من تداعيات هائلة إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن في غزة بحلول موعد توليه منصبه في يناير/كانون الثاني.

وكتب ترامب على منصة الحقيقة الاجتماعية الخاصة به: "إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن قبل 20 يناير 2025، وهو التاريخ الذي أتولى فيه بفخر منصب رئيس الولايات المتحدة، سيكون هناك جحيمٌ كبيرٌ سيدفع ثمنه الشرق الأوسط، وسيدفعه المسؤولون الذين ارتكبوا هذه الفظائع ضد الإنسانية".

"سيُضرب المسؤولون عن هذه الفظائع بأقسى مما ضُرب به أي شخص في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية الطويل والممتد. أطلقوا سراح الرهائن الآن!"

تم سحب حوالي 250 رهينة إلى غزة خلال الهجمات التي قادتها حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

ويأتي تعليق ترامب بعد أن نشرت حركة حماس يوم السبت مقطع فيديو للرهينة الإسرائيلي-الأمريكي البالغ من العمر 20 عاماً عيدان ألكسندر، الذي أُسر أثناء خدمته في الجيش الإسرائيلي. وقد وجه نداءً باكيًا إلى نتنياهو للتوصل إلى صفقة للإفراج عن الرهائن.

وفي حملته الانتخابية، اتهم ترامب و وكلاؤه بانتظام إدارة بايدن بعدم القيام بما يكفي للفت الانتباه إلى الرهائن. وقد توسطت إدارة بايدن في هدنة قصيرة في نوفمبر 2023 شهدت إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة.

رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببيان ترامب يوم الثلاثاء. وقال: "أود أن أشكر الرئيس ترامب على بيانه القوي بالأمس. إنه بيان حاسم للغاية يوضح أن هناك طرف واحد مسؤول عن هذا الوضع وهو حماس".

وقد شغلت قضية الرهائن المجتمع الإسرائيلي، حيث اتهم أفراد عائلات الرهائن ومؤيدوهم نتنياهو بالتخلي عنهم من خلال مواصلة الحرب. تم احتجاز 12 شخصاً يحملون الجنسية الأمريكية خلال الهجمات، وفقاً للحكومة الإسرائيلية. وقد أفرجت حماس عن أم وابنتها في 20 أكتوبر 2023 وسط ضغوط من الولايات المتحدة وقطر.

وقد حاولت إدارة بايدن التوسط لوقف إطلاق النار الذي يبدأ بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة. ولطالما ألقت باللوم على حماس لوقوفها في طريق التوصل إلى اتفاق، ولا سيما قولها إن رئيس حركة حماس يحيى السنوار هو "العقبة الرئيسية" أمام التوصل إلى تسوية. ومع ذلك، ومنذ استشهاده في تشرين الأول/أكتوبر، لم يحدث أي تقدم نحو وقف إطلاق النار.

ويقول محللون إن إسرائيل كانت العقبة الرئيسية أمام إنهاء الحرب وأن نتنياهو لديه مصلحة في إطالة أمد القتال، حيث يواجه مشاكل سياسية داخلية، بما في ذلك محاكمة الفساد والتحقيق المحتمل في هجوم حماس إذا انتهى الصراع. هناك أيضًا حركة متنامية في إسرائيل لإقامة مستوطنات إسرائيلية في قطاع غزة.

ولم يأتِ بيان ترامب الذي دعا فيه إلى إطلاق سراح الرهائن على ذكر إنهاء الحرب، مما يشير إلى أنه قد يتعامل معهما كقضايا منفصلة، وهو ما حاولت إسرائيل القيام به.

وقال بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، في تصريح له على موقع "إكس"، مشيدًا بتصريح ترامب: "هذه هي الطريقة لإعادة الرهائن: من خلال زيادة الضغط والتكاليف على حماس ومؤيديها، وهزيمتهم، بدلًا من الاستسلام لمطالبهم السخيفة".

ومن غير الواضح كيف ينوي ترامب تنفيذ تهديده ضد حماس. لقد حوّلت إسرائيل بالفعل معظم قطاع غزة إلى ركام، في هجوم أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 44,502 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. وتفرض إسرائيل الآن حصارًا على شمال غزة.

لم يذكر ترامب اسم حماس مباشرة في تهديده، لكن معظم القيادات العليا للحركة، التي قادت هجمات 7 أكتوبر أو كانت في السلطة خلال العدوان، اغتالتهم إسرائيل.

واستشهد السنوار في تبادل لإطلاق النار في رفح في أكتوبر. وقالت إسرائيل إنها اغتالت محمد ضيف، قائد الجناح العسكري لحماس، كتائب القسام، في يوليو. كما اغتالت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في تموز/يوليو.

وحماس جزء مما يسمى "محور المقاومة" الإيراني، وهو مجموعة من الميليشيات التي تدعمها إيران بدرجات متفاوتة. وباعتبارها جماعة إسلامية سنية و وطنية فلسطينية، لم تكن حماس قريبة من طهران مثل حزب الله الشيعي، ولكن من غير المرجح أن تميز إدارة ترامب بينهما بمثل هذه الدقة.

وقد ألقى ترامب اللوم مباشرةً على إيران في 7 تشرين الأول/أكتوبر، قائلًا إنها وفرت المال والتدريب من مبيعات النفط لحماس، وهو ما كان ليتوفر لها لو بقي في البيت الأبيض.

وقد أخبر مطلعون في فريق ترامب الانتقالي موقع "ميدل إيست آي" عن خططه لتكثيف تطبيق العقوبات ضد طهران.

قد يكون هجوم ترامب العنيف على الرهائن موجهاً أكثر إلى الجمهور المحلي، إذ إنه يردد أصداء مطالبة الرئيس رونالد ريغان إيران بإطلاق سراح الرهائن الأميركيين الذين احتجزتهم في اقتحام السفارة الأميركية عام 1979 قبل تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة. أفرجت إيران عن الرهائن بعد دقائق من أداء ريغان اليمين الدستورية.

كما أصدر ترامب تحذيرات صريحة أخرى.

فقد هدد يوم السبت باستهداف دول البريكس برسوم جمركية بنسبة 100 في المئة إذا حاولت إنشاء عملة منافسة للدولار الأمريكي. وتضم الكتلة المكونة من تسعة أعضاء الهند حليفة الولايات المتحدة، إلى جانب خصومها روسيا والصين. وقد انضمت مصر وإيران والإمارات العربية المتحدة هذا العام إلى التكتل الاقتصادي الفضفاض التنظيم. كما أن تركيا، التي تتطلع إلى العضوية، تتداول أيضًا مع روسيا بالروبل.