وورلد برس عربي logo

أزمة إنسانية متفاقمة في سوريا بعد سقوط الأسد

تشهد سوريا تحولًا دراماتيكيًا بعد سقوط نظام بشار الأسد، مما يزيد من المخاوف الإنسانية مع نزوح الملايين. كيف ستؤثر هذه التطورات على المدنيين والمساعدات الإنسانية؟ اكتشف المزيد حول الأزمة المتفاقمة.

شاب يعتلي صورة كبيرة لبشار الأسد في الشارع، بينما يتجمع آخرون في الخلفية، مما يعكس التوترات السياسية في سوريا بعد سقوط النظام.
Loading...
شخص يتخطى صورة الرئيس بشار الأسد، بعد أن استولى المتمردون على العاصمة وأطاحوا بالرئيس، في القامشلي، سوريا في 8 ديسمبر 2024 (رويترز)
شارك الخبر:
FacebookTwitterLinkedInEmail

تطورات الوضع الإنساني في سوريا بعد سقوط نظام الأسد

تشكل التطورات الأخيرة في سوريا مع سقوط نظام بشار الأسد خلال عطلة نهاية الأسبوع تهديداً خطيراً للاستقرار الهش في البلاد والوضع الإنساني المتردي.

وقد جاء سقوط النظام بعد هجوم خاطف شنه مقاتلو المعارضة في شمال البلاد حيث سيطروا على مدينتي حلب وحماة الاستراتيجيتين وعلى الأخص العاصمة دمشق.

ومع ذلك، فإن احتمال تجدد القتال بين المعارضة ممثلة بهيئة تحرير الشام ومختلف الجماعات المسلحة الأخرى في مختلف المناطق في الأيام المقبلة يثير مخاوف على المدنيين والعمليات الإنسانية التي قد تترتب عليها عواقب كارثية.

أهمية حماية المدنيين وتيسير المساعدات الإنسانية

شاهد ايضاً: طائرات تركيا المسيرة تعزز الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع

وهذا يؤكد الحاجة الملحة إلى استخدام جميع الوسائل اللازمة لحماية المدنيين وتيسير تقديم المساعدات الإنسانية الفعالة.

أزمة النزوح في سوريا: الأرقام والحقائق

وفي حين أن أكثر من سبعة ملايين سوري نزحوا داخل البلاد في عام 2023، فإن 6.3 مليون آخرين من اللاجئين منتشرين في جميع أنحاء العالم، مما يجعل أزمة النزوح في سوريا واحدة من أكبر أزمات النزوح في التاريخ الحديث. كما أن ملايين المدنيين داخل البلاد في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، ويعانون من انعدام الأمن الغذائي أو على شفا الجوع.

ومع وجود أكثر من 80 في المائة من السكان السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر، فإن معظمهم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، مما يفاقم من المحنة الإنسانية في البلاد.

شاهد ايضاً: الولايات المتحدة تقترح نشر متعاقدين عسكريين في محاولة لجعل إسرائيل تغادر لبنان

كانت هذه الأوضاع المتردية موجودة حتى قبل التصعيد الأخير، الذي سيزيد الأمور سوءًا، حيث من المتوقع أن ينزح مئات الآلاف من السكان، ويحتاج ما لا يقل عن مليوني شخص في إدلب وحلب إلى مساعدات إنسانية.

الفراغ السياسي وتأثيره على العمليات الإنسانية

وبالنظر إلى المسار الحالي، من المرجح أن تتوسع الكارثة الإنسانية لتشمل مناطق أخرى، مما يجعل الاستجابة الإنسانية الفعالة أولوية قصوى.

التحديات التي تواجه المنظمات الإنسانية في ظل الفراغ السياسي

من المتوقع حدوث المزيد من الاشتباكات في الأيام المقبلة، حيث تمت الإطاحة بالنظام السوري، لتدخل سوريا في واقع جديد بعد 54 عامًا من حكم الأسد.

شاهد ايضاً: من أوسلو إلى ترامب، الولايات المتحدة قد مكنت إسرائيل من التوسع وفلسطين تتلاشى

في ظل الفراغ السياسي في البلاد، سيقود رئيس الوزراء السوري السابق مؤسسات الدولة إلى حين تشكيل حكومة جديدة، وسيستغرق تحقيق هذا الانتقال عدة أشهر. وهذا ما يزيد من فرص قوات سوريا الديمقراطية في زيادة هجماتها، سعياً نحو توسيع المناطق الخاضعة لسيطرتها في سوريا.

ومن شأن هذا التطور أن يشكل عائقًا كبيرًا أمام المنظمات الإنسانية لمواصلة عملياتها، حيث أن إمكانية وصولها إلى السكان المتضررين محدودة، وقد تصبح هي نفسها أهدافًا.

وحتى الآن، وعلى الرغم من الجهود الدولية المبذولة لتلبية احتياجات السكان المتضررين في شمال سوريا وفي جميع أنحاء البلاد، لا تزال الاستجابة الإنسانية غير كافية.

نقص التمويل وتأثيره على جهود الإغاثة

شاهد ايضاً: جنوب لبنان يعيد بناء نفسه ببطء بينما تواصل إسرائيل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار

وبسبب تصاعد العنف واستمرار تسييس وعسكرة المساعدات، فإن عدم وجود بيئة آمنة ومواتية للأنشطة الإنسانية قد قوض بشكل كبير فعالية عمليات الإغاثة. ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني، علقت 30 منظمة إنسانية غير حكومية في إدلب عملها في ظل تدهور الأوضاع.

كما تواجه المنظمات الإنسانية أيضاً نقصاً في التمويل لأنشطة الإغاثة في سوريا، وقد تفاقم ذلك بسبب عوامل مثل إرهاق المانحين، مما جعل العديد من المنظمات تكافح للحفاظ على عملياتها، أو اضطرت إلى إعطاء الأولوية لبعض السكان والاحتياجات على حساب أخرى.

العوامل التي تقوض الجهود الإنسانية في سوريا

وتشمل العوامل الأخرى التي قوضت الجهود الإنسانية في سوريا غياب المنظمات الدولية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة؛ والقيود المفروضة على الوصول؛ وضعف التنسيق الإنساني؛ والبيروقراطية المفرطة في العمل الإنساني.

السكان الضعفاء: التحديات والاحتياجات

شاهد ايضاً: الأونروا تدين "حملة التضليل" مع بدء الحظر الإسرائيلي

ويغذي هذا الأمر حلقة مفرغة من عدم الاستقرار، حيث تدفع الاستجابة الإنسانية غير الفعالة الناس إلى تبني آليات تكيف ضارة يمكن أن تلحق المزيد من الضرر بالمجتمع السوري.

الجهات الفاعلة المحلية ودورها في تقديم المساعدات

مع تراجع الاهتمام الدولي بالحرب السورية في خضم النزاعات العالمية الأخرى، وبسبب عدم رغبة الأطراف المتنازعة في الانخراط في الدبلوماسية، يبدو العمل الإنساني في البلاد غير فعال بشكل متزايد. وقد شهد هذا العام انخفاضاً بنسبة 80 في المائة في المساعدات الغذائية في جميع أنحاء سوريا، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.

ونتيجة لذلك، برزت الجهات الفاعلة المحلية كجهات فاعلة رئيسية في تلبية احتياجات السكان الضعفاء، خاصة وأن هذه الجهات غالباً ما يكون لديها فهم أفضل للسياق الذي تعمل فيه. ومع ذلك، فإنها تواجه العديد من التحديات.

استراتيجيات العمل الإنساني المرتبط بالسياق

شاهد ايضاً: إسرائيل تشن هجومًا كبيرًا في جنين بعد أيام من وقف إطلاق النار في غزة

وبالتالي، لا بد من التحول نحو العمل الإنساني المرتبط بالسياق، مع التركيز على ديناميكيات القوة المتطورة للنزاع. ويجب أن تكون حماية المدنيين ورفاهيتهم في صميم هذه الاستراتيجية.

فمقاتلو المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية لا يتنافسون على السلطة فحسب، بل يتنافسون أيضًا على الشرعية - ومع ذلك، فهم لا يثقون في وجود المنظمات الإنسانية المحلية والدولية.

ضرورة إشراك الأطراف المتنازعة في الجهود الإنسانية

إن إشراك كلا الطرفين في الجهود الإنسانية، ومنحهما مسؤولية مساعدة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتهما، يمكن أن يؤدي إلى "مكسب للطرفين" من الناحية العملية من خلال ضمان درجة من الشرعية لهذه الجهات الفاعلة، مع إنهاء حالة الشلل الإنساني للمدنيين.

استجابة عملية لضمان وصول المساعدات الإنسانية

شاهد ايضاً: عرض جانبي للإبادة الجماعية في غزة: مشاهدة فيلم "لوليتا" في تل أبيب

لا تشير هذه المقاربة إلى أن الأطراف المشاركة في النزاعات المسلحة يجب أن تندمج دائماً في النظام الإنساني الدولي. بل إن التطورات الأخيرة في سوريا تتطلب استجابة عملية واستراتيجيات واقعية لضمان وصول المساعدات الإنسانية لجميع المدنيين، في ظل ظروف تزداد تعقيداً.

أخبار ذات صلة

Loading...
امرأة تحمل صحيفة هآرتس، حيث تظهر عناوين تتعلق بالسياسة الإسرائيلية والتصريحات المثيرة للجدل حول حقوق الفلسطينيين.

الحكومة الإسرائيلية تفرض عقوبات على هآرتس وتقطع جميع العلاقات معها

في خطوة مثيرة للجدل، صادقت الحكومة الإسرائيلية على مقاطعة صحيفة هآرتس، مما أثار تساؤلات حول حرية الصحافة في البلاد. هل تسعى الحكومة لإسكات الأصوات المعارضة؟ تابعوا التفاصيل الكاملة حول هذا القرار الذي قد يغير المشهد الإعلامي في إسرائيل.
الشرق الأوسط
Loading...
امرأة فلسطينية تظهر من بين الأنقاض، تعبر عن حاجة للمساعدة بعد القصف الإسرائيلي في شمال غزة، حيث خلف الهجوم العديد من الضحايا.

إسرائيل تقتل 66 شخصًا في أحدث مجزرة شمال غزة

في ظل تصاعد العنف في غزة، شهدت كتلة سكنية بالقرب من مستشفى كمال عدوان مأساة جديدة، حيث استشهد 66 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 100 آخرين جراء قصف جوي إسرائيلي. تتوالى الأرقام المروعة، فهل سيتوقف هذا النزيف؟ تابعوا التفاصيل الكاملة لتعرفوا أكثر عن الأوضاع المأساوية في المنطقة.
الشرق الأوسط
Loading...
رجل إطفاء يرتدي زيًا واقيًا، يتجول بين حطام السيارات المحترقة، وسط دخان كثيف، في موقع دمار جراء القصف الإسرائيلي في لبنان.

حرب إسرائيل تدمر جميع جوانب الحياة المدنية في لبنان

تعيش لبنان في كابوس مستمر، حيث تزداد أعداد القتلى والنزوح في ظل الحرب الإسرائيلية. مع تدهور الوضع الاقتصادي، تتجاوز الخسائر 20 مليار دولار، مما يهدد مستقبل البلاد. تابعوا معنا لتكتشفوا كيف تؤثر هذه الأزمات على حياة اللبنانيين اليومية.
الشرق الأوسط
Loading...
شبان يبتسمان ويؤديان علامة النصر على دراجة نارية أمام مبنى مدمر في لبنان، وسط آثار القصف الإسرائيلي المستمر.

مستشفيات لبنان تُخلى في الجنوب مع تصعيد الهجوم الإسرائيلي

تتفاقم الأوضاع في لبنان مع استمرار الغارات الإسرائيلية، حيث أغلقت ثلاثة مستشفيات أبوابها تحت وطأة القصف، مما زاد من معاناة النازحين. في ظل هذه الأزمات، هل ستنجح جهود الحكومة اللبنانية في تأمين الإغاثة الطبية؟ تابعوا التفاصيل المثيرة في المقال.
الشرق الأوسط
الرئيسيةأخبارسياسةأعمالرياضةالعالمعلومصحةتسلية