مستشفيات لبنان تُخلى في الجنوب مع تصعيد الهجوم الإسرائيلي

أخلت لبنان ثلاثة مستشفيات في جنوب البلاد المحاصر يوم الجمعة مع استمرار إسرائيل في هجومها.

وأغلق مستشفى مرجعيون الحكومي أبوابه وأخلى موظفيه بعد أن استهدفت غارة جوية إسرائيلية المدخل الرئيسي للمنشأة مما أدى إلى مقتل أربعة مسعفين، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.

وقال مؤنس كلاكش، مدير المستشفى، إن الغارة الجوية استهدفت سيارات الإسعاف عند المدخل الرئيسي للمستشفى، مما تسبب في حالة من الذعر بين الطاقم الطبي والموظفين.

وأضاف: "كنا نقدم الخدمات الطبية في المنطقة منذ بدء الحرب، ولكن مع نقص الكادر الطبي، أدى قصف اليوم إلى التعجيل بإغلاق المستشفى".

ووفقًا لكلاكش، فإن المستشفى يعمل "منذ أربعة أيام دون طبيب تخدير أو أخصائيي مختبر بسبب نزوح الناس".

وقد نزح ما يقدر بنحو 1.2 مليون شخص بسبب الاجتياح الإسرائيلي وحملة القصف الإسرائيلية.

ومع تكرار الضربات على المسعفين في مختلف المناطق، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن سلسلة اتصالات دبلوماسية "للضغط على العدو الإسرائيلي للسماح لفرق الإنقاذ والإغاثة بالوصول إلى مواقع القصف الجوي وتسهيل نقل الضحايا والجرحى".

وأدان ميقاتي "انتهاكات العدو الإسرائيلي للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية".

وقتل نحو ألفي شخص على يد إسرائيل في لبنان منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، معظمهم في الأسابيع الأخيرة.

وقد اشتبكت القوات الإسرائيلية مع حزب الله على الأرض، بينما واصل سلاح الجو الإسرائيلي قصف الجنوب والبقاع الشرقي والعاصمة بيروت.

وقال وزير النقل اللبناني علي حمية للجزيرة إن إسرائيل تفرض "حصارًا غير معلن" على لبنان.

كما قطعت غارة إسرائيلية بالقرب من معبر المصنع الحدودي اللبناني مع سوريا طريقاً يستخدمه مئات الآلاف من النازحين الفارين من القصف الإسرائيلي.

وقال حمية إن الغارة أحدثت حفرة بعرض أربعة أمتار. وزعم الجيش الإسرائيلي أن حزب الله استخدم المعبر لنقل معدات عسكرية إلى لبنان.

طائرة عراقية بدون طيار تقتل اثنين

ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة أن طائرة بدون طيار أطلقت من العراق في وقت سابق من الأسبوع قتلت جنديين وأصابت 24 آخرين في مرتفعات الجولان المحتلة.

وخلص تحقيق أجراه الجيش الإسرائيلي إلى أن طائرتين مسيرتين محملتين بالمتفجرات أطلقتا من العراق في الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء، وأسقطت الدفاعات الجوية إحداهما وأصابت الثانية قاعدة عسكرية.

وتشن المقاومة الإسلامية في العراق، وهي هيئة جامعة للجماعات المسلحة في العراق، هجمات متفرقة ضد إسرائيل منذ 7 أكتوبر تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.

ويعتبر هجوم يوم الثلاثاء هو الأول من نوعه الذي تشنه جماعات عراقية ويسقط فيه قتلى إسرائيليين.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الجمعة إن ما لا يقل عن 41,802 من الفلسطينيين قُتلوا وأصيب 96,844 آخرين في الهجمات العسكرية الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول.

وذكرت الوزارة أنه خلال الـ24 ساعة الأخيرة، قُتل 14 فلسطينيًا وأصيب 50 آخرون في الهجمات الإسرائيلية.

ومع استمرار تزايد المخاوف من احتمال نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وإيران في أعقاب الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته الأخيرة على إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع، ألقى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي خطبة الجمعة التي دافع فيها عن الأعمال التي يقوم بها الفلسطينيون وحلفاؤهم ضد إسرائيل.

وقال مخاطبًا حشدًا كبيرًا من الإيرانيين في العاصمة طهران: "للشعب الفلسطيني الحق الشرعي في الدفاع عن نفسه والوقوف في وجه هؤلاء المجرمين - قوات الاحتلال".

وأضاف "لا توجد محكمة أو منظمة دولية واحدة يمكنها أن تلوم الشعب الفلسطيني لمجرد دفاعه عن وطنه".

وكانت هذه أول خطبة علنية للزعيم البالغ من العمر 85 عاماً منذ بدء الحرب على غزة والهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

وفي استعراض هائل للقوة، أطلقت إيران ما لا يقل عن 180 صاروخاً باليستياً، حيث شوهدت عشرات المقذوفات تتدفق في سماء تل أبيب والقدس.

وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن وقوع قتلى، إلا أن صور الأقمار الصناعية اللاحقة تظهر أضرارًا كبيرة في المواقع العسكرية الإسرائيلية.