سامسونج تواجه انتقادات بسبب برامج Bloatware

تعرّضت شركة سامسونج الكورية الجنوبية العملاقة للتكنولوجيا لانتقادات لاذعة بعد أن أبلغ المستخدمون عن احتواء أجهزتها على ما يسميه خبراء الأمن السيبراني "Bloatware" في مناطق متعددة على مستوى العالم.

و Bloatware هو تطبيق مثبت مسبقاً على نظام تشغيل الجهاز. في البداية، تم الإبلاغ عن أن البرنامج، AppCloud، مثبت مسبقًا في هواتف سامسونج Galaxy A وسلسلة M في جميع أنحاء غرب آسيا وشمال إفريقيا.

ولكن الآن، أبلغ مستخدمون من أوروبا وجنوب آسيا أن البرنامج المنتفخ يأتي مثبتًا مسبقًا على أجهزتهم أيضًا، وهو "غير قابل للإزالة".

يتطلب إلغاء تثبيت برامج bloatware الوصول إلى الجذر، وهو أعلى مستوى من التحكم في نظام الكمبيوتر.

في فبراير/شباط، ذكرت منظمة تبادل الإعلام الاجتماعي (المعروفة سابقًا باسم Social Media Exchange)، وهي منظمة حقوق رقمية أن AppCloud يجمع بيانات المستخدمين سرًا ويفتقر إلى سياسة خصوصية يمكن الوصول إليها، مما يثير مخاوف قانونية وأخلاقية بسبب علاقاته بشركة IronSource الإسرائيلية.

وقد اشتهرت شركة IronSource ببناء برامج متطفلة تسمح لها بتثبيت برامج على جهاز المستخدم دون إذن.

وقد نجحت بعض البرامج التي قامت ببنائها في الماضي، مثل برنامج InstallCore، في التحايل على عملية التحقق من المستخدم وتجاوز الفحوصات الأمنية، بما في ذلك برامج مكافحة الفيروسات.

أصبحت شركة IronSource الآن مملوكة لشركة Unity الأمريكية، التي توفر حلولاً برمجية للهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وغيرها من الأجهزة.

ذكرت منظمة SMEX أن إلغاء تثبيت برنامج bloatware "غير ممكن دون الوصول إلى الجذر".

وقال التقرير: "نظرًا لأن AppCloud يبدو أنه مدمج في النظام من قبل سامسونج، فلا توجد طريقة لشراء طراز جديد بدونه".

وكتبت المنظمة في مايو رسالة مفتوحة إلى سامسونج بعد عدم تلقيها أي إجابات من الشركة حول تهديد الخصوصية الخطير.

وجاء في الرسالة: "تشير شروط الخدمة الخاصة بسامسونج إلى تطبيقات الطرف الثالث ولكنها لا تتطرق تحديدًا إلى AppCloud أو IronSource، على الرغم من الوصول الكبير إلى البيانات والتحكم فيها الممنوح لهذا التطبيق المتضخم".

عودة إلى بؤرة الاهتمام مرة أخرى

استعادت هذه القضية زخمها على الإنترنت بعد أن أبلغ مستخدمون من أوروبا وجنوب آسيا عن تثبيت AppCloud مسبقًا في هواتفهم والأجهزة اللوحية التي اشتروها حديثًا.

وكتبت International Cyber Digest (ICD)، وهي نشرة إخبارية أسبوعية عن الأمن السيبراني، على موقع X: "حتى عند تعطيله، يظل AppCloud على الجهاز، ويظهر مرة أخرى بعد التحديثات، ويمكنه تثبيت برامج إضافية بشكل سري".

وقال محرر النشرة الإخبارية، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته على الإنترنت، إن استمرار التطبيق هو ما يثير القلق.

وأضاف: "لماذا لا يمكن للمستخدم إزالة تطبيق طرف ثالث؟ حتى بعد إزالته، يظهر مرة أخرى بعد كل تحديث".

وتابع: "إنه لأمر مخزٍ أن تبيع شركة هواتف أجهزة مزودة ببرامج bloatware. لقد دفعت بالفعل ثمن الهاتف، والآن تجعل سامسونج العملاء يدفعون مقابل استخدام البيانات الإضافية أيضًا."

شارك المستخدمون أيضًا لقطات شاشة لأذونات AppCloud المطلوبة، والتي تضمنت "الوصول الكامل إلى الشبكة" و"تنزيل الملفات دون إخطار" و"منع الهاتف من النوم"، من بين أمور أخرى.

قال خبير الأمن السيبراني إحراز أحمد: "تُظهر هذه الأذونات اللبنات الأساسية لخط أنابيب البيانات دائم التشغيل".

وقال الباحث الأمني: "لا يثبت أي من ذلك "برامج التجسس الكلاسيكية"، ولكن بالنسبة لمكون محمل مسبقًا لا يمكن للمستخدمين العاديين إلغاء تثبيته ولا توجد سياسة خصوصية يمكن الوصول إليها بسهولة، فهو مثال واضح على كيفية تشويش التكنولوجيا الإعلانية العدوانية في المراقبة".

بعد أن عادت هذه القضية إلى الظهور على الإنترنت، لجأ محمد نجم، مؤسس منظمة SMEX، إلى وسائل التواصل الاجتماعي ليقول إن سامسونج لم ترد على رسائل البريد الإلكتروني أو الرسالة المفتوحة حتى الآن.

تاريخ إسرائيل مع برامج التجسس والمراقبة الجماعية

في 17 سبتمبر 2024، انفجرت أجهزة اتصالات حزب الله في جميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل 39 شخصًا، من بينهم أعضاء في الحزب ومدنيون، بعد أن فخخت إسرائيل أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكية، واخترقت سلسلة إمدادات حزب الله من خلال شبكة معقدة من الشركات الوهمية.

ووقعت موجة ثانية من الهجمات في اليوم التالي، عندما انفجرت المزيد من الأجهزة أثناء تشييع جنازات أعضاء حزب الله.

وأدت هذه الحوادث إلى زيادة المخاوف من انفجار أجهزة إلكترونية أخرى، مما دفع العديد من الناس إلى إبعاد هواتفهم الذكية وفصل الأجهزة المنزلية.

وقد أصيب الآلاف في الهجوم، حيث تعرض العديد منهم لإصابات في العينين والوجه واليدين غيرت مجرى حياتهم. ووصفه خبراء الأمم المتحدة بأنه انتهاك "مرعب" للقانون الدولي.

وقد صرح يوسي كوهين، الرئيس السابق للموساد، لبودكاست The Brink في أكتوبر/تشرين الأول بأنه اخترع طريقة "التلاعب بالمعدات" وأن إسرائيل "تلاعبت بالمعدات" في "جميع البلدان التي يمكنك تخيلها".

في سبتمبر 2025، لجأ الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي للدعوة إلى الإلغاء الجماعي لاشتراكات ExpressVPN بعد أن اتضح أن خدمة الخصوصية الشهيرة مملوكة لشركة أمن إلكتروني لها علاقات إسرائيلية.

في عام 2021، ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل في تقرير أن شركة Kape Technologies، وهي شركة أمن رقمي بريطانية إسرائيلية، استحوذت على ExpressVPN، وهي واحدة من أكبر مزودي الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) في العالم، مقابل ما يقرب من مليار دولار.

تكثفت دعوات الإلغاء بعد أن بدأ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في تداول معلومات عن تيدي ساجي، الملياردير الإسرائيلي ومالك شركة Kape Technologies. وتداول الكثيرون أنه في عام 2023، كما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست، تبرع ساغي بمبلغ مليون دولار لنقل الجنود خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.

وفي عام 2021، أظهر تحقيق أجرته صحيفة الغارديان وصحيفة واشنطن بوست و 15 وسيلة إعلامية أخرى في تسريب بيانات ضخمة أن نشطاء وسياسيين وصحفيين من جميع أنحاء العالم استُهدفوا ببرنامج يسمى بيغاسوس باعته شركة المراقبة الإسرائيلية NSO Group.

ولم يقتصر استخدام برنامج التجسس هذا على المراقبة الجماعية في جميع أنحاء العالم، بل استخدمته الشرطة الإسرائيلية أيضًا للتجسس على مواطنيها بمن فيهم كبار المسؤولين الحكوميين المنتقدين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وقد ارتبطت الشركة الإسرائيلية بحكومات تستغل تقنيتها للتجسس على الصحفيين والنشطاء والسياسيين.

في أيلول/سبتمبر، ذكرت صحيفة الغارديان أن مايكروسوفت قطعت وصول الوحدة 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي إلى بعض التقنيات بسبب تقارير تفيد بأن الشركة انتهكت شروط الخدمة الخاصة بالشركة من خلال تخزين بيانات المراقبة الجماعية للفلسطينيين في منصتها السحابية أزور.