روسيا تعلن أن قواتها قد استولت على بلدة استراتيجية في شرق أوكرانيا

ادعت روسيا يوم الأحد أن قواتها استولت على بلدة ذات أهمية استراتيجية في شرق أوكرانيا كجزء من حملة طاحنة لإضعاف قبضة كييف على قلب البلاد الصناعي، في حين أفادت تقارير أن عدم اليقين بشأن استمرار تدفق التمويل الأمريكي قد أوقف عمل بعض المنظمات غير الحكومية الأوكرانية، بما في ذلك تلك التي تساعد قدامى المحاربين.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن سقوط بلدة فيليكا نوفوسيلكا التي كان يقطنها حوالي 5,000 شخص قبل الحرب، بعد معركة استمرت شهورًا. ولم يتسن التحقق من بيانها بشكل مستقل، وزعمت أوكرانيا أن قواتها انسحبت بشكل استراتيجي فقط من بعض المناطق.

ولكن إذا تأكد ذلك، فإن ذلك سيجعل من فيليكا نوفوسيلكا أول بلدة مهمة تستسلم في عام 2025 في ظل هجوم موسكو في منطقة دونيتسك الشرقية ضد الجيش الأوكراني المنهك والذي يعاني من نقص في عدد السكان. ومن المقرر أن تبلغ الحرب عامها الثالث في فبراير/شباط المقبل.

وانسحبت القوات الأوكرانية من أجزاء معينة من فيليكا نوفوسيلكا لتجنب التطويق، حسبما ذكر اللواء 110 الآلي المنفصل في بيان على قناته الرسمية على تطبيق تيليجرام يوم الأحد. وينشط اللواء في تلك البقعة من خط المواجهة.

وقد توقع المحللون منذ فترة طويلة أنها مسألة وقت فقط حتى تستولي القوات الروسية على المستوطنة التي تقع على بعد 15 كيلومترًا (9 أميال) فقط من منطقة دنيبروبتروفسك المجاورة.

وقال اللواء إنه على الرغم من أن لديهم تكافؤًا تقريبيًا مع القوات الروسية من حيث المدفعية والطائرات بدون طيار، إلا أن الروس يتمتعون بأفضلية كبيرة في القوة البشرية.

"لقد انسحبت وحداتنا بمهارة من المناطق التي كان هناك تهديد بتطويقها مستغلين الظروف الجوية. هذا لا يعني أننا غادرنا المدينة بالكامل، فالقتال في فيليكا نوفوسيلكا مستمر . تهدف جميع الإجراءات إلى تقليل خسائرنا إلى أدنى حد ممكن وإلحاق أكبر قدر من الضرر بالعدو".

وأشار اللواء إلى أن الانسحاب سيجعل من الصعب طبوغرافيًا على الروس التقدم من خلال جعل النهر عائقًا أمام تقدمهم.

وقال البيان: "لن ينعم العدو بالسلام، فأي تحرك سيقطع الطريق على العدو سيقطع الطريق على أي تحرك بالقذائف والطائرات المسيرة".

وكانت روسيا قد سيطرت على مدينتي أفدييفكا وفوليدار في دونيتسك العام الماضي بعد معارك طويلة ومرهقة. وقد سويت هاتان المدينتان بالأرض إلى حد كبير بالمدفعية الروسية والقنابل الانسيابية والطائرات بدون طيار قبل سقوطهما.

كما تحاول القوات الروسية منذ أشهر الاستيلاء على معقلي دونيتسك الرئيسيين في بوكروفسك وتشاسيف يار.

وفي مكان آخر، ادعت المنظمات غير الحكومية الأوكرانية التي تلبي احتياجات قدامى المحاربين وعائلاتهم أن تعليق التمويل الأمريكي يجبرهم على وقف عملهم، وذلك بعد أيام من إعلان وزير الخارجية الأمريكي الجديد ماركو روبيو الذي أدى اليمين الدستورية أنه سيوقف منح المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا.

وزعم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت لاحق أن المساعدات العسكرية لأوكرانيا ستستمر، لكنه لم يوضح ما إذا كانت المساعدات الإنسانية قد توقفت مؤقتًا. تعتمد كييف على الولايات المتحدة في 40% من احتياجاتها العسكرية.

ووفقًا للتقارير الإخبارية، بدأت المنظمات غير الحكومية الأوكرانية التي تتلقى تمويلًا من واشنطن في نهاية هذا الأسبوع في تلقي أوامر "وقف العمل"، مما يتطلب منها إيقاف جميع المشاريع والسفر المتعلق بها.

وقد اضطرت منظمة Veteran Hub، وهي منظمة غير حكومية تقدم الدعم القانوني والنفسي لقدامى المحاربين وعائلاتهم، إلى وقف عمليات اثنتين من أكبر ثلاث وحدات خدمية تابعة لها نتيجة لذلك، حسبما ذكرت المنظمة في صفحتها الرسمية على فيسبوك.

وقالت إن التعليق دفعها إلى طلب التبرعات العامة للمرة الأولى.

"منذ عام 2018، امتنعنا عن جمع التبرعات العلنية لأننا نعتقد أن التبرعات مطلوبة في المقام الأول للجيش. واليوم، نحن مضطرون إلى طلب الدعم علنًا للمرة الأولى."

وفي ظل تشكيك إدارة ترامب في مستقبل المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، وتشديدها على ضرورة التوسط سريعًا للتوصل إلى اتفاق سلام، تسعى كل من موسكو وكييف إلى تحقيق نجاحات في ساحة المعركة لتعزيز مواقفهما التفاوضية قبل أي محادثات محتملة.

على مدار العام الماضي، شنت القوات الروسية حملة مكثفة لإحداث ثغرات في دفاعات أوكرانيا في منطقة دونيتسك الشرقية. وقد أجبر الهجوم المستمر والمكلف كييف على التخلي عن سلسلة من البلدات والقرى والنجوع.