أطفال غزة يعانون من التهاب السحايا في ظل الحرب
تتزايد حالات التهاب السحايا بين الأطفال في غزة بسبب نقص التغذية والمياه النظيفة. الرضيع عوني الجوراني يعاني من أعراض خطيرة في ظل ظروف كارثية بالمستشفيات. الوضع يتطلب تدخلًا عاجلاً لتوفير الرعاية الضرورية.

بعد معاناته من الإسهال لمدة خمسة أيام، نُقل الرضيع عوني الجوراني المولود في غزة في خضم الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني المحاصر إلى مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقالت جدة الرضيع إنه كان يعاني من عدد من الأعراض الأخرى، بما في ذلك ارتفاع درجة حرارته وبكائه المستمر. وكان يرفض شرب أي شيء.
بعد إدخاله إلى المستشفى، تم تشخيص حالة الجوراني بالتهاب السحايا. وقالت جدة الطفل القلقة إن والدته لم تكن قادرة على إرضاعه بسبب نقص التغذية المتوفرة في غزة والإجهاد الناجم عن القصف الإسرائيلي.
وقالت الجدة: "كما ترون، الطفل متعب وضعيف وحالته سيئة". "إنه يبكي طوال الليل، وفي النهار يحدق في العدم، إنه ضعيف للغاية".
تتزايد أعداد الأطفال المصابين بالتهاب السحايا في غزة، حيث انتشر المرض في جميع أنحاء القطاع ودخل العشرات منهم إلى مستشفى ناصر.
وقال الدكتور أحمد الفرا، مدير قسم طب الأطفال والولادة في المستشفى، إن الطاقم الطبي صُدم من عدد الحالات التي دخلت المجمع الطبي في أقل من أسبوع.
استقبل مستشفى ناصر ما لا يقل عن 40 مريضًا في جناح الأطفال الذين ظهرت عليهم أعراض العدوى الخطيرة.
وتواجه إدارة المجمع نقصًا في الأدوية والمستلزمات الأساسية والأسرّة المتاحة، مما اضطر الطاقم الطبي إلى وضع بعض الأطفال المرضى على الأرض.
وقال الفرا إن التهاب السحايا هو عدوى قد تكون قاتلة في الأغشية الواقية والسوائل المحيطة بالدماغ، "وبالتالي، فإن هذا المرض خطير للغاية".
وقال كبير الأطباء: "التهاب السحايا هو أحد الأمراض التي يجب علاجها على الفور، وتحديدها في أسرع وقت ممكن".
وفي حال لم يتم علاجه، قال الفرا إنه قد يؤدي إلى عدد من المضاعفات الخطيرة، بما في ذلك شلل الدماغ، وفقدان السمع أو البصر، والتأثير بشكل عام على نمو الطفل.
وقال الطبيب: "لسوء الحظ، تم إدخال جميع الحالات في ظروف كارثية في ظل الاكتظاظ الشديد في أقسام المستشفى".
وأضاف: "الوضع صعب وكارثي للغاية... لا أبالغ عندما أقول أن هناك اكتظاظ فوق الاكتظاظ في المستشفى".
وأضاف الفرا أن المشاكل في علاج المرضى تفاقمت بسبب نقص المستلزمات الطبية اللازمة لتشخيص المرضى وعلاجهم بشكل صحيح، خاصة عندما يتعلق الأمر بتحديد مصدر التهاب السحايا - سواء كان بكتيريًا أو فيروسيًا.
وبدلاً من ذلك، اضطر الطاقم الطبي إلى علاج المرضى دون معرفة سبب مرضهم ووصف علاجات للعدوى البكتيرية بسبب نقص الأدوية.
التشرد ونقص النظافة الصحية
أدى سوء التغذية الذي تعاني منه الأمهات والاكتظاظ في مناطق النزوح ونقص المياه النظيفة للشرب والاغتسال إلى تفاقم انتشار التهاب السحايا بين الأطفال في غزة.
قالت أم علاء أبو جامع، الموجودة حاليًا في المنطقة الإنسانية التي حددتها إسرائيل في المواصي بخان يونس، أنها أخذت ابنتها آلاء إلى مستشفى الكويت عندما كانت تعاني من حمى بلغت 40 درجة مئوية.
أُدخلت طفلتها إلى قسم طوارئ الأطفال، حيث اشتبه الأطباء في إصابتها بالتهاب السحايا بعد أن أظهرت عدة فحوصات أن آلاء لم تكن تعاني من التهاب في الرئة. تم تأكيد تشخيص التهاب السحايا بعد أن أخذوا عينة من ظهرها.
ووفقًا لوالدة آلاء، فقد جاء تشخيص حالتها نتيجة عدوى بكتيرية بسبب عدم توفر الظروف الصحية.
وقالت الأم: "نحن نعيش حياة مخيمات النزوح، ولم يمضِ على ولادتها سوى شهر واحد فقط"، مضيفة أن ابنتها تعاني من الإسهال أيضًا.
تقضي الطفلة طوال الوقت في البكاء، خاصةً عندما تكون مستلقية على فراشها.
وبالإضافة إلى إصابة طفلتها، تعاني الأم أيضًا من صعوبة في توفير حليب الأطفال والحفاضات وغيرها من المستلزمات الأساسية بسبب ارتفاع الأسعار ونقص هذه المواد بسبب منع إسرائيل دخول الإمدادات الإنسانية إلى غزة.
وتناشد أم علاء، وهي تعاني من صرخات ابنتها من الألم، المنظمات لتوفير المواد الضرورية للأطفال الرضع في ظل ارتفاع أسعارها في الأسواق.
وبالمثل، شدد الفرا على ضرورة وقف الحرب على غزة وفتح الممرات لإدخال المواد الضرورية لعلاج هذه الإصابات والسماح بدخول الأغذية والتغذية السليمة مثل حليب الأطفال لتقوية جهاز المناعة لدى الأطفال.
وقال الطبيب أنه يجب السماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى مناطقهم لأن الأمراض مثل التهاب السحايا تنتشر في المخيمات وبين النازحين.
أخبار ذات صلة

إيران تطلق مئات الصواريخ على إسرائيل كجزء من "رد ساحق" على الهجمات

مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون قلقون من إمكانية دفع ترامب لبيع طائرات F-35 إلى السعودية

ما هي النقاط المطروحة على جدول أعمال اجتماع ترامب ونتنياهو؟
