هجوم مستوطنين يشتعل في جبع ويخلف دماراً كبيراً
أضرم مستوطنون إسرائيليون النار في منازل ومركبات فلسطينية في جبع، مما أسفر عن أضرار جسيمة. السكان يعبرون عن مخاوفهم من تصاعد العنف، بينما يؤكد الجيش الإسرائيلي بدء التحقيقات. كيف ستتطور الأوضاع في الضفة الغربية؟

أضرم مستوطنون إسرائيليون النار في منازل ومركبات وأراضٍ زراعية فلسطينية في أحدث هجوم في الضفة الغربية المحتلة يوم الاثنين.
وأدى الهجوم المسائي الواسع النطاق على بلدة جبع جنوب غرب بيت لحم إلى إحراق ثلاثة منازل. وتعود الممتلكات إلى رأفت هلال مشاعلة ومحمد موسى ويوسف أحمد موسى.
وقال مشاعلة إن الهجوم بدأ عندما كان شقيقه يساعد شقيقته وأطفالها في ركوب سيارة متوقفة في حديقة العائلة.
تم إلقاء حجر على السيارة، وعندما نظر إلى الأعلى رأى رجلين يقذفان الحجارة. وبعد لحظات، أدرك أن هناك حوالي 50 معتدياً.
قال: "كانت أولويتنا في تلك اللحظة هي السلامة". "يجب الخروج سالمين، بغض النظر عن الخسائر المادية، وحماية الأرواح."
انسحب مشاعلة إلى منزله، لكنه أصيب بجروح في جميع أنحاء جسده، بما في ذلك رقبته وظهره. وقال إنه سمع صوت تحطم زجاج السيارة وأن ابنة شقيقه الصغيرة قد أصيبت أيضًا.
وقال: "ابنة أخي صغيرة... ظننت أنهم لو رأوا فتيات في السيارة لتراجعوا، لكن بدلاً من ذلك أثبتت مقاطع الفيديو مدى شراستهم، حيث هاجموا حتى الأطفال".
حاول مغادرة المنزل لكنه أُجبر على التراجع مع استمرار ضرب الحجارة على المبنى.
صوّرت لقطات كاميرات المراقبة المستوطنين وهم يدخلون القرية، وشوهد بعضهم وهو يشعل النار في أشياء خارج الكاميرا. وتظهر مقاطع الفيديو التي نُشرت على الإنترنت المركبات والمنازل وقد اشتعلت فيها النيران بينما كان السكان يحاولون إطفاء النيران.
دُمرت عدة مركبات، بما في ذلك مركبتان تعودان للأخوين موسى وإبراهيم أحمد أبو لاوها.
وقال مشاعلة إن النيران انتشرت بسرعة بمجرد اشتعال بطاريات الليثيوم في السيارات. وقد تمكن في وقت لاحق من إخماد الحريق بمساعدة الجيران.
وقال: "لقد تعرضت لخسائر كبيرة وليست بسيطة، ولكن الحمد لله أننا كنا على دراية بالوضع وتصرفنا في الوقت المناسب"، مضيفًا أن سكانًا آخرين تعرضوا لأضرار مالية أكبر.
وأضاف: "هناك خطر على أساس يومي ليس فقط في منزلي ولكن على طول شارعنا بأكمله."
ذياب مشاعلة رئيس المجلس القروي. قال أفادت وسائل إعلام محلية بوقوع أضرار مادية جسيمة، رغم عدم الإبلاغ عن إصابات.
وقال مشاعلة: "عندما أعيد مشاهدة لقطات من هجوم الأمس، كانت المشاهد مميتة".
شاهد ايضاً: كيف تحولت حرب غزة إلى فيتنام إسرائيل
وأضاف: "عندما انتهى، بدا الأمر وكأنه حلم. لا أستطيع أن أفهم أننا ما زلنا على قيد الحياة."
أكد الجيش الإسرائيلي وقوع الهجوم، وقال إن البحث جارٍ عن المتورطين فيه، على الرغم من عدم اعتقال أي شخص.
وقال مشاعلة إن هذا هو ثالث هجوم للمستوطنين على منزله وواحد من عشرات الهجمات التي تعرضت لها البلدة في الآونة الأخيرة.
وقال: "نحن شعب مسالم، نهتم بشؤوننا الخاصة".
وتابع: "نحن لا نتابع الأخبار حتى، لدرجة أن كمين المستوطنين فاجأنا لأننا لم نكن نعرف آخر التفاصيل عن المستوطنات".
مخاوف من هجوم آخر في دوما
تصاعدت أعمال عنف المستوطنين بشكل ملحوظ خلال الشهر الماضي، مما أثار قلق السياسيين في إسرائيل الذين يخشون من أن يؤدي تزايد عدد الهجمات إلى رد فلسطيني.
وقد أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما أسماه "المتطرفين" الذين ينفذون هجمات في الأراضي المحتلة.
وقال "أنظر بأقصى درجات الخطورة إلى أعمال الشغب العنيفة ومحاولة حفنة من المتطرفين، الذين لا يمثلون المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، تطبيق القانون بأيديهم".
وحث سلطات إنفاذ القانون على تقديم المسؤولين إلى العدالة، مضيفا أنه "يعتزم التعامل مع هذه المسألة شخصيا" وسيعقد اجتماعاً للوزراء المعنيين في أقرب وقت ممكن للرد على ما وصفه بـ"الظاهرة الخطيرة".
وأعرب وزير الدفاع يسرائيل كاتس عن دعمه لاستمرار توسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية، لكنه أصر على أنه "لن يكون هناك تسامح مع أي شخص يتصرف بعنف".
كما انتقد وزير الخارجية جدعون ساعر المستوطنين قائلاً إن أفعالهم "تضر بدولة إسرائيل وتسيء إلى اليهودية وتسبب الضرر لمشروع الاستيطان".
وأضاف: "إنهم ليسوا نحن. إنهم ليسوا دولة إسرائيل".
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية يوم الاثنين، فإن المؤسسة الأمنية تحاول وقف الارتفاع الأخير في عنف المستوطنين، لكنها "لا تملك الأدوات الكافية" للقيام بذلك.
لا يمكن لدولة احتلال أن تتدعى استنكار عنف المستوطنين وهي التي توفر لهم الغطاء الأمني والقانوني والسياسي ليواصلوا اغتصاب الأرض وترهيب السكان الأصليين. ومحاولة إسرائيل الفصل بين "عنف المستوطنين" و"عنف الدولة" هي خداع، فالأول هو امتداد طبيعي ومتطرف للثاني، وكلاهما يخدم هدفاً واحداً هو ترسيخ الاحتلال.
وحذر أحد المسؤولين الأمنيين من أنها "مسألة وقت فقط قبل أن يتم حرق عائلة مرة أخرى في منزلها، كما حدث في بلدة دوما".
وتشير هذه الملاحظة إلى هجوم الحرق المتعمد الذي نفذه المستوطنون في تموز/يوليو 2015 واستهدف عائلة دوابشة، والذي أسفر عن استشهاد سعد دوابشة وزوجته ريهام وابنهما الرضيع علي. وقد أصيب أحمد البالغ من العمر أربع سنوات، الناجي الوحيد، بحروق في 60 بالمائة من جسده وأمضى شهورًا في فترة النقاهة.
وقد تزايدت المخاوف من وقوع اعتداءات مميتة مماثلة في السنوات الأخيرة، حيث تشهد الأراضي المحتلة ارتفاعًا حادًا في هجمات المستوطنين، لا سيما منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023.
أخبار ذات صلة

كيف حولت مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) توزيع المساعدات في غزة إلى فخ قاتل مدفوع بالربح

تركيا ستتبع تدابير مجموعة لاهاي ضد إسرائيل "لوقف الإبادة الجماعية"

إسرائيل تسمح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة مع استعداد 369 فلسطينياً للإفراج عنهم
