الإبادة في غزة تتجاوز عامين من المعاناة
قصف إسرائيلي عنيف يضرب غزة مع تصاعد أعداد الشهداء إلى أكثر من 67,000، وسط دمار شامل. بينما تتواصل محادثات وقف إطلاق النار في مصر، الوضع الإنساني يتدهور. تعرف على تفاصيل الوضع الكارثي في القطاع المحاصر.

تم الإبلاغ عن قصف إسرائيلي عنيف في جميع أنحاء قطاع غزة يوم الثلاثاء، حيث تجاوزت الإبادة الجماعية عامها الثاني، مع استشهاد أكثر من 67,000 فلسطيني وترك القطاع المحاصر في معظمه خرابًا.
واستهدفت الغارات الجوية والقصف المدفعي الأحياء السكنية في مدينة غزة، في حين تم استهداف النازحين وطالبي المساعدات في خان يونس.
وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، استشهد ما لا يقل عن ثمانية أشخاص، من بينهم ثلاثة أشخاص في ما يسمى بـ"المنطقة الإنسانية" في المواصي جنوب غزة، وهي منطقة أُجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين من شمال غزة على الفرار منها.
كما ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن الآليات العسكرية والطائرات بدون طيار فتحت النار على منازل الفلسطينيين في حيي تل الهوى والنصر في مدينة غزة.
وفي الوقت نفسه، تم تفجير مركبات إسرائيلية محملة بالمتفجرات يتم التحكم بها عن بعد في منطقة الصبرة غرب المدينة، حيث تم استهداف المباني السكنية في الحي أيضاً.
وجاءت الهجمات الأخيرة مع دخول الإبادة الجماعية في غزة عامها الثالث.
ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 67,173 فلسطينيًا من بينهم 20,179 طفلًا. وهناك 9,500 آخرين في عداد المفقودين وأكثر من 160,000 جريح.
وأضافت الوزارة أن من بين الشهداء 10,427 امرأة، و4,813 مسنًا، و31,754 رجلًا.
ومن بين الشهداء ما لا يقل عن 1,701 من العاملين في المجال الطبي، في حين دمرت الهجمات الإسرائيلية 38 مستشفى، تاركة القطاع الذي مزقته الحرب بـ 13 منشأة فقط تعمل بشكل جزئي.
وفي إسرائيل، احتشدت الحشود في البلدات الجنوبية لإحياء ذكرى مرور عامين على الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي خلف نحو 1,180 قتيلاً. ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 700 إسرائيلي آخر في حروبها على غزة ولبنان وإيران، معظمهم من الجنود.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان أصدرته بمناسبة الذكرى السنوية: "ما يحدث في قطاع غزة ليس أزمة إنسانية أو مجرد وصف عابر لسجل الاحتلال الإسرائيلي الطويل من الجرائم".
وأضاف البيان "بل هو انهيار كامل ومتعمد لأساس الوجود الإنساني المتمثل في منظومة الخدمات الصحية".
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن إسرائيل أسقطت أكثر من 200 ألف طن من القنابل خلال عامين من الإبادة الجماعية، مما أدى إلى تدمير أكثر من 90% من القطاع.
ونتيجة لذلك، فقد تحول جزء كبير من البنية التحتية في غزة، بما في ذلك المنازل والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والأماكن العامة والمراكز الصحية، إلى ركام.
وفي الوقت نفسه، ذكرت جماعات حقوق الأسرى الفلسطينيين أن ما لا يقل عن 77 سجيناً استشهدوا في المعتقلات الإسرائيلية خلال العامين الماضيين. وأضافوا أن عشرات المعتقلين من غزة الذين استشهدوا لا يزالون مختفين قسريًا.
وقد ارتفع العدد الإجمالي للسجناء والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية إلى أكثر من 11,100 أسير ومعتقل فلسطيني، وهو رقم لا يشمل المحتجزين في معسكرات الجيش الإسرائيلي.
مناقشات الهدنة في مصر
في هذه الأثناء، تواصلت مباحثات وقف إطلاق النار في مصر لليوم الثاني على التوالي، حيث وصل وفدان من حماس وإسرائيل إلى القاهرة يوم الاثنين لمناقشة تنفيذ ما يسمى بـ "خطة السلام" التي أعلنتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
ووفقًا لمصدرين مقربين من حماس تحدثا إلى وكالة فرانس برس، وصفت المفاوضات غير المباشرة بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل بـ"الإيجابية".
وأضافت المصادر أن محادثات يوم الاثنين استمرت أربع ساعات، ومن المتوقع أن تجرى المزيد من المناقشات في شرم الشيخ يوم الثلاثاء.
وفي الوقت نفسه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية القطرية إنه كان من المفترض أن تكون إسرائيل قد أوقفت بالفعل عملياتها العسكرية في القطاع المحاصر، تماشيًا مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام.
وقال ماجد الأنصاري للصحفيين في الدوحة: "ننتظر نتائج المفاوضات في الأيام المقبلة بشأن وقف إطلاق النار".
وأضاف: "ينبغي توجيه هذا السؤال أولاً إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي. كان من المفترض وقف إطلاق النار بالفعل إذا كانت تصريحات رئيس الوزراء هناك بشأن الالتزام بخطة ترامب صحيحة".
أخبار ذات صلة

لماذا قد تصبح الإبادة الجماعية في غزة نموذجًا لاستهداف المسلمين في جميع أنحاء العالم؟

إسرائيل تؤكد علنًا مقتل القيادي السابق في حماس هنية في طهران

قوات المعارضة السورية تصل إلى مشارف حلب بعد عملية مفاجئة
