معركة حلب تشتعل والثوار يتقدمون نحو المدينة
اندلعت معركة حلب بعد هجوم مفاجئ للثوار، مع مقتل 242 شخصًا بينهم مدنيون. هيئة تحرير الشام تسيطر على أراضٍ واسعة، والجيش السوري يرسل تعزيزات. اكتشف تفاصيل الصراع المتصاعد وتأثيره على المنطقة عبر وورلد برس عربي.
قوات المعارضة السورية تصل إلى مشارف حلب بعد عملية مفاجئة
وصل الثوار السوريون إلى مدينة حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة في شمال غرب سوريا بعد هجوم مفاجئ خلف مئات القتلى منذ يوم الأربعاء.
وتمكن المقاتلون الذين يقودهم فرع تنظيم القاعدة "هيئة تحرير الشام" من قصف ثاني أكبر المدن السورية، وفقًا لما ذكرته الأنباء الرسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقد قُتل ما لا يقل عن 242 شخصًا، معظمهم من المقاتلين، خلال ثلاثة أيام بينما سيطرت هيئة تحرير الشام على حوالي 50 منطقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات الجوية يوم الجمعة أسفرت عن استشهاد 24 مدنيًا، من بينهم 19 شخصًا في غارات شنها سلاح الجو الروسي على مناطق تسيطر عليها المعارضة.
وقال مسؤول أمني لوكالة فرانس برس إن الجيش السوري "أرسل تعزيزات" إلى حلب لكنه قال إن المهاجمين "لم يصلوا إلى حدود المدينة".
ومع ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنهم "على بعد نحو كيلومترين من مدينة حلب" وأن "قذائف المدفعية استهدفت مقرًا جامعيًا".
"الرد على العدوان"
اندلع القتال فجر الأربعاء عندما شن الثوار عملية مباغتة أطلقوا عليها اسم "الرد على العدوان"، رداً على التصعيد الأخير للقصف الحكومي على المناطق التي يسيطر عليها الثوار.
انطلقت المعركة من المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، على بعد حوالي 10 كم غرب مدينة حلب.
وانضمت بعض جماعات المعارضة التابعة للجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا إلى العملية، على الرغم من أن غالبية تلك القوات امتنعت حتى الآن عن المشاركة، وفقًا للتقارير.
وقد أظهرت الصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي إحراز هيئة تحرير الشام والقوات المتحالفة معها تقدمًا كبيرًا، حيث سيطرت على مساحات واسعة من الأراضي وتقدمت بسرعة نحو ضواحي مدينة حلب.
وقالت مصادر أمنية تركية يوم الخميس إن الجماعات شنت "هجومًا محدودًا" باتجاه حلب لوقف هجمات الحكومة السورية التي تستهدف السكان المدنيين في إدلب.
وقد افترض البعض أن الهجوم شُنّ بالتزامن مع الهجمات الإسرائيلية على حزب الله في لبنان.
وكانت الجماعة اللبنانية حليفاً رئيسياً للرئيس السوري بشار الأسد في قمع المتمردين والجماعات المسلحة التي تقاتل الحكومة منذ عام 2011.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: "من الغريب أن نرى قوات النظام تتلقى مثل هذه الضربات رغم الغطاء الجوي الروسي".
"هل كانت قوات النظام تعتمد على "حزب الله" الذي يحتل لبنان حالياً؟"
وقال مصدر أمني تركي رفيع المستوى إن تركيا حاولت منع الهجوم لتجنب تصعيد التوتر في المنطقة، خاصة في ظل الحربين اللتين تشنهما إسرائيل على غزة ولبنان.
ومع ذلك، لم تسفر الجهود المبذولة لاستخدام القنوات التي أنشأها اتفاق خفض التصعيد لعام 2019 لوقف الضربات الجوية الروسية والسورية التي تستهدف المناطق السكنية في محافظة إدلب التي يسيطر عليها المتمردون عن نتائج.