تحديات العلاقات الكندية الأمريكية في ظل التعريفات

يلتقي رئيس الوزراء الكندي مارك كارني بالرئيس دونالد ترامب في المكتب البيضاوي يوم الثلاثاء في وقت تعرض فيه أحد أكثر التحالفات العالمية متانة وودية للتصدع بسبب الحرب التجارية التي يشنها ترامب وتهديداته بالضم.

وتأتي زيارة كارني الثانية إلى البيت الأبيض قبل مراجعة اتفاقية التجارة الحرة العام المقبل، والتي تعتبر بالغة الأهمية للاقتصاد الكندي. ويذهب أكثر من 77% من صادرات كندا إلى الولايات المتحدة.

إن حديث ترامب عن جعل كندا الدولة الـ51 وتعريفاته الجمركية جعلت الكنديين يشعرون بشعور لا يمكن إنكاره بالخيانة. لم تكن العلاقات مع جارة كندا الجنوبية وحليفها القديم أسوأ مما هي عليه الآن.

قال فرانك ماكينا، السفير الكندي السابق لدى الولايات المتحدة والنائب الحالي لرئيس مجلس إدارة بنك TD: "لقد مررنا بفترات صعود وهبوط، ولكن هذه هي أدنى نقطة في العلاقات يمكنني تذكرها".

وأضاف: "الكنديون لا يتلقون تعليمات بما يجب عليهم فعله. إنهم ببساطة يصوتون بأنفسهم". "أتحدث كل يوم إلى المواطنين العاديين الذين يغيرون خطط عطلاتهم، وأتحدث إلى أصحاب الأعمال الكبيرة الذين ينقلون رحلات المكافآت بعيدًا أو رحلات العمل التنفيذية. هناك تمرد صريح".

هناك خوف في كندا مما سيحدث للاتفاقية بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. يتطلع كارني إلى الحصول على بعض التخفيف في بعض التعريفات الجمركية الخاصة بقطاع معين، لكن التوقعات منخفضة.

وقال دانيال بيلاند، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماكجيل في مونتريال: "من المؤكد أن تحسين العلاقات مع البيت الأبيض قبل مراجعة اتفاقية الولايات المتحدة-المكسيك-كندا هو هدف من أهداف الزيارة، لكن أحزاب المعارضة وجزء من الجمهور الكندي سينتقدون رئيس الوزراء كارني إذا لم يحقق بعض التقدم على جبهة التعريفات الجمركية في هذه المرحلة".

قال ترامب يوم الاثنين إنه توقع أن كارني يريد استغلال الاجتماع لمناقشة التجارة.

وقال ترامب، وهو جمهوري، للصحفيين بعد توقيع أمر تنفيذي يتعلق بألاسكا: "أعتقد أنه سيسأل عن التعريفات الجمركية، لأن الكثير من الشركات من كندا تنتقل إلى الولايات المتحدة". "إنه يخسر الكثير من الشركات في كندا".

قال كارني إن اتفاقية USMCA، التي من المقرر مراجعتها في عام 2026، هي ميزة لكندا في وقت من الواضح أن الولايات المتحدة تفرض رسومًا على الوصول إلى سوقها. قال كارني إن التزام الولايات المتحدة بجوهر اتفاقية USMCA يعني أن أكثر من 85% من التجارة الكندية الأمريكية ستظل خالية من الرسوم الجمركية. وقال إن متوسط معدل التعريفة الجمركية الأمريكية على السلع الكندية يبلغ 5.6% ويظل الأدنى بين جميع شركائها التجاريين.

ولكن لدى ترامب بعض التعريفات الجمركية الخاصة بقطاعات محددة على كندا، والمعروفة باسم تعريفات القسم 232، والتي لها تأثير. فهناك رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الصلب والألومنيوم، على سبيل المثال.

قال ماكينا إنه يسمع أن كندا قد تحصل على بعض التخفيف في الصلب والألومنيوم. وقال: "قد يكون ذلك بنسبة 50% إلى 25% أو الاتفاق على حصص معفاة من الرسوم الجمركية للسماح بمرور الصلب والألومنيوم بمستويات العام الماضي".

العلاقات بين البلدين لا مثيل لها. تعبر الحدود بين البلدين ما قيمته حوالي 2.5 مليار دولار (حوالي 3.6 مليار دولار كندي) من السلع والخدمات كل يوم. كندا هي الوجهة الأولى للصادرات لـ 36 ولاية أمريكية. وهناك تعاون وثيق في مجالات الدفاع وأمن الحدود وإنفاذ القانون، وتداخل كبير في الثقافة والتقاليد والتسلية.

حوالي 60% من واردات الولايات المتحدة من النفط الخام من كندا، و85% من واردات الولايات المتحدة من الكهرباء من كندا.

كما أن كندا هي أيضًا أكبر مورد أجنبي للصلب والألومنيوم واليورانيوم إلى الولايات المتحدة ولديها 34 من المعادن والفلزات الهامة التي يتوق إليها البنتاجون ويستثمر فيها من أجل الأمن القومي.

وقال ماكينا: "إن الجائزة الأكبر ستكون التوصل إلى اتفاق متبادل للتفاوض بأسرع ما يمكن بشأن علاقة التجارة الحرة". وأضاف: "إذا هددتنا الولايات المتحدة بإنهاء هذه العلاقة لمدة ستة أشهر، أعتقد أن ذلك سيمثل فتورًا عميقًا في جميع أنحاء أمريكا الشمالية".