ترامب وحماس وتحديات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
أثارت تصريحات ترامب حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة جدلاً واسعاً، حيث أكد عدم إمكانية الوصول للمرحلة الثالثة. بينما تصر حماس على تنفيذ الاتفاق بالكامل، يبقى مصير غزة معلقاً بين الآمال والانتقادات. تابع التفاصيل على وورلد برس عربي.

مقدمة حول وقف إطلاق النار في غزة
-أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشكوك حول ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيصل إلى المرحلة الثانية، في حين استبعد مبعوثه للشرق الأوسط الوصول إلى المرحلة الثالثة بمفهومها الحالي.
تصريحات ترامب حول اتفاق وقف إطلاق النار
وخلال مؤتمر صحفي عقده يوم الثلاثاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترامب للصحفيين: "لا أستطيع أن أقول لكم ما إذا كان وقف إطلاق النار سيصمد أم لا.
"أعتقد أننا قمنا بعمل بارع للغاية. لم تساعدنا إدارة بايدن كثيرًا. أستطيع أن أقول لك ذلك. لكننا أخرجنا عددًا لا بأس به من الرهائن".
وقال إنه سيتم إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين، ولكن "نحن نتعامل مع أشخاص معقدين للغاية وسنرى ما إذا كان الأمر سيصمد أم لا".
موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الصفقة بأنها "وقف مؤقت لإطلاق النار" خلال المؤتمر، وقال إن إسرائيل لا يمكن أن تترك حماس "لمواصلة المعركة لتدمير إسرائيل".
وقال نتنياهو إنه من غير الممكن "التحدث عن السلام" بينما "منظمة قاتلة سامة لا تزال قائمة"، مشيراً إلى أن الأمر سيكون أشبه بمحاولة صنع السلام في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية بينما "النظام النازي لا يزال قائماً والجيش النازي لا يزال قائماً".
ردود حماس على الاتفاق
وقال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحماس، لموقع ميدل إيست آي يوم الأربعاء: "نطالب الوسطاء وخاصة الولايات المتحدة بإلزام الاحتلال \الإسرائيلي بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث دون مماطلة أو تلاعب".
وأكد نعيم أن حماس ملتزمة بالاتفاق "طالما التزم به الاحتلال".
وأضاف أن "أي تلاعب في تنفيذ الاتفاق قد يؤدي إلى انهياره".
تفاصيل مراحل اتفاق وقف إطلاق النار
وتتضمن المرحلة الأولى من الصفقة، التي بدأت رسمياً في 19 كانون الثاني/يناير، تبادل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل، وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى المنطقة العازلة.
المرحلة الأولى: تبادل الأسرى والعودة
أما المرحلة الثانية من الصفقة، والتي كان من المتوقع أن تبدأ بعد 42 يوماً من بدء الهدنة، فتشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من غزة.
المرحلة الثانية: إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين
ولم يتم بعد مناقشة هذه المرحلة بشكل كامل، رغم أن مسؤولاً في حماس قال يوم الثلاثاء إن الاتصالات والمفاوضات للمرحلة الثانية قد بدأت، دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.
المرحلة الثالثة: خطط حكم غزة وإعادة الإعمار
وستتضمن المرحلة الثالثة من وقف إطلاق النار، في حال الاتفاق عليها، خطة حول حكم غزة بعد الحرب ومشروع إعادة إعمار لمدة ثلاث إلى خمس سنوات بإشراف جهات دولية.
تصريحات مبعوث ترامب حول المرحلة الثالثة
قال مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن المرحلة الثالثة، كما هي عليه الأمور حاليًا، لا يمكن التوصل إليها.
"جزء من المشكلة هو أن الاتفاق الذي تم توقيعه في البداية لم يكن اتفاقًا رائعًا، ولم يكن بإملاء من إدارة ترامب. لم يكن لنا أي علاقة به"، قال ويتكوف للصحفيين يوم الثلاثاء.
"لقد تمكنا من الوصول إلى المكان الصحيح في المرحلة الأولى. ونأمل أن نصل إلى المكان الصحيح في المرحلة الثانية.
"وما نحدده أنا ومستشار الأمن القومي، وهو ما حدده الرئيس ترامب بالمناسبة، هو أن المرحلة الثالثة لا يمكن أن تسير في الطريق الذي يتحدث عنه الاتفاق، وهو برنامج مدته خمس سنوات."
وقال ويتكوف إنه "من المستحيل ماديًا" أن يعود الفلسطينيون إلى غزة في غضون خمس سنوات بسبب مستوى الدمار.
"من الظلم أن نوضح للفلسطينيين أنهم قد يعودون خلال خمس سنوات. هذا منافٍ للعقل".
خطط ترامب لتهجير الفلسطينيين
وذكر أن تصريحات ترامب التي قال فيها إنه "سينظف" غزة كانت جزءًا من "خطة بعيدة المدى" لجعل القطاع صالحًا للسكن.
وخلال المؤتمر مع نتنياهو، ضاعف ترامب من خططه لتهجير الفلسطينيين من القطاع بالقوة، مضيفًا أن الولايات المتحدة "ستستولي" على القطاع و"ستمتلكه".
"ستستولي الولايات المتحدة على قطاع غزة وسنعمل على امتلاكه أيضًا. سنمتلكه وسنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل الخطيرة التي لم تنفجر والأسلحة الأخرى الموجودة في الموقع".
وأضاف: "إذا كان ذلك ضروريًا، سنقوم بذلك، وسنستولي على تلك القطعة وسنقوم بتطويرها وسنخلق الآلاف والآلاف من فرص العمل، وسيكون شيئًا يمكن أن يفخر به الشرق الأوسط بأكمله."
وقال نتنياهو إن فكرة ترامب جديرة بالاهتمام، وهي "شيء يمكن أن يغير التاريخ".
شاهد ايضاً: لماذا قتلت إسرائيل آخر جراح عظام في شمال غزة؟
وقد تعرضت الخطة لانتقادات من قبل قادة من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من إسبانيا وفرنسا والصين.
الانتقادات الدولية لخطط ترامب
وقال نعيم إن خطط ترامب "جريمة ضد الإنسانية، وتعزيز لشريعة الغاب على المستوى الدولي".
وأشار إلى أن حماس تعتبر أن ترامب يتدخل "في موضوع لا ينبغي أن يكون من اختصاصه".
دعوات حماس للتحرك الإقليمي والدولي
شاهد ايضاً: إسرائيل تخطط لشن هجوم على اليمن، حسب تقرير
وأضاف المسؤول البارز أنه رغم أن غزة بحاجة إلى إعادة إعمار بعد الحرب الإسرائيلية، إلا أن المشكلة ليست في "وجود الشعب الفلسطيني على أرضه"، بل في "الحصار الإسرائيلي الخانق لقطاع غزة منذ أكثر من 17 عاماً بدعم أمريكي".
وقال نعيم: "إننا نطالب بتحرك إقليمي ودولي عاجل لوضع حد لهذه المخططات الخبيثة لأن أي محاولات لتنفيذ مثل هذه المخططات ستؤدي إلى زعزعة الأمن في المنطقة وخارجها".
أخبار ذات صلة

في غزة، الخبز هو الحياة - والآن جميع المخابز مغلقة

مُقيدون طوال اليوم ومُعذبون: تقرير يكشف عن تعذيب الفلسطينيين في معسكر اعتقال عوفر الإسرائيلي

كيف تضمن المعارضة السورية حماية الأقليات في ظل التغيرات السياسية
