كندا تدرس فرض رسوم جمركية على بعض السلع الأمريكية بعد تهديد ترامب بزيادة الرسوم

تدرس كندا بالفعل إمكانية فرض رسوم جمركية انتقامية على بعض السلع من الولايات المتحدة في حال نفذ الرئيس المنتخب دونالد ترامب تهديده بفرض رسوم جمركية شاملة على المنتجات الكندية، حسبما قال مسؤول كبير يوم الأربعاء.

وكان ترامب قد هدد بفرض رسوم جمركية على منتجات من كندا والمكسيك إذا لم يوقف البلدان ما أسماه تدفق المخدرات والمهاجرين عبر الحدود الجنوبية والشمالية. وقال إنه سيفرض ضريبة بنسبة 25% على جميع المنتجات التي تدخل الولايات المتحدة من كندا والمكسيك كأحد أوامره التنفيذية الأولى.

وقال مسؤول في الحكومة الكندية إن كندا تستعد لكل الاحتمالات وبدأت في التفكير في السلع التي ستستهدفها الرسوم الجمركية الانتقامية. وشدد المسؤول على أنه لم يتم اتخاذ أي قرار. تحدث الشخص بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث علنًا.

عندما فرض ترامب رسومًا جمركية أعلى خلال فترة ولايته الأولى، ردت دول أخرى بفرض رسوم جمركية انتقامية من جانبها. فقد أعلنت كندا، على سبيل المثال، عن فرض رسوم جديدة بمليارات الدولارات في عام 2018 ضد الولايات المتحدة في رد انتقامي على الضرائب الجديدة على الصلب والألمنيوم الكندي.

وقد تم اختيار العديد من المنتجات الأمريكية بسبب تأثيرها السياسي وليس الاقتصادي. على سبيل المثال، تستورد كندا ما قيمته 3 ملايين دولار من الزبادي من الولايات المتحدة سنويًا، ويأتي معظمها من مصنع واحد في ولاية ويسكونسن، الولاية التي كان رئيس مجلس النواب آنذاك بول رايان. وقد تم فرض رسوم بنسبة 10% على هذا المنتج.

وهناك منتج آخر على القائمة وهو الويسكي، الذي يأتي من ولاية تينيسي وكنتاكي التي كانت الولاية الأخيرة هي موطن زعيم الحزب الجمهوري آنذاك ميتش ماكونيل.

وقد أطلق ترامب هذا التهديد يوم الاثنين بينما كان ينتقد بشدة تدفق المهاجرين غير الشرعيين، على الرغم من أن الأعداد على الحدود الكندية تتضاءل مقارنة بالحدود الجنوبية.

وقد قامت دوريات الحدود الأمريكية باعتقال 56,530 شخصًا على الحدود المكسيكية في شهر أكتوبر وحده - و23,721 شخصًا على الحدود الكندية في الفترة ما بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024.

يقول المسؤولون الكنديون إن ضم كندا إلى المكسيك أمر غير عادل، لكنهم يقولون إنهم سعداء بالعمل مع إدارة ترامب لخفض الأعداد من كندا. كما يشعر الكنديون بالقلق من تدفق المهاجرين إلى الشمال إذا نفذ ترامب خطته للترحيل الجماعي.

كما انتقد ترامب أيضًا الفنتانيل القادم من المكسيك وكندا، على الرغم من أن المضبوطات من الحدود الكندية تتضاءل مقارنة بالحدود المكسيكية. فقد ضبط عملاء الجمارك الأمريكية 43 رطلاً من الفنتانيل على الحدود الكندية في السنة المالية الماضية، مقارنة بـ21,100 رطل على الحدود المكسيكية.

يجادل المسؤولون الكنديون بأن بلادهم ليست هي المشكلة وأن التعريفات الجمركية سيكون لها آثار شديدة على كلا البلدين.

كندا هي وجهة التصدير الأولى لـ 36 ولاية أمريكية. وتعبر الحدود ما يقرب من 3.6 مليار دولار كندي (2.7 مليار دولار أمريكي) من السلع والخدمات كل يوم. ويأتي حوالي 60% من واردات الولايات المتحدة من النفط الخام من كندا، و85% من واردات الولايات المتحدة من الكهرباء من كندا. كما أن كندا هي أيضًا أكبر مورد أجنبي للصلب والألمنيوم واليورانيوم إلى الولايات المتحدة ولديها 34 من المعادن والفلزات الهامة التي يتوق إليها البنتاجون ويستثمر فيها من أجل الأمن القومي.

وقالت نائبة رئيس الوزراء كريستيا فريلاند: "كندا ضرورية لإمدادات الطاقة المحلية للولايات المتحدة".

وقد تعهد ترامب بخفض فواتير الطاقة الأمريكية إلى النصف في غضون 18 شهرًا، وهو أمر قد يصبح أكثر صعوبة إذا أضيفت علاوة 25% على واردات النفط الكندي. في عام 2023، كان النفط الكندي يمثل ما يقرب من ثلثي إجمالي واردات النفط الأمريكية وحوالي خُمس إمدادات النفط الأمريكية.

ويعقد رئيس الوزراء جاستن ترودو اجتماعًا افتراضيًا طارئًا يوم الأربعاء مع قادة المقاطعات الكندية، الذين يريدون من ترودو التفاوض على اتفاق تجاري ثنائي مع الولايات المتحدة يستثني المكسيك.

وقالت رئيسة المكسيك يوم الأربعاء إن إدارتها تعمل بالفعل على وضع قائمة بالتعريفات الانتقامية المحتملة "إذا وصل الوضع إلى ذلك".