البحرين تواجه العدالة في قضايا التجسس الإلكتروني
قضت محكمة الاستئناف في لندن بأن البحرين لا يمكنها المطالبة بحصانة الدولة في قضية تتعلق باختراق أجهزة معارضين. هذا الحكم يمثل سابقة مهمة ويعكس الأمل في تحقيق العدالة ضد الحكومات التي تتجسس على معارضيها. وورلد برس عربي.
البحرين تخسر الاستئناف في قضية التجسس المتعلقة بالمعارضين المقيمين في المملكة المتحدة
قضت محكمة الاستئناف في لندن يوم الجمعة بأن البحرين لا يمكنها المطالبة بحصانة الدولة لوقف دعوى قضائية رفعها معارضان مقيمان في المملكة المتحدة يزعمان أن المنامة استخدمت برامج تجسس على أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهما، حسبما قضت محكمة الاستئناف في لندن يوم الجمعة.
وفي حكمه، قال القاضي ستيفن ميلز إن "الدولة الأجنبية التي تخترق جهاز كمبيوتر موجود في المملكة المتحدة تتدخل في السيادة الإقليمية للمملكة المتحدة حتى لو كانت بعض الأفعال المعنية قد وقعت في الخارج".
يقول سعيد الشهابي، وهو شخصية بارزة في المعارضة البحرينية، وموسى محمد، وهو ناشط مؤيد للديمقراطية ومصور صحفي، إن جهازي الكمبيوتر الخاصين بهما قد أصيبا ببرنامج مراقبة يسمى FinSpy في سبتمبر 2011.
ويمكن للبرنامج تسجيل كل ضغطة على لوحة المفاتيح والمكالمات الصوتية والبريد الإلكتروني وسجل التصفح، كما أنه قادر على تسجيل الصوت المباشر من ميكروفون الجهاز والكاميرا.
ويعتقد الرجال أن هذه الإصابات، التي حدثت بعد أشهر من بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في البحرين عندما كانوا على اتصال مع نشطاء آخرين وصحفيين وسجناء سياسيين، "نفذتها أو وجهتها أو سمحت بها أو تسببت بها" الحكومة أو عملاؤها.
وقد فشلت البحرين، التي تنفي اختراق أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بالشهابي ومحمد، في محاولة في المحكمة العليا العام الماضي للمطالبة بحصانة الدولة.
وقال محمد يوم الجمعة إنه ينتظر اليوم الذي "يواجه فيه النظام البحريني العدالة في هذه القضية لاختراق أجهزتي الإلكترونية".
وأضاف: "لقد ظنوا أنهم يستطيعون الإفلات من أي جريمة، بعد أن عذبوني منذ أن كنت في الرابعة عشرة من عمري".
'رسالة واضحة'
"هذه القضية تشكل سابقة مهمة للآخرين، وتظهر أن الأمل في الحصول على العدالة ممكن وسوف ترسل رسالة واضحة - ليس فقط للنظام البحريني، ولكن لأي حكومة تتجسس على المعارضين على الأراضي البريطانية."
من جهته، قال سيد أحمد الوداعي، مدير المناصرة في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (بيرد)، إن القضية - وهي أول قضية تتعلق بحصانة الدولة في المملكة المتحدة تتقدم إلى هذه المرحلة - "ضربة قوية للنظام البحريني".
وقال الوداعي: "لم يعد بإمكانهم اختراق أجهزة المعارضين على الأراضي البريطانية دون مواجهة العواقب".
"لا يمكن للبحرين أن تدعي ضخ مليار جنيه إسترليني في الأعمال التجارية البريطانية بينما ترتكب في الوقت نفسه جرائم قرصنة ضد معارضيها على الأراضي البريطانية."
وأعرب الوداعي عن أمله في أن يوفر التقدم المحرز في القضية أملاً "للعديد من ضحايا القرصنة الآخرين، مما يدل على أن هناك طريقًا قانونيًا لمحاسبة الحكومات المسيئة".