مجاعة تهدد حياة الصحفيين في غزة
حذرت نقابة صحفيي وكالة الأنباء الفرنسية من خطر الموت جوعًا لزملائهم في غزة نتيجة الحصار. الوضع الإنساني يزداد سوءًا، والنداءات للمساعدة تتزايد. هل سيتدخل المجتمع الدولي لإنقاذهم؟ التفاصيل في المقال.

حذرت نقابة صحفيي وكالة الأنباء الفرنسية من أن زملاءها العاملين في غزة يواجهون خطر الموت جوعًا نتيجة الحصار الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني المحاصر.
وتنتشر المجاعة الناجمة عن الحرب الإسرائيلية والحصار الإسرائيلي على غزة في جميع أنحاء المنطقة، مع تزايد عدد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية والجفاف التي تم الإبلاغ عنها في الأيام الأخيرة.
وقالت نقابة الصحفيين في بيان يوم الاثنين: "لقد فقدنا صحفيين في الصراعات، وكان لدينا جرحى وأسرى في صفوفنا، ولكن لا أحد منا يتذكر رؤية زميل يموت من الجوع".
وفي أعقاب بيان النقابة، قالت إدارة وكالة الأنباء الفرنسية إنها "تشاطر نقابة AFP الألم الذي عبرت عنه بشأن الوضع المروع لموظفيها" وحثت إسرائيل على السماح بإجلائهم.
وأضافت: "منذ شهور، ونحن نشهد بلا حول ولا قوة على التدهور الدراماتيكي لظروفهم المعيشية. إن وضعهم الآن لا يُطاق، على الرغم من شجاعتهم المثالية والتزامهم المهني وصمودهم".
ولدى وكالة الأنباء الفرنسية عشرة مصورين ومراسلين فلسطينيين يعملون في القطاع.
من بينهم مراسل يُدعى بشار، والذي كتب يوم السبت على حسابه على فيسبوك: "لم أعد أملك القدرة على التغطية الإعلامية. جسدي هزيل ولم يعد لدي القدرة على المشي".
وفي يوم الأحد، شارك تحديثًا كتب فيه: "لأول مرة أشعر بالهزيمة".
وناشد زملاءه للمساعدة: "أتمنى أن يساعدني السيد ماكرون في الخروج من هذا الجحيم".
وأضاف: "يعيش بشار منذ شهر فبراير/شباط في أنقاض منزله في مدينة غزة مع والدته وأشقائه الأربعة وعائلة أحد أشقائه"، مضيفًا أن أحد الأشقاء ارتقى بسبب الجوع.
وتتواجد صحفية أخرى ذُكرت في البيان، تُدعى أحلام، جنوب القطاع حيث تقول إنها مصممة على "الصمود" لأطول فترة ممكنة.
ونقلت الوكالة عنها قولها: "في كل مرة أغادر الخيمة لتغطية حدث أو إجراء مقابلة أو توثيق واقعة، لا أعرف ما إذا كنت سأعود حية".
وقالت إن المشكلة الأكبر هي نقص الطعام والماء.
فعلى الرغم من الراتب الشهري الذي تدفعه وكالة الأنباء الفرنسية لصحفييها في غزة، إلا أنهم لا يستطيعون شراء أي شيء بسبب الأسعار الباهظة والنقص في المواد الغذائية.
كما أن المراسلين يتنقلون "سيراً على الأقدام أو على عربات الحمير"، بسبب نقص السيارات والبنزين، ولتجنب استهدافهم من قبل الغارات الإسرائيلية.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية: "نرى وضعهم يزداد سوءًا. إنهم صغار السن وقوتهم تتخلى عنهم. لم يعد لدى معظمهم القدرة البدنية على التنقل في القطاع للقيام بعملهم. إن صرخاتهم المفجعة لطلب المساعدة أصبحت الآن يومية"، مضيفةً: "نحن نرفض أن نراهم يموتون".
وحثت وكالة الأنباء الفرنسية السلطات الإسرائيلية على السماح بالإجلاء الفوري لمراسليها مع عائلاتهم.
وقالت: "منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، تحظر إسرائيل دخول جميع الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة. وفي هذا السياق، فإن عمل المراسلين الفلسطينيين المستقلين أمر بالغ الأهمية لإعلام العالم".
وأضافت: "لكن حياتهم في خطر".
وقد ساعدت وكالة الأنباء الفرنسية في إجلاء ثمانية من موظفيها وعائلاتهم في الفترة ما بين كانون الثاني/يناير ونيسان/أبريل 2024، وهي الآن بصدد اتخاذ الخطوات نفسها بالنسبة لمراسليها المستقلين.
فرنسا تطلب من إسرائيل السماح للصحافة الأجنبية بالدخول إلى غزة
في أعقاب تصريحات وكالة الأنباء الفرنسية ونقابة العاملين فيها، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إسرائيل إلى السماح للصحافة الأجنبية بالدخول إلى غزة.
وقال بارو لإذاعة فرنسا الدولية يوم الثلاثاء: "أطلب السماح للصحافة الحرة والمستقلة بالوصول إلى غزة لإظهار ما يحدث هناك والإدلاء بشهادتها".
وأعرب الوزير عن أمله في أن تتمكن فرنسا من إجلاء الصحفيين المستقلين العاملين مع الصحفيين الفرنسيين "في الأسابيع المقبلة".
كما دعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار" بعد أن وسعت إسرائيل عملياتها العسكرية لتشمل مدينة دير البلح وسط قطاع غزة يوم الاثنين.
وقال بارو "لم يعد هناك أي مبرر للعمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في غزة".
وأضاف: "هذا هجوم سيؤدي إلى تفاقم الوضع الكارثي أصلاً ويتسبب في عمليات تهجير قسري جديدة للسكان، وهو ما ندينه بأشد العبارات".
يوم الاثنين، دعت مجموعة من 25 دولة، من بينها فرنسا والمملكة المتحدة، إسرائيل إلى إنهاء حربها المستمرة منذ 21 شهراً على غزة، وقالت إن معاناة الفلسطينيين العاديين "بلغت مستويات غير مسبوقة".
وقالت الدول في بيان مشترك: "نحث الأطراف والمجتمع الدولي على التوحد في جهد مشترك لإنهاء هذا الصراع الرهيب من خلال وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار".
أخبار ذات صلة

إسرائيل تقتل الطبيب البارز في غزة مروان السلطان في ضربة مستهدفة

صدمة إسرائيل ورعبها أثبتا قوتهما ولكنهما خسرا الحرب

السلطات الإسرائيلية تأمر بإغلاق مدارس الأونروا في القدس
