محاكمة سياسية في تونس تثير جدلاً واسعاً
تبدأ محاكمة رفيعة المستوى في تونس ضد 40 شخصًا، بينهم معارضون بارزون، بتهم التآمر على أمن الدولة. النشطاء يعتبرونها حملة قمع سياسية، بينما يواجه المتهمون خطر الإعدام. هل ستؤثر هذه القضية على مستقبل الحريات في تونس؟



تونس تحاكم 40 شخصية معارضة. النشطاء يقولون إن هذه الخطوة مدفوعة بأسباب سياسية
بدأت محكمة تونسية يوم الثلاثاء محاكمة رفيعة المستوى، حيث يواجه 40 شخصًا، من بينهم شخصيات معارضة بارزة، تهمة التآمر على أمن الدولة. وقد احتج النشطاء خارج المحكمة، واصفين إياها بأنها قضية لا أساس لها من الصحة وجزء من حملة قمع ذات دوافع سياسية.
ولم يُسمح لتسعة من المتهمين بالمثول أمام المحكمة، حيث اعتبرت المحكمة أن من الخطورة بمكان إطلاق سراحهم من الحجز. وقد طالب محاموهم بحق موكليهم في المثول أمام القاضي، وهو ما طالب به المحتجون في الخارج.
وبالإضافة إلى السياسيين المعارضين، يضم المتهمون دبلوماسيين سابقين وكبار رجال الأعمال والصحفيين والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وقد أمضى بعضهم أكثر من عامين في الحبس الاحتياطي. وفر آخرون إلى الخارج.
شاهد ايضاً: المتظاهرون السلوفاكيون يواصلون احتجاجاتهم ضد السياسات المؤيدة لروسيا لرئيس الوزراء الشعبوي روبرت فيكو
ووفقاً للمحامين، فإن بعض المتهمين يواجهون خطر الإعدام في حال إدانتهم. وتشمل التهم التآمر ضد أمن الدولة والانتماء إلى جماعة إرهابية بالنسبة للبعض، بينما يشتبه في أن البعض الآخر متهمون بصلات غير قانونية مع جهات أجنبية ودبلوماسيين أجانب.
ويقول منتقدو الرئيس التونسي قيس سعيد إن التهم ملفقة والمحاكمة ذات دوافع سياسية. ويقول رئيس الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية العام الماضي، إن المتهمين "خونة وإرهابيون"، حيث يتهمونه بتدبير انقلاب في عام 2021.
وقد شهدت تونس، مهد انتفاضات الربيع العربي المؤيدة للديمقراطية، تراجعًا كبيرًا في الحريات في عهد سعيد. وقد اتهم المنتقدون، بما في ذلك المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حكومة سعيد باستخدام القضاء لخنق المعارضة منذ استيلائه على السلطة في 2021، والذي حل البرلمان ووسع السلطة التنفيذية.
يجادل أنصار سعيد بأن حملاته القمعية ضرورية لتحقيق الاستقرار في البلاد التي تعاني من التضخم والبطالة والفساد. ويلقي العديد من التونسيين باللوم على النخب السياسية في سوء الإدارة الاقتصادية.
وقد أدانت جماعات حقوق الإنسان العالمية قضية المحكمة، بما في ذلك معاملة المتهمين.
وقالت اللجنة الدولية للحقوقيين في بيان لها: "إن الانتهاكات المنهجية الموثقة لحقوقهم خلال مرحلة ما قبل المحاكمة من الإجراءات الجنائية تقوض بشكل كبير المحاكمة برمتها وشرعية المحاكمة واستقلاليتها وحيادها".
أخبار ذات صلة

خبراء يعتقدون أن دراسة خط يد يعود لـ700 عام تكشف الهوية الحقيقية لأحد أبرز الرسامين البيزنطيين

الرئيس المكسيكي يعترف بمقتل 3 مدنيين على يد الجيش في مدينة حدودية عنيفة

تتلاشى آثار ماضي هذه المدينة الكبرى في باكستان، لكن قصرًا ورديًا رائعًا لا يزال صامدًا
