ترامب يعزي ضحايا الحادث ثم يدخل عالم السياسة من خلال هجوم على مبادرات التنوع

رد الرئيس دونالد ترامب يوم الخميس على كارثة الطيران الأمريكية الأكثر دموية منذ أكثر من عقدين من الزمن بإلقاء اللوم على مبادرات التنوع في تقويض السلامة والتشكيك في تصرفات طيار مروحية تابعة للجيش الأمريكي متورطة في حادث التصادم الجوي مع طائرة تجارية.

ويُعتقد أن سبعة وستين شخصًا لقوا حتفهم في الحادث الذي وقع أثناء هبوط طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية قادمة من ويتشيتا بولاية كانساس في مطار واشنطن ريغان الوطني. وبينما كان ترامب يتحدث، كان التحقيق الفيدرالي قد بدأ للتو وكان المستجيبون الأوائل لا يزالون يحاولون انتشال الجثث من نهر بوتوماك.

لم يحدد المسؤولون سبب الاصطدام، وأقرّ ترامب بأنه من السابق لأوانه استخلاص الاستنتاجات بينما كان يشجع البلاد على الصلاة من أجل الضحايا. لكنه بعد ذلك انغمس في ميله للانقسام والتظلم والتكهنات في وقت يتطلع فيه الأمريكيون عادةً إلى الرئاسة للحصول على الراحة والاطمئنان والحقائق.

قال الرئيس الجمهوري من قاعة المؤتمرات الصحفية في البيت الأبيض التي تبعد أكثر من ثلاثة أميال فقط عن مكان الكارثة: "حدثت بعض الأشياء السيئة حقًا وحدثت بعض الأشياء التي ما كان ينبغي أن تحدث".

وألقى باللائمة على إدارة الرئيس السابق جو بايدن لتشجيعها إدارة الطيران الفيدرالية على توظيف العاملين "الذين يعانون من إعاقات ذهنية شديدة ومشاكل نفسية وغيرها من الحالات العقلية والجسدية في إطار مبادرة توظيف التنوع والإدماج". وأضاف أن البرنامج سمح بتوظيف أشخاص يعانون من مشاكل في السمع والبصر بالإضافة إلى الشلل والصرع و"التقزم".

ولم يشارك ترامب أي دليل على تعيين أشخاص غير مؤهلين في وظائف حساسة مثل مراقبة الحركة الجوية، وأقر بأنه لا يوجد ما يشير إلى أن مراقبي الحركة الجوية في مطار ريغان الوطني ارتكبوا أي أخطاء.

ورداً على سؤال عن سبب إلقاء اللوم على مبادرات التنوع، قال ترامب: "لأنني أملك الحس السليم، وللأسف الكثير من الناس لا يملكون ذلك".

وقال ترامب إن مراقبي الحركة الجوية بحاجة إلى أن يكونوا أذكياء لضمان السلامة.

وقال "يجب أن يكونوا عباقرة موهوبين بالفطرة". "لا يمكن أن يكون لديك أشخاص عاديون يقومون بعملهم."

واشتكى ترامب تحديداً من بيت بوتيجيج، الذي كان وزيراً للنقل في حكومة بايدن، واصفاً إياه ب "الكارثة".

وقال ترامب: "لقد أفسدها تمامًا بتنوعه"، مضيفًا ألفاظًا نابية إلى وصفه لبوتيجيج.

ورد بوتيجيج في منشور على موقع X، واصفًا تعليقات ترامب بأنها "مريبة".

وأضاف: "بينما تحزن العائلات، يجب على ترامب أن يقود لا أن يكذب".

شكّل حادث تحطم الطائرة أول كارثة كبرى في ولاية ترامب الجديدة، وأعاد إلى الأذهان رده على إحاطاته المتكررة - والمثيرة للجدل - حول جائحة كوفيد-19. وقد ساعد تعامله مع الجائحة في إثارة حفيظة الناخبين عليه مع فشله في الفوز بإعادة انتخابه في 2020.

انتقد الديمقراطيون تصريحات ترامب يوم الخميس.

وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر من نيويورك: "إن قيام النقاد على الإنترنت بإلقاء نظريات المؤامرة شيء، ورئيس الولايات المتحدة شيء آخر".

بدأ ترامب تصريحاته بالقول لعائلات القتلى أن "قلوبنا محطمة إلى جانب قلوبكم". ثم قال لاحقاً "لا نعرف ما الذي أدى إلى هذا الحادث، ولكن لدينا بعض الآراء القوية جداً"، ثم واصل حديثه بإسهاب حول ما حدث.

وتساءل عمّا إذا كان قائد المروحية يرتدي نظارات الرؤية الليلية، وأعلن أنه "كان لديك مشكلة في الطيار" وأن المروحية "كانت تسير بزاوية سيئة بشكل لا يصدق". وتساءل عن سبب عدم تغيير طيار الجيش لمساره، قائلاً أنه "يمكنك إيقاف المروحية بسرعة كبيرة".

كما تساءل أيضًا عن مراقب الحركة الجوية، قائلًا عن الطائرتين "لأي سبب من الأسباب كانتا على نفس الارتفاع"، مضيفًا "كان يجب أن تكونا على ارتفاع مختلف."

واصطف كل من نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير النقل شون دافي ووزير الدفاع بيت هيغسيث خلف ترامب للإشادة بقيادته وترديد مخاوفه بشأن برامج التنوع والتوظيف.

قال فانس: "عندما لا يكون لديك أفضل المعايير فيمن تقوم بتوظيفهم، فهذا يعني من ناحية، أنك لا تحصل على أفضل الأشخاص في الحكومة"، "ولكن من ناحية أخرى، هذا يضع ضغوطًا على الأشخاص الموجودين بالفعل".

وقد حرص ترامب على أن يقول لدافي، الذي أدى اليمين الدستورية يوم الثلاثاء كبديل لبوتيجيج، "هذا ليس خطأك". اعتلى دافي منصة البيت الأبيض إلى جانب ترامب وأعلن: "عندما يقلع الأمريكيون في الطائرات، عليهم أن يتوقعوا الهبوط في وجهتهم". وأضاف دافي: "لن نقبل الأعذار".

وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا ينهي مبادرات التنوع في إدارة الطيران الفيدرالية بعد فترة وجيزة من توليه منصبه الأسبوع الماضي. كما قام بإلغاء اللجنة الاستشارية لسلامة الطيران التي تم إنشاؤها بعد تفجير طائرة بان آم 103 فوق لوكربي في اسكتلندا عام 1988.

وكان المسؤولون الفيدراليون يثيرون المخاوف منذ سنوات، خاصة بعد سلسلة من الحوادث المتقاربة بين الطائرات في المطارات الأمريكية.

قالت جينيفر هوميندي، رئيسة المجلس الوطني لسلامة النقل، للمشرعين في عام 2023: "في حين أن هذه الأحداث نادرة بشكل لا يصدق، إلا أن نظام السلامة لدينا يظهر علامات واضحة على الإجهاد لا يمكننا تجاهلها".

أصدر خبراء الطيران تقريرًا في نفس الوقت تقريبًا قالوا فيه إن إدارة الطيران الفيدرالية تحتاج إلى تحسين الموظفين والمعدات والتكنولوجيا.