سوريا وروسيا نحو علاقة جديدة قائمة على التعاون
أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في موسكو رغبة بلاده في إقامة علاقة "صحيحة وسليمة" مع روسيا، مع التركيز على دعم إعادة الإعمار ومواجهة الهجمات الإسرائيلية. هل تنجح سوريا في بناء علاقات جديدة؟ التفاصيل هنا.

قال وزير الخارجية السوري إن بلاده تريد علاقة "صحيحة وسليمة" مع روسيا يوم الخميس أثناء زيارته لموسكو في محاولة واضحة لإصلاح العلاقات مع العدو السابق.
في ديسمبر، أطاحت المعارضة بالديكتاتور الذي حكم البلاد لفترة طويلة بشار الأسد وهرب إلى روسيا التي كانت حليفه القوي خلال الحرب الأهلية السورية التي استمرت 14 عاماً.
وقد كان لموسكو علاقات وثيقة مع دمشق على مدى عقود، وتعمقت هذه العلاقات خلال تدخلها العسكري غير الناجح في نهاية المطاف نيابة عن الأسد. وشملت هذه العلاقات العديد من الاتفاقات الاقتصادية.
يوم الخميس، تحدث وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني مع نظيره سيرغي لافروف حول الحفاظ على الاتفاقات التي تم إبرامها مع حكومة الأسد، وكذلك مستقبل القواعد العسكرية الروسية في البلاد.
وقال الشيباني في مؤتمر صحفي: "العلاقة بين الدول هي علاقة تاريخية وإنسانية، لكن بعض الحكومات تفسد هذه العلاقة".
وأضاف: "نحن هنا اليوم لتمثيل سوريا الجديدة، حيث نريد إقامة علاقة صحيحة وسليمة بين البلدين قائمة على التعاون والاحترام المتبادل".
وأضاف: "بالطبع، هناك عدد من العوامل التي تحدد وتعقد هذه العلاقات على أرض الواقع".
وتعتبر قاعدة طرطوس البحرية الروسية وقاعدتها الجوية في حميميم القاعدتين العسكريتين الرسميتين الوحيدتين لموسكو خارج الاتحاد السوفيتي السابق.
وقد كانتا أساسيتين في دعم روسيا لحكومة الأسد، الأمر الذي حال دون الإطاحة به لسنوات عديدة بعد انتفاضة 2011.
وقال لافروف إن موسكو مستعدة لمساعدة سوريا في إعادة الإعمار بعد أكثر من عقد من الصراع المدمر ومراجعة "الاتفاقات والعقود المبرمة في ظل ظروف مختلفة"، وقال إن قرارهم بالبقاء حلفاء "لا يعتمد على الوضع السياسي أو تغيير الحكومة".
ولم يذكر أي من الوزيرين ما إذا كان هناك أي نقاش حول وضع القواعد العسكرية.
ضمانات
على الرغم من توفير ملاذ للأسد، إلا أن روسيا تحركت بسرعة لمحاولة بناء علاقات مع الحكومة الجديدة في سوريا.
ظهرت لقطات تم نشرها في يناير تظهر روسيا وهي تنقل مركبات وحاويات من قاعدتها في طرطوس على ساحل البحر المتوسط.
وقد تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري أحمد الشرع للمرة الأولى في فبراير/شباط، حيث قال الأول إنه مستعد لإعادة النظر في الاتفاقات الموقعة بين روسيا وسوريا في عهد الأسد.
وقالت الرئاسة الروسية في ذلك الوقت: "أكد فلاديمير بوتين من جديد استعداد روسيا الثابت للمساعدة في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية لسكانها".
كما شارك وزير الدفاع السوري مرهف أبو كسرة في الوفد الذي زار موسكو. وفي فبراير/شباط، قال لـ صحيفة واشنطن بوست إن هذه الحكومة منفتحة على السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها إذا كانت هناك "فوائد لسوريا".
ومع ذلك، قد يظل وضع الأسد نقطة شائكة.
ودعا الشيباني روسيا إلى دعم عملية "العدالة الانتقالية" في سوريا، في إشارة ربما إلى وجود الأسد في البلاد.
كما قال إن سوريا شكلت لجنة لمراجعة الاتفاقات القائمة مع روسيا.
وفي يناير/كانون الثاني، ورد أن الشرع طلب من روسيا تسليم الأسد. ورفضت الحكومة الروسية التعليق على الأمر في ذلك الوقت.
الهجمات الإسرائيلية
كما تطرقت مباحثات الشيباني مع لافروف إلى الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على جنوب سوريا.
فمنذ سقوط الأسد، قصفت إسرائيل مرارًا وتكرارًا أهدافًا عسكرية سورية، واجتاحت المزيد من الأراضي السورية أكثر من مرتفعات الجولان التي احتلتها عام 1967.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، تكثفت الهجمات الإسرائيلية التي قالت إسرائيل إنها جاءت لدعم الأقلية الدرزية. إلا أن الغارات زادت من حدة التوتر الذي اندلع في اشتباكات أسفرت عن مقتل نحو 1200 من الدروز والبدو السوريين.
وفي حديثه إلى جانب لافروف، قال الشيباني إن الهجمات الإسرائيلية على سوريا تشكل تهديدًا خطيرًا على تعافي بلاده
وقال: "لا تمثل هذه الهجمات انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة فحسب، بل إنها تعطل عملية إعادة الإعمار، وتفاقم معاناة المدنيين، وتؤجج دورات العنف وعدم الاستقرار".
وأضاف "لقد تلقينا التزاماً من روسيا برفض هذه الهجمات والوقوف إلى جانب سوريا لمنع هذه الانتهاكات".
واتفق لافروف مع نظيره الروسي ودعا أعضاء المجتمع الدولي إلى المساعدة في تهدئة الوضع.
وقال: "لطالما كنا ضد استخدام الأراضي السورية كساحة للصراعات الجيوسياسية لتصفية الحسابات بين مختلف الدول".
وتربط روسيا وإسرائيل علاقة عمل وثيقة في سوريا، حيث ضربت الهجمات الإسرائيلية مرارًا وتكرارًا أهدافًا تابعة لحزب الله وأهدافًا مرتبطة بإيران. وفي عام 2019، ساعدت روسيا في استعادة رفات جندي إسرائيلي مدفون في سوريا.
أخبار ذات صلة

ترامب يشبه ضربات إيران بقصف هيروشيما ويقول: 'لقد أنهت الحرب'

هجوم إسرائيل على إيران قد يشعل فتيل انفجار إقليمي واسع النطاق

مؤتمر لندن حول السودان "فشل دبلوماسي" بعد إعلان الدعم السريع حكومة موازية
