تيفاني ترامب ويخت فاخر في قلب أزمة ليبيا
تيفاني ترامب وزوجها مايكل يقضيان الصيف على يخت فاخر يملكه ملياردير تركي، وسط شبكة معقدة من المصالح في ليبيا. هل تتداخل السياسة بالأعمال؟ اكتشف المزيد عن هذه الرحلة المثيرة والمشاكل المحتملة التي قد تثيرها.

قالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير يوم الخميس إن تيفاني ترامب وزوجها مايكل بولس أمضيا الصيف في الإبحار على متن يخت فاخر يملكه ملياردير تركي له مصالح في النفط الليبي، بينما كان والد زوجها والمبعوث الأمريكي مسعد بولس يعملان في شؤون الطاقة الليبية.
التقرير هو الأحدث الذي يعرض شبكة متشابكة من المصالح المتداخلة بين عائلة بولس وليبيا وهي دولة غنية بالنفط ومليئة بالحروب في شمال أفريقيا والتي لطالما قال دبلوماسيون في المنطقة إنها قد تكون مصدر تضارب مصالح لإدارة ترامب.
أبحرت تيفاني ومايكل في الريفيرا الفرنسية على متن يخت فينيكس 2، وهو يخت فائق يملكه الملياردير التركي إركومنت بايجان وزوجته رؤيا بايجان. لم يذكر التقرير ما إذا كانت عائلة بولس قد دفعت مقابل استخدام اليخت، ولكن في المرة الأخيرة التي تم فيها استئجار يخت فينيكس 2، تم استئجاره بأكثر من 1.4 مليون دولار في الأسبوع.
تيفاني هي الطفلة الرابعة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد ظهرت مؤخراً إلى جانب والدها، إلى جانب مايكل، في مأدبة عشاء رسمي أقامته العائلة الملكية البريطانية يوم الأربعاء.
مسعد رجل أعمال أمريكي من أصل لبناني. لعب دورًا رائدًا في الضغط على الجالية العربية في الولايات المتحدة خاصة في ميشيغان للتصويت لترامب خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
عيّن ترامب مسعد مستشاراً رفيع المستوى للشرق الأوسط ثم عينه مبعوثاً إلى أفريقيا.
وقد أثار مسعد غضب الدبلوماسيين الأميركيين العاديين من خلال تحليقه فوق البيروقراطية القائمة، في البداية في لبنان، حيث عقد اجتماعات غير رسمية مع الفاعلين السياسيين اللبنانيين، ومؤخراً في أفريقيا. وقال مصدر مطلع على الأمر إن إدارة ترامب أصيبت بالإحباط أيضاً بسبب ما تعتبره تهاونه في الخلط بين الأعمال الشخصية والسياسة.
وكشفت مصادر أن مسعد عقد مناقشات سرية في العاصمة القطرية الدوحة مع مسؤول ليبي نافذ حول خطة لإدارة ترامب للإفراج عن عشرات المليارات من الدولارات من الأموال المجمدة مقابل إعادة توجيه بعض هذه الأموال إلى الشركات الأمريكية العاملة في ليبيا في مجال الطاقة والبنية التحتية.
وقد أكدت صحيفة نيويورك تايمز يوم الخميس هذا التقرير.
وكانت هذه الأموال مجمدة في الولايات المتحدة منذ عام 2011، عندما أطاحت انتفاضة مدعومة من الناتو بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي. ويمكن لمثل هذه الخطوة أن تنتهك عقوبات مجلس الأمن الدولي على ليبيا.
ليبيا
مزقت الحرب ليبيا منذ الإطاحة بالقذافي ومقتله في أكتوبر 2011.
وتنقسم البلاد إلى قسمين، مع وجود حكومة معترف بها دوليًا في طرابلس وحكومة في الشرق بقيادة اللواء السابق خليفة حفتر.
خاض الطرفان حرباً دامية في عام 2019، حيث حاول حفتر احتلال طرابلس. وتحول القتال إلى معركة بالوكالة حيث دعمت تركيا الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة، ودعمت روسيا ومصر والإمارات العربية المتحدة حفتر.
ويتنافس الطرفان على النفوذ والوصول إلى ثروات ليبيا النفطية.
وقد أجرى مسعد عدة اتصالات في ليبيا مع إبراهيم دبيبة، مستشار الأمن القومي النافذ وقريب رئيس الوزراء في طرابلس، عبد الحميد دبيبة، الذي يتخذ من طرابلس مقراً له.
وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن إبراهيم ومسعد تناولا عشاءً خاصًا في فيلا على شاطئ البحر في ليبيا في يوليو بعد أن ناقش مسعد علنًا صفقات الطاقة في البلاد.
كما ذكرت مصادر في أغسطس/آب أن إبراهيم شارك في مناقشات مع الولايات المتحدة حول قبول الفلسطينيين المهجرين قسراً من غزة. ونفى مسعد مشاركته في تلك المناقشات.
رحلة مايكل وتيفاني على متن فينيكس 2 ليست المرة الأولى التي تسلط فيها الأضواء على العائلة بسبب مغامرات اليخوت الباهظة.
فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في أغسطس/آب أن صهر الرئيس الأمريكي الآخر ومستشاره السابق لشؤون الشرق الأوسط، جاريد كوشنر، قد تقاضى مبلغ 2.5 مليون دولار مقابل يخت من شركة سمسرة يخوت دولية يملكها ابن عم عائلة بولس، الذي كان مايكل يعمل لديه.
كما كافح مسعد أيضاً لإيجاد موطئ قدم دبلوماسي له بين القادة العرب، على الرغم من قدومه من المنطقة. وقد أثار غضب المسؤولين المصريين بسبب تصرفاته في ليبيا، حسبما أفادت مصادر.
وفي شهر يوليو/تموز، بدا أنه فوجئ عندما استقبله الرئيس التونسي قيس سعيد في تونس بصور الأطفال الفلسطينيين الجائعين في غزة، قائلًا إنه "حان الوقت لتستيقظ الإنسانية جمعاء".
وقد قدمت إدارة ترامب دعمًا منقطع النظير للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
كما ضغط مسعد من أجل عقد اجتماع مع العاهل المغربي الملك محمد السادس هذا الصيف، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز. وقد أخبر المسؤولون الأمريكيون نظراءهم المغاربة برفض طلبه.
أخبار ذات صلة

وسائل الإعلام الموالية للسيسي في مصر تهاجم أحمد المنصور مع تصاعد المخاوف من الاحتجاجات

أصدقاء الشاعر المصري عبد الرحمن يوسف يخشون من تسليمه إلى مصر أو الإمارات العربية المتحدة

السعودية تعتزم ترحيل ناشط إلى مصر حيث يواجه خطر التعذيب والسجن مدى الحياة
