زيارة تاريخية لرئيس وزراء السودان إلى التكينة
زار رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس قرية التكينة بعد تضحيات سكانها في مواجهة قوات الدعم السريع. وعد إدريس بتقديم خدمات ومشاريع جديدة، مما يعكس أهمية الإعلام في لفت انتباه الحكومة لقضايا القرية.

زار رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس إحدى قرى ولاية الجزيرة، ووعد بإجراء تغييرات واسعة النطاق بما يتماشى مع مطالب سكانها.
وقد دافع أهالي التكينة في وسط السودان عن أنفسهم في مواجهة قوات الدعم السريع شبه العسكرية طوال عام 2024.
وأخبر القرويون أنهم تعلموا كيفية استخدام الأسلحة من دروس اليوتيوب، وشكلوا ميليشيا ذاتية التعلم والتجهيز، وصدوا قوات الدعم السريع دون أي مساعدة من القوات شبه العسكرية المعادية للقوات المسلحة السودانية.
والآن، وبعد أن تحرر أهالي التكينة من خطر قوات الدعم السريع، التي قتلت 50 من السكان، والتي تم تحديدها على نطاق واسع بأنها ترتكب إبادة جماعية، يتطلع أهالي التكينة الآن إلى تمثيل مناسب في حكومة ولاية الجزيرة.
وقام إدريس، الذي تولى منصب رئيس الوزراء في 31 مايو/أيار، بزيارة إلى التكينة ووعد بإطلاق مجموعة كبيرة من الخدمات والمشاريع العامة في منطقة تعتمد كلياً على الزراعة.
وكانت هذه الزيارة للقرية الفقيرة والمهملة هي الأولى لمسؤول سوداني رفيع المستوى منذ أكثر من 60 عاماً، عندما قام رئيس الوزراء الأسبق إسماعيل الأزهري بزيارة القرية عقب استقلال السودان عن بريطانيا عام 1956.
وانضم إلى كامل إدريس في التكينة وفدٌ ضم وزراء في الحكومة المدعومة من الجيش ووالي الجزيرة، بالإضافة إلى مدير المخطط الزراعي للولاية.
"زيارة تاريخية"
قال مجد عمر إبراهيم، رئيس لجنة المقاومة الشعبية في التكينة، وهي هيئة إدارية منتخبة من قبل سكان القرية، أن الزيارة كانت زيارة تاريخية بعد تضحيات كبيرة.
وقال: "اتصل بي مكتب رئيس الوزراء لترتيب الزيارة قبل يوم واحد من حدوثها، وأخبرني أن رئيس الوزراء سيأتي لتناول الإفطار مع لجنة التكينة وسيخاطبهم بعد صلاة الجمعة".
رحب أهالي القرية بالزيارة التي تمت في 30 أغسطس. وقال الشبيلي الهادي، المتحدث باسم لجنة المقاومة الشعبية، إن القرية التي تقع على بعد 70 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم "تشرفت بالزيارة".
وقال الهادي: "أعتقد أن الزيارة تاريخية، فآخر زيارة قام بها رئيس الوزراء الأسبق إسماعيل الأزهري في الخمسينيات من القرن الماضي، أي قبيل الاستقلال، بينما تأتي الزيارة الحالية بعد الحادثة الكبيرة التي قامت بها قوات الدعم السريع في اجتياح معظم أنحاء البلاد".
وقال الأمين إدريس، وهو قائد في مليشيا التكينة التي صدت قوات الدعم السريع، إن الزيارة تعتبر مهمة في القرية جزئياً بسبب إهمال الحكومة المركزية لها منذ عقود.
وقال: "لقد تم إهمالنا لفترة طويلة ونعتقد أن تضحياتنا دفعت الحكومة المركزية إلى رد الاعتبار المعنوي لنا".
وقال إبراهيم، رئيس لجنة المقاومة، إن وفد رئيس الوزراء قدم سلسلة من الوعود استجابة لمطالب القرية بالخدمات العامة والتمثيل السياسي.
وقال إبراهيم: "قدم كامل إدريس خلال زيارته وخطابه للأهالي وعوداً كثيرة من بينها إعادة بناء الطريق الذي يربط قرى ولاية شمال الجزيرة ببعضها، فضلاً عن صيانة محطتي المياه والكهرباء للمنطقة".
وأضاف: "كما وعد الوفد بإنشاء كلية تقنية جديدة في القرية، وحفر بئرين وصيانة وتوسعة مستشفى التكينة وبعض العيادات الصغيرة الأخرى".
تأثير وسائل الإعلام
قال القرويون إن التغطية الإعلامية لقرية التكينة كان لها دور حيوي في لفت انتباه الحكومة السودانية وتحقيق الزيارة.
وقال إبراهيم رئيس لجنة المقاومة الشعبية: "نشكر وسائل الإعلام التي اهتمت بقضيتنا في التكينة، واهتمت بالتضحيات التي قدمها أهلنا والمعاناة التي واجهناها على يد قوات الدعم السريع".
وأضاف: "لقد فهمنا تأثير الإعلام وما يمكن أن يفعله في العالم الحالي. لذا، أشكركم أنتم ووسائل الإعلام الأخرى التي وضعت قصتنا في الاعتبار وأوصلتها إلى العالم".
وأضاف: "لقد ناقشنا التقارير الإعلامية في لجنتنا لإبراز قضايانا في وسائل الإعلام العالمية".
وأعرب الشبل الهادي عن اعتقاده بأن التغطية الإعلامية كانت أحد الأسباب الرئيسية التي لفتت انتباه الحكومة إلى قضية السفينة.
وقال: "كان موقع "ميدل إيست آي" أول دار إعلامية تزور التكينة بعد الحرب وتبعتها وسائل الإعلام الأخرى.
واختتم الهادي حديثه قائلاً: "ما زلنا نريد منكم نقل الوعود التي حصلنا عليها من رئيس الوزراء ووفده ومراقبة تنفيذ هذه الوعود".
وبالنسبة للقيادي إدريس، فإن "الإعلام هو أحد الأوراق الرئيسية التي نملكها نحن الشعب للضغط على من هم في السلطة، حتى نتمكن من تحقيق أهدافنا ومطالبنا".
بدأت الحرب في السودان في أبريل 2023. وقد تحولت إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم، حيث نزح ما يقرب من 12 مليون شخص قسراً عن ديارهم وقُتل ما لا يقل عن 150,000 شخص.
وقد اشترى القرويون في التكينة أسلحتهم للدفاع عن أنفسهم، قائلين إن الجيش وحكومته تخلوا عنهم.
والآن، قد يتم رد التضحيات التي قدمها هؤلاء السكان المحليون العاديون من قبل المؤسسات التي تركتهم ليدافعوا عن أنفسهم.
أخبار ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يستدعي قوات الاحتياط وسط مخاوف من نقص الأعداد وتراجع المعنويات

حماس تقبل اقتراح الهدنة في غزة الذي قدمه الوسطاء

ترامب يشبه ضربات إيران بقصف هيروشيما ويقول: 'لقد أنهت الحرب'
