صوت الانفجار الذي يغير كل شيء في غزة
صوت انفجار الروبوتات الإسرائيلية في غزة هو الأكثر رعبًا، يترك أثرًا عميقًا في النفوس. تجربة مرعبة تتجلى في اهتزاز الأرض وصوت يخنق الأفكار. اكتشف كيف تتحول الحياة اليومية إلى كابوس مستمر في ظل هذه الانفجارات.

لا شك أن صوت انفجارها هو أكثر الأصوات رعبًا في العالم.
حتى الرعد، في أعنف لحظاته، لا يقترب من الصوت الذي يصدره الروبوت الإسرائيلي المحمل بالمتفجرات عندما ينفجر.
أتحدث هنا عن ناقلات الجند المدرعة المفخخة بالمتفجرات والتي يتم تشغيلها عن بُعد، والتي تستخدمها القوات الإسرائيلية على نطاق واسع في جميع أنحاء مدينة غزة في الأسابيع الأخيرة.
أولاً، تشعر به. اهتزاز عميق. امتصاص الهواء من حولك.
ثم تضرب موجة الانفجار غالبًا من الخلف مثل دفعة هائلة لم تتوقعها أبدًا.
حتى على بعد كيلومترين أو ثلاثة كيلومترات، ستشعر بها في عظامك.
شيء ما يتغير، كما لو أن العالم على وشك أن ينفتح.
ثم يضربك الصوت. صوته عالٍ جداً لدرجة أنه يغرق الأفكار. عالٍ جداً لدرجة أنك تريد أن تصرخ، فقط لتثبت أنك ما زلت قادراً على الصراخ.
إنه يشبه عندما يحمل أحدهم كأسًا ويسقطه بجانب رأسك مباشرة، صوت مرعب للغاية. ربما يكون الصوت الأكثر رعباً في الحياة هو صوت تفجير الروبوت.
يهتز المنزل لبضع ثوانٍ بعد الانفجار.
كل شيء يتوقف
إذا شعرت أن هناك انفجارًا قادمًا، أحاول تشغيل شيء صاخب لتشتيت الصوت.
أفتح فمي لتخفيف الضغط. أحاول أن أثبّت نفسي، وأتخيل الانفجار قبل حدوثه، حتى لا يكون صادمًا.
لأنه عندما ينفجر أحد هذه الروبوتات المحملة بالمتفجرات، يتوقف كل شيء.
سواء كنت تشرب، أو تأكل، أو تمشي، فإنك تتجمد في مكانك. لبضع ثوانٍ، تكون غير قادر على استيعاب ما حدث للتو. تقف هناك، مشلولاً.
لا يمكنك تصديق أنك نجوت.
يبدو الأمر وكأنه الموت ومع ذلك ما زلت واقفًا في انتظار الضربة التالية.
في الأيام الأخيرة، لم تعد الانفجارات تأتي واحدة تلو الأخرى. فهي تحدث الآن بتتابع سريع انفجاران، وأحيانًا ثلاثة انفجارات معًا. بالأمس، كانت هناك ثلاثة انفجارات متتالية. كان الضجيج ساحقًا.
إنه ليس مخيفًا فحسب. إنه مؤلم جسديًا.
رأسك يخفق لساعات. هناك شيء خاطئ بداخلك.
تشعر أن حياتك في خطر محدق كما لو أن الانفجار قد يمزق جسدك. يمزق رأسك عن كتفيك.
الليل إلى نهار
تتعلم أن تعرف عندما يكون الروبوت على وشك التفجير، فيتحول الليل إلى نهار.
الليلة الماضية، كنت في الشارع بعد منتصف الليل بقليل.
رأيت نيرانًا تندلع في السماء مثل انفجار بركاني، مثل شيء من هيروشيما أو ناجازاكي. مشهد خارج مباشرة من اختبار للأسلحة، مع حريق هائل يتصاعد إلى الأعلى.
لقد أصبح مشهدًا مألوفًا الآن: نيران تتصاعد في السماء، والأفق كله يتوهج باللون الأحمر.
في تلك اللحظة، عرفت أنه كان روبوتًا. كنت أقف في منتصف الشارع. ركضت إلى أقرب جدار وسقطت على الأرض وغطيت رأسي بيدي.
قبل ثلاثة أيام، حدث الشيء نفسه هذه المرة في حوالي الساعة 5:30 صباحًا.
كنت عند النافذة عندما اشتعلت النيران فجأة. سقطت على الأرض، ويداي فوق رأسي ثم جاء الانفجار.
وبعد دقيقة، جاء انفجار آخر. كلها في تل الهوى، جنوب مدينة غزة.
ومتى يفجرون الروبوتات؟ بعد الظهر؟ لا، إنهم يفجرونها عند الفجر. في الثالثة صباحاً.
والضربات الجوية؟ تبدأ في السادسة صباحاً. إذاً أنت لا تنام أبداً.
أخبار ذات صلة

ترامب يقول إن إسرائيل وإيران "لا يعرفان ما الذي يفعلانه"

بينما يفكر ترامب في قصف منشأة فوردو الإيرانية، يلوح خطر "توسع المهمة" خلف الهجوم الأمريكي

إسقاط طائرة مقاتلة باكستانية مصنوعة في الصين على الأقل واحدة من طائرات رافال الفرنسية
