استقبال حار لطلاب الجامعات في صربيا خلال مسيرتهم نحو التجمع الكبير نهاية هذا الأسبوع

استُقبل الطلاب الجامعيون المضربون في صربيا بالهدايا والحفاوة يوم الجمعة أثناء مسيرتهم نحو بلدة بوسط البلاد قبل مسيرة كبيرة في نهاية هذا الأسبوع، في إطار مظاهرة استمرت شهورًا ضد الفساد في البلد الواقع في منطقة البلقان.

وأقام السكان المحليون في قرية لوزنيتسه بوسط صربيا أكشاكًا مليئة بالأطعمة الشهية المصنوعة منزليًا وغيرها من المرطبات أثناء انتظارهم وصول الطلاب.

قال إيفان كاريتش: "نحن هنا لدعم جميع الشباب، أصدقائنا". "نريد التغيير. هذا كل شيء. لا نريد أكاذيب بعد الآن."

كان طلاب الجامعات في طليعة الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للكسب غير المشروع في صربيا في أعقاب الانهيار المميت لمظلة خرسانية في محطة قطار في مدينة نوفي ساد الشمالية في نوفمبر/تشرين الثاني والذي أودى بحياة 15 شخصاً.

ويلقي الكثيرون في صربيا باللوم في هذا الحادث على الفساد الحكومي أثناء أعمال ترميم مبنى المحطة. وأدت الاحتجاجات شبه اليومية في الشوارع منذ الأول من نوفمبر إلى زعزعة قبضة الرئيس الشعبوي ألكسندر فوسيتش القوية على السلطة.

وقال ستيفان لازيتش، أحد سكان لوزيتش الذي خرج لتحية الحشود المشاركة في المسيرة: "غالبية الناس في صربيا يدعمون مطالب الطلاب".

لقد ضرب تصميم الطلاب وشبابهم وإبداعهم على الوتر الحساس بين الناس العاديين الذين يشعرون بخيبة أمل كبيرة من السياسيين وفقدوا الثقة في إمكانية حدوث تغييرات جوهرية في البلاد.

ومن بين مطالب الطلاب الكشف الكامل عن انهيار المظلة ومعاقبة المعتدين على المتظاهرين في الأسابيع الماضية.

ومن المتوقع أن يجتذب التجمع في كراغويفاتش، على بعد حوالي 100 كيلومتر (60 ميلاً) جنوب العاصمة بلغراد، عشرات الآلاف من الأشخاص يوم السبت في تجمع يصادف أيضاً يوم الدولة الوطنية.

وكان الطلاب الذين كانوا يلوحون بالأعلام الصربية يتجهون إلى كراغويفاتش من مختلف الاتجاهات بينما كان بعضهم يركضون أو يركبون الدراجات الهوائية.

واختار الطلاب التاريخ والمدينة التي كانت في عام 1835 حيث أعلنت صربيا، التي كانت لا تزال تحت الحكم العثماني آنذاك، دستورًا يهدف إلى الحد من سلطات حكامها.

يخطط فوسيتش لتنظيم مسيرة موازية مع أنصاره في سريمسكا ميتروفيتشا، وهي بلدة صغيرة تقع شمال غرب بلغراد. وقد أعلن إعلانًا ضد حركة انفصالية مزعومة تهدد وحدة صربيا.

في الأشهر الثلاثة الماضية، تحوّل الرئيس من اتهام الطلاب بالعمالة لقوى أجنبية إلى تقديم تنازلات والادعاء بأنه حقق كل مطالبهم.

وقد قال فوسيتش إنه يريد انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، لكنه واجه اتهامات بتفشي الفساد الحكومي وخنق الحريات الديمقراطية أثناء وجوده في السلطة.