روسيا ترفع الحظر عن طالبان وتعزز العلاقات الاقتصادية
رفعت المحكمة العليا الروسية الحظر عن طالبان، مما يفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين. هذه الخطوة تعكس جهود الكرملين لتحقيق الاستقرار في أفغانستان وتعزز العلاقات الثنائية، رغم التحديات المتعلقة بحقوق الإنسان.

قالت وكالة تاس للأنباء إن المحكمة العليا الروسية رفعت يوم الخميس الحظر المفروض على حركة طالبان منذ عقدين من الزمن، مما يفتح فرصًا جديدة للأعمال والاستثمار بين البلدين، ويتماشى مع مساعي الكرملين لتحقيق الاستقرار في أفغانستان.
مما لا شك فيه أن هذه الخطوة تعد انتصارًا دبلوماسيًا لطالبان، التي تم نبذها إلى حد كبير على الساحة العالمية بعد أن انتزعت السلطة مرة أخرى في استيلاء سريع وفوضوي عندما سحبت الولايات المتحدة قواتها من البلاد في عام 2021.
وفي حين أن وفود طالبان حضرت مؤتمرات في روسيا منذ ذلك الحين، فإن شطب الحركة من القائمة يعني أن التواصل مع الحركة لم يعد جريمة يعاقب عليها الروس.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها: "تهدف روسيا إلى بناء علاقات متبادلة المنفعة مع أفغانستان في جميع المجالات، بما في ذلك مكافحة المخدرات والإرهاب".
وقد أبقت موسكو على سفارتها في كابول تعمل منذ استيلاء طالبان على السلطة قبل نحو أربع سنوات.
ولدى البلدين مصلحة مشتركة في محاربة تنظيم ولاية خراسان الإسلامية المتفرع عن تنظيم الدولة الإسلامية، الذي نفذ هجمات مميتة في كل من أفغانستان وروسيا. كما أن بينهما تاريخ دموي.
في عام 1979، غزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان لدعم الحكومة الشيوعية التي كانت مهددة بالإطاحة بها من قبل المتمردين المعروفين باسم "المجاهدين". واشتهرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بدعمها للمجاهدين في الحرب التي استمرت عقدًا من الزمن، والتي استقطبت مقاتلين من جميع أنحاء العالم إلى أفغانستان، بما في ذلك مواطن سعودي بارز: أسامة بن لادن.
وتشير التقديرات إلى مقتل ما يصل إلى ثلاثة ملايين أفغاني بحلول الوقت الذي انسحب فيه السوفييت في عام 1989. ثم جاءت حركة طالبان، التي انبثقت من الميليشيات التي ساعدت في هزيمة السوفييت، إلى السلطة في عام 1996. وقد أُطيح بها في عام 2001 بعد الغزو الأمريكي، ثم عادت إلى السلطة مرة أخرى بعد عشرين عاماً.
كانت طالبان حريصة على الحصول على اعتراف المجتمع الدولي بها، لكن دول نصف الكرة الغربي على وجه الخصوص كانت مترددة في التعامل مع الحركة نظراً لانتهاكاتها لحقوق الإنسان وقوانينها التي تحظر على النساء والفتيات متابعة التعليم.
وفي الأشهر الأخيرة، شطبت قيرغيزستان وكازاخستان وأوزبكستان حركة طالبان من قائمة الدول التي أدرجت الحركة على قائمة الإرهاب.
وتعد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والصين وباكستان والهند من بين الدول التي أبقت قنواتها الدبلوماسية مفتوحة منذ استيلاء طالبان على السلطة.