اعتداءات المستوطنين تزهق أرواح الفلسطينيين
مستوطنون إسرائيليون يعتدون على فلسطيني-أمريكي في الضفة الغربية، مما يؤدي إلى وفاته وإصابة آخرين. الهجمات ضد القرويين تتصاعد، والجيش الإسرائيلي يتجاهل الاعتداءات. وضع مأساوي يهدد وجود الفلسطينيين في أراضيهم.

قام مستوطنون إسرائيليون بضرب رجل فلسطيني-أمريكي حتى الموت وأطلقوا النار على آخر خلال هجوم منسق على القرويين في الضفة الغربية المحتلة يوم الجمعة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن سيف الدين مسلط، 23 عاماً، توفي بعد تعرضه "للضرب المبرح في أنحاء مختلفة من جسده".
وقال شهود عيان إن المستوطنين ضربوه على رأسه وبطنه وظهره.
وبينما كان مصابًا بجروح خطيرة، احتجزه المستوطنون ومنعوا سيارة الإسعاف من الوصول إليه لمدة 40 دقيقة. وقد توفي وهو في طريقه إلى المستشفى.
كان مسلط مواطنًا أمريكيًا. تم تأجيل جنازته للسماح لوالده بالوصول من الولايات المتحدة.
أما الضحية الثانية، محمد شلبي البالغ من العمر 23 عاماً، فقد فُقد خلال هجوم المستوطنين.
وعثر السكان في وقت لاحق على جثته بين الشجيرات، وعليها جروح ناجمة عن طلقات نارية وكدمات في الوجه.
وقال شهود عيان إنه يبدو أنه تعرض للضرب قبل إطلاق النار عليه.
وقد بدأ الهجوم عندما استهدفت مجموعة كبيرة من المستوطنين عشرات الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى أراضيهم بين قريتي سنجل والمزرعة الشرقية شرق رام الله.
وقد أصبحت مثل هذه الاعتداءات أمراً اعتيادياً يحدث كل يوم جمعة تقريباً، كجزء من جهود ترهيب القرويين وطردهم من الأراضي المستهدفة للاستيطان.
وقال عبد الصمد عبد العزيز، أحد أعضاء بلدية المزرعة الشرقية، إن السكان فوجئوا بالاعتداء أثناء عودتهم إلى منازلهم في ساعات الظهيرة.
وقال عبد العزيز: "هاجم المستوطنون بالحجارة والعصي وحاولوا طرد السكان، بما في ذلك المسلات".
"كان يملك منزلاً في المنطقة وتوفي وهو يحاول الدفاع عنه." كما قال.
ووفقًا للسكان، فقد نفذ المستوطنون الهجوم بعنف شديد وعلى مرأى ومسمع من الجيش الإسرائيلي الذي لم يتدخل إلا لحماية المستوطنين.
وفي خضم المواجهات بين السكان والمستوطنين، اختفى الشلبي في المنطقة الجبلية.
وقال عبد العزيز: "في البداية اعتقدنا أنه تم اعتقاله".
وأضاف: "ولكن فيما بعد، اتضح لاحقًا أن الجيش الإسرائيلي اعتقل شخصًا آخر. وعندها بدأنا في البحث عنه في الظلام في مجموعات."
عُثر عليه ميتًا في وقت متأخر من تلك الليلة.
وأصيب أكثر من 25 فلسطينيًا في الهجوم، الذي يقول السكان إنه جزء من حملة عنف المستوطنين المستمرة التي تهدف إلى تهجير التجمعات الفلسطينية في المنطقة بالقوة.
"لمن تشتكي؟"
قال عبد العزيز إن المستوطنين يحاولون الاستيلاء على منطقة تسمى الباطن.
تقع منطقة الباطن، التي تبلغ مساحتها 5600 دونم (560 هكتارًا)، ضمن المنطقتين (أ) و (ب) في الضفة الغربية المحتلة، وهي مناطق تخضع لسيطرة إدارية فلسطينية محدودة، كما حددتها اتفاقيات أوسلو.
يقطن المنطقة أكثر من 50 فلسطينيًا.
ووفقًا لعبد العزيز، أنشأ المستوطنون بؤرة استيطانية هناك في أيار/مايو، وقد حددوها كهدف للاستيلاء عليها بسبب موقعها الاستراتيجي.
وقال عايد غفري، وهو ناشط من قرية سنجل القريبة، إن المنطقة تعرضت لعنف متكرر من قبل المستوطنين في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك حرق المنازل والمحاصيل ورشق الحجارة والاعتداءات الجسدية على السكان.
وقال الغفري: "المنطقة مأهولة بالسكان ومزروعة بالزيتون والتين".
وأضاف: "لكن محاولات الاستيلاء على الأراضي هذه أصبحت متكررة لدرجة أنها أصبحت تحدث أسبوعيًا، وقد تصبح يومية قريبًا. لا سلاح أمام الفلسطينيين سوى الصمود والثبات."
واتهم الغفري الجيش الإسرائيلي بالتواطؤ مع المستوطنين، ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى والاعتداء المباشر على الفلسطينيين.
وتساءل: "إذا كان عدوك هو القاضي، فلمن تشتكي؟"
"هذا هو واقعنا. وإذا استمر ذلك، سنفقد مساحات شاسعة من أرضنا." قال الغفري.
ويقيم أكثر من 700,000 مستوطن إسرائيلي في أكثر من 250 مستوطنة في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية. وتعتبر هذه المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وقد تصاعدت هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023.
وفي الشهر الماضي، قالت الأمم المتحدة إن هجمات المستوطنين الإسرائيليين بلغت أعلى معدل لها منذ 20 عامًا على الأقل.
أخبار ذات صلة

صحفيون فرنسيون ينظمون احتجاجًا رمزيًا للتنديد باستشهاد الصحفيين في غزة على يد إسرائيل

لماذا قتلت إسرائيل آخر جراح عظام في شمال غزة؟

المدنيون الفلسطينيون النازحون من جباليا يستذكرون الرعب الذي عاشوه على يد الجيش الإسرائيلي
