أوبن أيه آي تسعى للابتعاد عن جذورها غير الربحية وتحويل نفسها إلى شركة ربحية

قد ينتهي تاريخ OpenAI كمؤسسة بحثية غير ربحية تبيع أيضاً منتجات تجارية مثل ChatGPT، حيث تتطلع الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها إلى تحويل نفسها بشكل كامل إلى شركة ربحية مسؤولة أمام المساهمين.

يدرس مجلس إدارة شركة الذكاء الاصطناعي قرارًا من شأنه أن يحوّل OpenAI إلى شركة ذات نفع عام، وفقًا لمصدر مطلع على المناقشات لم يكن مخولًا بالتحدث علنًا عنها.

في حين أن OpenAI لديها بالفعل قسم هادف للربح، حيث يعمل معظم موظفيها، إلا أنها تخضع لسيطرة مجلس إدارة غير ربحي مهمته مساعدة الإنسانية. سيتغير ذلك إذا حولت الشركة جوهر هيكلها إلى شركة ذات نفع عام، وهو نوع من الكيانات المؤسسية التي من المفترض أن تساعد المجتمع بالإضافة إلى تحقيق الربح.

وقال المصدر إنه لم يتم اتخاذ أي قرار نهائي من قبل مجلس الإدارة ولم يتم تحديد توقيت التحول.

وأقر الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان في تصريحات علنية يوم الخميس بأن الشركة تفكر في إعادة الهيكلة لكنه قال إن مغادرة المديرين التنفيذيين الرئيسيين في اليوم السابق لم تكن ذات صلة.

وفي حديثه في مؤتمر تكنولوجي في إيطاليا، ذكر ألتمان أن OpenAI كانت تفكر في إجراء إصلاح شامل للوصول إلى "المرحلة التالية". لكنه قال إن ذلك لم يكن مرتبطاً باستقالة رئيسة قسم التكنولوجيا ميرا موراتي واثنين من كبار القادة الآخرين يوم الأربعاء.

وقال ألتمان في فعالية الأسبوع التكنولوجي الإيطالي في تورينو: "ستكون OpenAI أقوى من أجل ذلك كما هو الحال بالنسبة لجميع عمليات الانتقال التي نقوم بها". "لقد رأيت بعض الأشياء التي تفيد بأن هذا الأمر يتعلق بإعادة الهيكلة. وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق. كما أن معظم الأشياء التي رأيتها كانت خاطئة تماماً." دون مزيد من التحديد.

وأضاف: "لكننا كنا نفكر في (إعادة الهيكلة)".

قالت OpenAI يوم الخميس إنها ستحتفظ بذراع غير ربحية.

وقالت في بيان مكتوب: "ما زلنا نركز على بناء الذكاء الاصطناعي الذي يعود بالنفع على الجميع، وكما شاركنا سابقًا فإننا نعمل مع مجلس إدارتنا لضمان أننا في أفضل وضع للنجاح في مهمتنا". "إن المنظمة غير الربحية هي جوهر مهمتنا وستستمر في الوجود."

OpenAI ليست أول شركة تكنولوجية تحاول الموازنة بين الأهداف التجارية والإنسانية، لكن مناوراتها أثارت توبيخًا يوم الخميس من موزيلا، التي تمزج بين مؤسسة غير ربحية ومركز أبحاث مع شركة معروفة بصنع متصفح الويب فايرفوكس.

وقال مارك سورمان، رئيس موزيلا في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني: "إن نزوح الموظفين المبدئي في OpenAI هو مثال آخر على هدفهم الحقيقي على المدى الطويل: الربح". "على حد علمنا، لم يعد OpenAI موجودًا كمنظمة ذات نفع عام."

وأكد ألتمان يوم الخميس أن استقالات موراتي وكبير مسؤولي الأبحاث بوب ماكجرو وقائد بحثي آخر هو باريت زوف "مجرد استعداد الناس لفصول جديدة من حياتهم وجيل جديد من القيادة".

ولكن كانت هذه الاستقالات هي الأحدث في سلسلة من الاستقالات الأخيرة رفيعة المستوى التي شملت أيضًا استقالة إيليا سوتسكيفر المؤسس المشارك لشركة OpenAI، وجان ليكه قائد فريق السلامة في مايو. وفي بيان له، وجّه لايكه انتقادات إلى OpenAI لتركه السلامة "تتراجع أمام المنتجات اللامعة".

كان جزء كبير من الصراع في OpenAI متجذرًا في هيكل الحوكمة غير المعتاد. تأسست الشركة في عام 2015 كمنظمة غير ربحية مهمتها بناء ذكاء اصطناعي مستقبلي آمن لمساعدة البشرية، وهي الآن شركة كبيرة سريعة النمو لا تزال تحت سيطرة مجلس إدارة غير ربحي ملتزم بمهمتها الأصلية.

وقد مكّن هذا الهيكل الفريد من نوعه أربعة من أعضاء مجلس إدارة OpenAI - سوتسكيفر واثنين من رواد الأعمال التكنولوجية من خارج الشركة وأكاديمي من الإطاحة بألتمان لفترة وجيزة في نوفمبر الماضي فيما وُصف لاحقاً بأنه نزاع حول "انهيار كبير في الثقة" بين مجلس الإدارة وكبار المسؤولين التنفيذيين. ولكن بمساعدة من أحد الداعمين الأقوياء، شركة مايكروسوفت، أعيد ألتمان إلى منصب الرئيس التنفيذي بعد أيام، وحل مجلس إدارة جديد محل المجلس القديم. كما أعادت OpenAI ألتمان إلى مجلس الإدارة في مارس.

قد لا يكون من السهل تغيير الهيكل المؤسسي لشركة OpenAI، حتى لو كان مصممًا لإرضاء المستثمرين والموظفين.

قال خبراء الضرائب إن الهيكل المؤسسي لـ OpenAI يبدو أنه تم إعداده لمنح الكيان غير الربحي المعفى من الضرائب السيطرة الكاملة على الكيانات الربحية التي أنشأتها المنظمة مع بدء نموها.

في عام 2016، كان هدف مؤسسي OpenAI - وهي مجموعة تضم ألتمان والرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك هو "تطوير الذكاء الرقمي بالطريقة التي من المرجح أن تفيد البشرية ككل، دون التقيد بالحاجة إلى تحقيق عائد مالي".

وبعد بضع سنوات، أدركت المنظمة أنها بحاجة إلى مليارات الدولارات لتمويل قوة الحوسبة اللازمة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. كتب المؤسسان المشاركان سوتسكيفر وجريج بروكمان في عام 2019: "نريد زيادة قدرتنا على زيادة رأس المال مع الاستمرار في خدمة مهمتنا، ولا يوجد هيكل قانوني موجود مسبقًا نعرفه يحقق التوازن الصحيح".

لذا قاما بتأسيس شركة جديدة هادفة للربح مع وضع "حد أقصى" لمقدار الأرباح التي يمكن للمستثمرين أو الموظفين جنيها وتعيين المؤسسة غير الربحية ومجلس إدارتها مسؤولين عن الكيان الجديد.

وأوضح بروكمان وسوتسكيفر أن أي أرباح "زائدة" ستعود إلى المنظمة غير الربحية، على الرغم من أن القليل من الأموال عادت عملياً إلى المنظمة غير الربحية في السنوات الأخيرة. كان بروكمان في إجازة منذ أغسطس، تاركاً ألتمان أحد القادة القلائل الذين ما زالوا على رأس المنظمة.

في بحث نُشر في فبراير، أشارت إلين ب. أبريل، الأستاذة الفخرية لقانون الضرائب في جامعة لويولا ماريماونت، إلى أن هيكل OpenAI يبدو أنه صُمم "بشق الأنفس" لحماية وضعها غير الربحي.

وتخضع جميع الشركات التابعة لها للحكم أو الإدارة من قبل المنظمة غير الربحية ومجلس إدارتها، وتقول OpenAI إنها تحذر المستثمرين من أنهم قد لا يحصلون على عائد أبدًا.

ومع ذلك، أشارت أبريل وزملاؤها إلى عزل ألتمان وإعادته إلى منصبه كدليل على أن مجلس إدارة المنظمة غير الربحية قد لا يكون مسؤولاً بشكل حقيقي. وكتبت أبريل وزملاؤها: "ما لم يفي أعضاء مجلس الإدارة بواجباتهم الائتمانية حتى أكثر الهياكل المدروسة بعناية لا طائل من ورائها".