تدفق الوقود المكسيكي إلى كوبا في ظل انقطاع الكهرباء وفقدان النفط الروسي والفنزويلي

في الوقت الذي تعاني فيه كوبا من انقطاع التيار الكهربائي والأزمة الاقتصادية المتفاقمة، أرسلت المكسيك ما يقرب من نصف مليون برميل من النفط الخام والديزل في غضون أيام فقط، حسبما أظهرت بيانات شحنات النفط المقدمة إلى وكالة أسوشيتد برس يوم الخميس.

يأتي ذلك في الوقت الذي توقفت فيه شحنات النفط الروسي والفنزويلي التي طالما أبقت الجزيرة واقفة على قدميها إلى حد كبير، تاركة المكسيك كواحدة من شرايين الحياة القليلة لكوبا.

وقال خورخي بينون، كبير الباحثين في مركز الطاقة بجامعة تكساس في أوستن، الذي يتتبع الشحنات: "المكسيك الآن هي المفتاح لأن فنزويلا أوقفت إمداداتها إلى كوبا، أما النفط الروسي فلا يوجد مكان له". "ولذا، فإن شحنات النفط المكسيكية إلى كوبا اليوم مهمة للغاية."

وصل ما يقرب من 412 ألف برميل من النفط الخام من شركة النفط المكسيكية التي تديرها الدولة "بيميكس" إلى مدينة ميناء سينفويغوس إما في وقت مبكر من صباح الخميس أو في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، وفقًا للبيانات التي جمعها بينون، الذي يتتبع الشحنات باستخدام خدمات تتبع النفط وتكنولوجيا الأقمار الصناعية. تم إرسال 67,000 برميل إضافي مما يبدو أنه ديزل ليلة الأربعاء، ومن المقرر أن تصل إلى سانتياغو دي كوبا في مطلع الأسبوع المقبل.

وقال بينيون إن الوقود الذي تبلغ قيمته حوالي 31 مليون دولار يأتي إضافة إلى ما لا يقل عن 300 مليون دولار من الوقود الذي أرسلته المكسيك إلى كوبا منذ بداية عام 2023. وفي حين توقفت شحنات النفط هذه لمدة ستة أشهر في ذروة الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية في المكسيك، عاد النفط يتدفق مرة أخرى إلى كوبا في عهد الرئيسة المكسيكية التي تم تنصيبها مؤخراً كلاوديا شينباوم.

وبدا أن شينباوم أكدت يوم الخميس الشحنات الأخيرة إلى كوبا، لكنها قالت إنها مجرد جزء صغير من 1.6 مليون إلى 1.8 مليون برميل من النفط الذي تنتجه المكسيك في اليوم.

وقالت شينباوم في إيجازها الصحفي الصباحي: "سندعم كوبا". "حتى لو انتقدوا ذلك، فإننا سنظهر تضامننا."

تأتي هذه الشحنة في لحظة عصيبة في كوبا، حيث أدى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع إلى انقطاع التيار الكهربائي عن 10 ملايين شخص - الذين يعانون بالفعل من أزمة اقتصادية متفاقمة - لأيام في وقت سابق من هذا الشهر.

وقد واجهت الحكومة الكوبية إحباطًا متصاعدًا واحتجاجات نادرة بعد أن رفعت أسعار الغاز بشكل حاد، مما زاد من الضغط على جيوب الكوبيين الذين يكافحون من أجل دفع ثمن المواد الغذائية الأساسية، مثل البيض والدجاج. وتلقي الحكومة الكوبية باللوم على الحظر الاقتصادي الأمريكي في مشاكلها، لكن شبكة الكهرباء في كوبا تركت في حالة سيئة وفشلت الحكومة منذ فترة طويلة في الاستثمار في الطاقات البديلة مثل الطاقة الشمسية، على الرغم من وفرة أشعة الشمس.

ونتيجة لذلك، كان المصدر الرئيسي للطاقة في كوبا هو الوقود الأحفوري. ولطالما اعتمدت على حليفتها الإقليمية فنزويلا، إلى أن اختفت المساعدات مع وقوع الدولة الغنية بالنفط في أزمة. وفي السنوات الأخيرة، اعتمدت كوبا على روسيا، التي كانت ترسل مئات الملايين من الدولارات من الوقود قبل عامين فقط. وقد ساعد ذلك في التخفيف من النقص الهائل في إمدادات كوبا وساعد في الوقت نفسه على تخفيف وطأة العقوبات الدولية المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.

لكن الكثير من هذا الدعم قد جف على الرغم من الوعود الروسية بإرسال المزيد من المساعدات. وقال بينون إن شحنة وقود روسية بلغت 119 ألف برميل في سبتمبر/أيلول كانت الأولى منذ شهور.

وقال وزير الطاقة والمناجم الكوبي فيسنتي دي لا أو ليفي في أواخر أكتوبر إن الجزيرة "تجري محادثات" مع روسيا وفنزويلا وكولومبيا الحليفة اليسارية "التي هي على اتصال دائم معنا وتطلب منا أن نخبرهم كيف يمكنهم دعمنا".

ومع ذلك، قال دي لا أو ليفي يوم الخميس في منشور على موقع X إن الحكومة لن يكون لديها سوى نصف ما هو مطلوب لإبقاء الأنوار مضاءة خلال ساعات الذروة.

وفي حين تعهدت المكسيك، وهي حليف قديم لكوبا ومنتقد شرس للعقوبات الاقتصادية الأمريكية، بمواصلة مساعدة الجزيرة، إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان النفط المعروض هدية أم أنه يباع بسعر مخفض.